نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مع الإمام الخامنئي دام ظله: ثمار شهر الله

مبارك عيد الفطر السعيد لكم جميعاً أيّها الإخوة والأخوات، وأسأل الله تعالى في هذا اليوم الشريف والمبارك أن يُنزل رحمته وفضله على جميع الإخوة والأخوات المسلمين والمسلمات في كل أنحاء العالم، وأن يتقبّل طاعاتهم وعباداتهم في هذا الشهر على أحسن وجه، وأن يجعل هذا اليوم عيداً عظيماً للأمّة الإسلامية.

* بركات كثيرة
في شهر رمضان المبارك تمكّن الكثير من الناس من أن ينالوا ثماراً ونتاجات كثيرة؛ سيكون لها بركاتٌ لا لسِنَتِهم الآتية فحسب، بل في بعض الأحيان لعمرهم كله. فبعضٌ نال حالةً من الأُنس مع القرآن واستفاد من معارفه وتدبّر فيه؛ وبعضٌ جعلوا الأُنس والمناجاة مع الله في هذا الشهر سيرتهم ومنهاج حياتهم ونوّروا قلوبهم بذلك. صام الناس، وبواسطة الصيام حقّقوا في أنفسهم صفاءً حيث سيكون لهذا الصفاء وهذه النورانيّة وهذا الأُنس بركات كثيرة في حياتهم الفرديّة والاجتماعية. فالصفاء النفسيّ يُعطي الإنسان حُسن الفكر ويطهّر النفس من الحسد والبخل والكبر والشهوات. الصفاء في نفس الإنسان يجعل بيئة المجتمع بيئة آمنة وأمينة على المستوى الروحي والمعنوي؛ يُقرّب القلوب ويجعل المؤمنين يتراحمون مع بعضهم بعضاً ويزداد التعاطف والتراحم بين أبناء المجتمع الإيماني.
كلّ هذه هي ثمار شهر رمضان المبارك للنّاس الفائزين والسعداء.

* الثمرة الأساس
الثمرة الأساس الأخرى لهذا الشهر هي التقوى، حيث قال: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام: 153)، "اليد التي تمسك بعنان النفس"، هذا هو معنى التقوى. فأحياناً، نمسك بعنان الآخرين جيّداً؛ لو استطعنا أن نمسك بعنان أنفسنا ونمنعها من الجموح والسَبُعية ومن تجاوز الخطوط الإلهية الحمراء، فهذه مهارة كبرى.
التقوى تعني مراقبة النفس من أجل الحركة على الصراط الإلهيّ المستقيم، ومن أجل تحصيل العلم والمعرفة والبصيرة والتحرّك أيضاً على أساس العلم والمعرفة والبصيرة. ولحسن الحظ في مجتمعنا في شهر رمضان الكثير من هؤلاء الأفراد السعداء الذين تمكّنوا من كسب هذه البركات. يمكن القول إنّ الصورة الغالبة هي مثل هذه.
ففي المجالس المختلفة، في مجالس الذكر والدعاء، ومجالس تلاوة القرآن في ليالي القدر، في المراسم المختلفة، اجتمع الناس كلّهم على اختلاف معارفهم وتوجّهاتهم حول سفرة هذه الضيافة الإلهية في شهر رمضان المبارك ونالوا فيضاً. قال الشاعر يوماً: "اليد التي تمسك بعنان النفس ليست موجودة اليوم في كمّ أحد". لكن في زماننا فإنّ الأيدي التي تُمسك بعنانها ليست قليلة. فهذا المجتمع المتشكل من شباب البلد، وهذه الشريحة من الجيل اليافع الفاعل والنشيط تتحرّك على الطريق الصحيح وتتمرّن على التقوى؛ فإنّ هذا بالنسبة لمستقبل بلدنا وأمّتنا الإسلامية بشارة كبرى.

* علينا حفظ الطريق
ما هو ضروريّ هو أن نحفظ هذه النتاجات وهذه الثمار، وأن لا ندع صاعقة الذنوب تُحرق هذا الحصاد القيّم وتقضي عليه. أن نحفظ طريق الله وسبيل التوجّه وصراط النفس والأنس بالقرآن والحفاظ على علاقتنا بالله والتوجّه القلبيّ إليه ومخاطبته في أنفسنا. لو أنكم تحدّثتم مع الله، فإنّ الله يتحدّث معكم ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم (البقرة: 152).
اللهم بمحمد وآل محمد، اجعل مجتمعنا قرآنياً دائماً، ومجتمعاً مليئاً بالصفاء وأهل المحبّة والوداد، مجتمعاً منسجماً ومتحابّاً.

اللهم أوصل هذا الشعب العظيم وهؤلاء الشباب الأعزّاء إلى آمالهم السامية وأهدافهم العظيمة؛ وانصرهم على أعدائهم.
اللهم أرضِ عنّا القلب المقدّس لوليّ العصر عجل الله تعالى فرجه واجعلنا مشمولين بأدعيته.
اللهم أرضِ عنّا روح إمامنا الجليل قدس سره وأرواح شهدائنا الطيّبة.


(*) من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في عيد الفطر السعيد في 1/ 10/ 1432هـ. ق. 31/ 8/ 2011م
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع