نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

بين ظلال النخيل الظَّامئ إلى ضفاف العباس


إعداد: ولاء إبراهيم حمود


في طفولتي، أدمى شباط قلبي مرةً عندما تدثَّر والدي بُرْدَته المنسوجة من صقيع ليل الثاني عشر، وباكراً مضى في تلافيف الغياب. وفي صباي، آلمني تآمر ليل السادس عشر على صاحب عمةٍ مجاهدةٍ، نقيةٍ بيضاء وهَوَّن عليّ، أنه في ظلام ذلك الليل تلفّع نقاءها وضياء بدر انحنى على يده، يلثمها لأنها ما صافحت "أيديهم" وما اعترفت بهم، وآثر الرحيل قبل أوان الرحيل.

وفي شبابي، فجعني شباط عندما أباح سماءه نهاراً، لغربان الخرائب وبومها، فاغتال نعيقها زنبقة طهر، وبرعم براءة، وآذان فجر، وحياة فوق أرض بلادي. وبكاهم شموخ الأرز في لبنان، وقداسة القباب المهيبة في طهران، وأشواق المآذن الكئيبة في القدس وغزة وبيسان. وبكيتهم بكاء التوابين على الحسين عليه السلام عند أعتاب النخل العراقي الحزين، وبكيت عجزي. ولا ماء في قربتي للعباس يغسل جراح كفيه. فلا ذكرى بيننا أرويها سوى مشهده الأخير، يجول على فقراء "وادي أبو جميل" يرويهم كل حنانه وبحبه ويخدمهم(1) بأشفار عينيه. ومرَّت الأيام، وجاءني شباط بجرحٍ آخر في ليلٍ مطيرٍ، اشتعل غربةً وأسى فوق رصيفٍ دمشقيٍّ قديم، وكان لي معه شأنٌ آخر، هو رماني ثانية عند أعتاب العباس، فرأيته؛ طلْعَ نخلةٍ عاليةٍ لم تنحنِ، لكنها أرخت على أمتي سعفاتها، مثقلةً بطلعها المنضود، قوتاً للفقراء ورياً لسغب الحياة، مقاومةً وانتصاراً، وقامات امتدت تتابع جهاد الطريق، فمضيت إليها، حاملةً أوراقي وعدت وقد هزتها ذكرى "حسين وأم ياسر والعباس". فتساقطت عليها رُطباً جنياً، من جود كفيه. لأقرأ ثانيةً مع محبي سيد شهداء المقاومة الإسلامية وزوجته وطفله، ذكريات النخيل الظامئ شوقاً إلى ضفاف العباس الموسوي النسب، الحسيني النجيع، في شهادةٍ "قلَّ نظيرها"، فيها يقظة للأمة، ورضىً لله وهذا هو الأهم.

* مع ياسر... حديث الذكريات

ربّى السيد عباسُ المقاومَ في شخصية أولاده وذلك بحرصه على وجودهم معه واصطحابهم إلى الثغور والمواقع منذ صغرهم، يذكر ياسر أنهم كانوا يرونه وهو يودِّع المجاهدين ويستقبلهم، وكيف كان يتابع عبر الجهاز سير إحدى العمليات وكيف كان يحدثهم كالكبار ذكوراً وإناثاً عن إنجازات المقاومة حتى صاروا جزءاً منها. وقد أنشأ السيد قدس سره مشروع قجة المقاومة من خلال "قجةٍ صغيرة". جاءهم بها يوماً قبل العام 84، قائلاً لهم "حطّوا فيها اللي بتقدروا عليه من خرجّيتكم، لأنو بدنا نشتري سلاح للمجاهدين، وهيك بتكونوا عم بتشاركوهن جهادن". لقد أحببنا تلك الفكرة، وصرنا نتنافس، وكلما ثقل وزن تلك القجة حملناها إليه فرحين، والآن يضيف ياسر: "لقد كبرت تلك القجة وصارت هيئةً لدعم المقاومة، بعد أن كان السلاح يشترى بالقطعة والقطعتين".

وعن الأسلوب التربوي للسيد عباس، يبتسم ياسر متذكراً وقد دمعت عيناه كيف كان الوالد الحنون يعاقبه بعد أنْ يضيق ذرعاً بمشاغباته، كان العقاب بعيداً عن الضرب والتعنيف، كان رحلةً إلى الجنوب، يتنقّل فيها معه من جلسة إلى أخرى، وكان يتركه خارجاً، فارضاً عليه حفظ إحدى سور القرآن الكريم. يقفز ياسر بذكرياته إلى الحديث عن الدورة العسكرية الأولى التي ألحقه بها والده، وقد استقبله في مكتبه بعد عودته منها، قائلاً - وبعد العناق الحار أمام من حضر - "شو، مبيّن راجع عامودي مش أفقي؟ مبيّن ما استشهدت؟" ومن خلال الضحك، قال له الشباب "مستعجل كتير ع ياسر يا سيّد بعدو زغير، عمرو تلاتعشر سنة". ومع ذلك كان السيد يقول لياسر: "بتخدمني خدمة العمر إذا استشهدت، بصير إلي عين اتطلّع بعوائل الشهدا". وعن اهتمامه بشؤون أولاده العلمية، يوضح ياسر: كان والدي يعني بكل الاختصاصات ويشجع تنوعها بين شبابنا، فقد رفض التحاق الدكتور جمال الطقش بصفوفهم أثناء دراسته للطب ودعاه بإصرار إلى إنهاء اختصاصه، لأن المقاومة تحتاجه طبيباً ماهراً، كان يرى للمقاومة مستقبلاً باهراً في مجتمعها، وهذا ما تحققّ بفضل دمائه وإخوانه ودماء العزيزة أم ياسر والشهيد حسين.

يتحدث ياسر الموسوي بكثير من الإجلال والعرفان عمن قام مقام أبيه في شؤونه الخاصة: "وجود سماحة السيد حسن دام عزه بعد استشهاد الوالد، خفّف عني كثيراً عبء كل هذه الأمور وهو ما زال يواكب كل صغيرة وكبيرة، وما أقوله له لا أقوله لسواه"، وعن المشترك بين السيدين يرى ياسر أنّ لكل منهما خصوصية تميزه رغم التقارب بين شخصيتهما، فالسيد حسن أكثر ليونة معي، فأنا أحظى منه باهتمام لا يحظى بمثله ابنه جواد. ووجوده دام ظله يعزينا بغياب الوالد، وأنا لا أبالغ أبداً عندما أكرر في شهر شباط في الذكرى الأليمة: أنّ السيد حسن هو القائد وهو الوالد، وصدِّقي "إنني كلّما أنهيت مع السيد لقاءاً، أشعر أنني كنت بحضرة السيد عباس نفسه".

وعن آخر اللحظات مع الوالد، يتحدث ياسر بكثير من المرارة عن فقده للوالدة ولشقيقه الصغير معه، ويعتبر أن "شهادتهما معاً كرامةً لكليهما، فأم ياسر كانت ترفض أنْ تبقى لدقيقة واحدة دون السيد عباس، وقد أعلنت أنها مستعدة لرؤية أولادها مقطعي الرؤوس مستشهدين ولا يجرح للسيد عباس أصبع. لأنها كانت تعلم حاجة المقاومة إلى شخصيته الاستثنائية، ذلك الزاهد المعطاء، الذي قبّل جبينها يوماً بعد أن علم أنها قدَّمت السّجادتين الوحيدتين لديهما لامرأة محتاجة جاءت تطلب وسائل تدفئة، كانت ترى فيه زهد جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. ولقد خسرت بفقدهما خسارة لا تعوّض، وكان يوم النصر 25 أيار أصعب محطة افتقدتهما فيها، فقد تمنيت حينها، لمن عانى سهر التأسيس والبدايات الصعبة الطويلة أن يشهد فرح هذا اليوم". وعلى ضفاف ذكراه، يترك ياسر عباس الموسوي دعوةً عبر هذا التحقيق، مفادها: "يجب أنْ نعود إلى دراسة السيد عباس، لأنّ هذه الشخصية الاستثنائية تستحق أنْ تُدرس مؤسِّساً قائداً ووالداً ومجاهداً، ونحن أحوج ما نكون إليه اليوم، لأنه عمل على تأسيس وإيصال المقاومة إلى درجة النموذج الذي تحتذيه كل شعوب العالم".

* مع بتول... بضعة حفيد الرسول صلى الله عليه وآله:
ومما جاء في بعض ما تذكرته السيدة بتول عباس الموسوي، أنّ "الوالد الشهيد كان يوجهها وإخوتها إلى مرضاة الله بأفعالٍ تسبق الأقوال، حيث كان يدخل عليهم في صلاة الصبح مؤذّناً بصوته الحنون، فيستيقظون وصوت الأذان يملأ أسماعهم". لقد اعتادت بتول أنْ تقف إلى جانبه أثناء وضوئه، وتفرش له سجادته، فكان يغتنم تلك اللحظات القليلة التي تراها بتول الآن أثمن لحظات حياتها ليقدّم لها الكثير من نصائح الإسلام التي أثرّت على شخصيتها، وكان غالباً ما يرفقها بأحجية أو نكتةٍ مفرحةٍ وعبرة. تذكر بتول أنها كانت تقف أمام المرآة، فدخل الوالد ووضع يده على كتفها وقال: "الفتاة يزينها حجابها وإيمانها وقربها من الله عزّ وجلّ"، وزيّن كلامه بالحديث عن السيدة الزهراء عليها السلام". وكذلك اهتمّ السيد الوالد بإشباع طفولتهم بالمرح واللعب (فوتبول – راكيت – كاراتيه...). ورغم المشاغبات التي كنا نحدثها، كان خلق الوالد يتّسع لنا. وقبل الإفطار بساعة في أحد أيام شهر رمضان، استمعت إليه يتلو القرآن، فسألته إنْ كان حافظاً له، فسألني بدوره: "كم من السور تحفظين". فطلبت منه هرباً من الجواب ولأنها من طوال السور، أن يسمِّع لي سورة البقرة، أذكر أنه قرأ غيباً نصف السورة وحان وقت الإفطار، ولولا الأذان، لأكملها كلها.

وبعد الحديث عن حرصه على تلبية طلبها زيارة السيدة زينب عليها السلام في دمشق دون استعمال سيارات العمل، بل تاكسياً عادياً وعن حرصه على حفظ النعم بعدم رمي حبتي زيتون بقيتا صالحتين في الطبق، وعن تعاونه معها في غياب الوالدة في إعداد الفطور وجلي الصحون، تضيف بتول أنّ الوالد كان يمازح الوالدة بقوله "رح روح وحدي قريباً ما رح آخدك معي". فتجيبه الوالدة مبتسمة: "والله، أنا معك وإجري على إجرك يا أبو ياسر، وأنا حوريتك". وقد كان واثقاً أنه لن يستشهد دونها، فعندما حذره الإخوان من تحليق الطيران في إحدى زياراته للجنوب، ابتسم قائلاً: "أم ياسر مش معي، فما في شهادة". لقد عاشا معاً روحاً واحدة في جسدين، حتى مضيا معاً روحاً واحدة في مشوارٍ واحدٍ إلى جنات الخلد مع الصغير الغالي حسين.

* ومنهم من ينتظر... قامةً بحجم أمة
يتحدث الشيخ محمد خاتون. عن صداقته للسيد عباس على مدى خمس عشرة سنة: "والكلام عنه يبدأ ولا ينتهي من لحظة اللقاء الأول بينهما في شباط 1977 حتى شباط 1992. "وبذلك تخطت علاقتي به الكثير من الحواجز، كان يرفض موضوع أنني تلميذه وأنه أستاذي ويعاملني معاملة الأخ والصديق فيمازحني. اجتمعنا معاً كعائلتين في بيت واحد مؤلف من غرفتين وذلك إثر اضطراره ترك منزله أمنياً، لعدة شهورٍ، وقد تعرّفت عن كثب على طبعه العائلي، وكم يملك من وداعةٍ وطهارة في أخلاقه، كأبٍ وكزوجٍ في غاية البر والهناءة. أذكر أنني – وبعد سنتين من استشهاد السيد عباس - كنت مع السيد حسن - حفظه الله - في بيت أحد الإخوة الإيرانيين السادة العلماء، في حارة الفيكاني في البقاع وكان ذاك السيد يمتدح السيد حسن "وأنت لك مكانة كبيرة"، فأجابه أبو هادي: "كل هيدا بفضل السيد عباس". فأصرّ الإيراني: "صحيح السيد عباس كما تقول، ولكن لك أنت أيضاً المقام الرفيع". وبعدها، دخلت والدة هذا السيد وكانت جليلةً وقورةً وقبَّلت كتف السيد حسن قائلة له: "أنت فيك ريحة السيد عباس". فتوجه السيد حسن إلى ولدها بالقول: "شفت شو عم قلّك، الناس بتحبني لأنو فيي ريحة السيد عباس". إنه رمز تبدأ معه الحياة ولا تنتهي. وقد تأثر السيد بالإمام الخميني حينما قال أمامه يوماً: "اعملوا على أساس أنكم انطلقتم من الصفر، واعلموا أنّ كل عمل في سبيل الله يتحقق ولو بعد مئة عام" وقد وقعت هذه الكلمات في قلب السيد عباس وأذابته في شخص الإمام الخميني لدرجة كان أقدرنا على توصيل أفكار الإمام إلى الجماهير، وفي فترات التعب، كان يستمد منه العون، هو الذي عمل مدة ستين سنة لبناء الجمهورية. لم يكن السيد عباس يمتلك ضعفاً إنسانياً حيال المصائب الجلل والرزايا الكبرى. لم أره مرةً يبكي إلا على مصاب أبي عبد الله الحسين وفي قراءة الدعاء والتهجّد.

 معروف عنه أنه صلى ركعتي شكر بعد وفاة أمه التي رحلت شابةً، وكان بارّاً بها عطوفاً عليها، ولم يره أحدٌ يبكي في مأتمها، كنا نرى فيه جبلاً، طَوداً. لقد اكتفى بالقول إثر استشهاد الشيخ راغب وقد كانا صديقين حميمين: "هنيئاً للشيخ راغب هذه الشهادة". وبعد وفاة الإمام الخميني قدس سره، استدعاني وطلب مني الذهاب إلى الجنوب لتثبيت الإخوان. لقد صنع السيد عباس مستقبله بيده عندما دعا ذلك الدعاء، طالباً فيه "شهادةً قلَّ نظيرها". لقد انطلقت تلك الكلمات من عمق إحساسه بها من صدق مشاعره.

المقاومة لم تخسر القائد، بل كسبته شهيداً رمزاً، لكنها خسرت المؤسِّس الذي لا يُستعاد، فهو الذي أخرجها من عالم الأحلام إلى حيز الواقع والانتصارات، المقاومة تؤسَّس مرةً واحدة، وقد عاش همها بمواجهة إسرائيل في سني شبابه الأولى. لقد كان مقاوماً، مقاتلاً منظّماً مؤسِّساً، لكنه بعد استشهاده صار هدية إلهيةً ورمزاً جهادياً يستلهم الثوار والمجاهدون شجاعته وخطاه وفكره التأسيسي. والسؤال الآن: كيف نستلهم الأبعاد الروحية والجهادية في شخصية السيد عباس؟ كيف كانت حياته كلها للعمل الجهادي - حتى في محطات الترفيه - كما فعل عندما دعانا إلى الغداء أنا والسيد حسن في، جنتا وبعد الغداء والسِّباحة (عام 80)، طلب منا البدء منذ تلك اللحظة بالتحضير لما يجب أنْ نقوم به في شهر رمضان، وقد لاحظ أنني والسيد حسن تبادلنا نظرات مفادها: "إنو هالغدا مش ع الفاضي". فما كان منه إلا أن ابتسم قائلاً: "منشان تنتصر قضيتنا وتنجح مقاومتنا لازم ننبسط شوي ونشتغل كتير"؟!. أقسم أنه شخصية استثنائية وأنه عندي مثال حيٌّ للشهداء الأبرار من زمن الرسول الأعظم، على امتداد كل مسيرة الإسلام. وصدّقي، وبمنتهى الجرأة أقول: إنني أشعر بمجيء يوم أحتاجه فيه حاجة ضرورية ولا أستبعد أبداً أنْ أراه أمامي في الطريق، أو يصعد درج المنزل الذي عشنا فيه سوياً في بعلبك. يرى الكثيرون في هذا الكلام خطورة، ولكنني أشعر أنه حي يرزق رغم أنني شهدت دفنه ورأيت مدفنه. لأنه من الذين تعنيهم الآية الكريمة: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (آل عمران: 169). أما أولاده، فلهم عندي ميزة وخصوصية. والسؤال الوحيد الذي يؤرقني لا عن شعوري لدى رؤيتهم ولكن عن شعورهم هم عندما يرونني وعما يدور في بالهم. على أي حال، أنا أشعر باستمرار وجود البركة عند رؤيتي أحداً من بقيّة السيد عباس. الذين تميزوا بانتمائهم لهذا السيد العالي المقام بأخلاقه وتواضعه وعفّته... رضوان الله تعالى عليه وعلى الشهداء أجمعين. وفي الختام، تحقيقي سيدي، أرفعه إلى روحك الطاهرة وقد حفّت بها ملائكة الرحمن، راجيةً منك الشفاعة، فهي كرامتك من الله وهي رجائي الوحيد إليك... سلامٌ من الله عليك... يا خالداً من نبع كفيك يروي الخلد دنيانا ويفتخر.


(1) يروي الزميل المصوِّر موسى الحسيني، أن السيد عباس كان يزور الشباب في مطابع جريدة "العهد" سابقاً في الثانية فجراً أو الثالثة، ليطمئن عليهم دون أي مواكبة ويحتسي معهم الشاي بكل تواضع وحب، وأنه كان يصادفه أحياناً كثيرة على درج الجريدة فيتبادلان الأحاديث بصداقة وعطف، وأنه كان يفضّل الجلوس على الأرض لا على المقاعد الوثيرة، أثناء معظم اجتماعاته وخاصة أثناء سعيه الدؤوب لإيقاف اقتتال الإخوة بين أبناء الصف الواحد، وأنه لم يكن يرى عدواً للمقاومة سوى إسرائيل، وكان يؤمن بإمكانية اكتساب مستهدفيها في الداخل كحلفاء أو مؤيدين، بدل تركهم في حالة صدامية معها ومع حزبها، وأنه كان يرفض أنْ يتحدث بسوءٍ أو تبادل الشتائم مع من يختلف معهم بالرأي من أبناء الوطن، ويصفه موسى بمتواضعٍ قلَّ بين الناس نظيره.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع