نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

فقر الدم الوقاية خير من العلاج

الدكتور محمد حسين حيدر



يتألف الدم من: الصفائح - خلايا الدم - الكريات الحمراء - الكريات البيضاء – البلازما. والبلازما سائل يحوي بداخله مجموعة كبيرة من الأملاح المعدنية والجزيئات العضوية (سكريات- بروتينات- دسم). في الحياة الجنينية يتولد الدم في الكبد والطحال، وبعد الولادة، في نقْي العظام(1).

* الكريات الحمراء:
تعيش الكريات الحمراء حوالي 120 يوماً ، ابتداءً من لحظة خروجها من نقي العظام. أما أهم وظائفها، فهي نقل الأوكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم، والعودة بغاز الكربون من الخلايا إلى الرئتين.

* ما هو فقر الدم؟
إن فقر الدم هو هبوط في معدل الهيموغلوبين، وهي المادة الحمراء الموجودة داخل الكريات الحمراء والتي تعطيه لونه الأحمر الجميل. يتم التعرف إليه عن طريق إجراء فحص دم CBCD. إن معدل الهيموغلوبين الطبيعي) (13-17 g/dl للرجال و(12-16 g/dl) للنساء. كما أن هناك الكثير من المواد التي يحتاجها الجسم لتكوين الكريات الحمراء، وأخرى بكميات ضئيلة. المكونات الأساسية هي: الحديد - الفيتامين 12B وحامض الفوليك.  يتكون فقر الدم نتيجة خلل في التوازن بين كمية الخلايا التي تموت أي استهلاك زائد (نزيف مزمن - الدورة الشهرية - الحمل- الرضاعة - الأطفال - سوء الامتصاص)؛ أو ضعف في الإنتاج نتيجة نقص في المواد الأولية أو أمراض نقي العظام. ليس كل فقر دم ناتجاً عن مرض في الدم، بل قد يكون انعكاساً لأمراض أخرى في مناطق متعددة من الجسم (التهابات – سكري – أورام – نزيف - أمراض المناعة). يجب دائماً الأخذ بعين الاعتبار العمر والجنس عند تشخيص فقر الدم. كما يجب إجراء فحوصات مكمّلة لفحص CBCD لتحديد السبب الرئيسي، وبالتالي، تحديد العلاج الأفضل. فقر الدم الأكثر شيوعاً عند الأطفال والنساء في عمر الإنجاب هو نقص الحديد نتيجة: النمو السريع - الدورة الشهرية – الحمل - الرضاعة- سوء التغذية.

* كيفية العلاج والوقاية:
لتجنّب الإصابة بفقر الدم، يجب تناول الطعام الغني بالحديد اللحم – الحبوب – السبانج - الملفوف. مع العلم أن امتصاص الحديد في الأمعاء من اللحم الأحمر يكون أسرع بكثير من الحديد الموجود في الحبوب والخضار. ويجب التنبّه إلى عدم تناول الشاي قبل وبعد الأكل، وخاصة قبل أو بعد الوجبات الغنية بالحديد. وعلى المرأة معالجة مشاكل وأمراض الدورة الشهرية (وخاصة عندما تكون بشكل نزيف قوي أو عدم انتظام)، لأنها من الأسباب الرئيسية التي تسبّب فقر الدم في عمر الإنجاب. وعليها تناول دواء الحديد خلال فترات الحمل والرضاعة - ولو بشكل وقائي - لتقي نفسها ووليدها من تداعيات فقر الدم. ما بالنسبة للطفل، فلا بد من إعطائه من عمر 4 أشهر حتى سنة ونصف دواء الحديد وفي فترة المراهقة كذلك. إن فقر الدم عند الأطفال قد ينتج عن خلل التكوين الوراثي في الكريات الحمراء، وخاصة التلاسيميا وفقر الدم المِنْجَلي ونقص الأُنْزيم (التفويل). وهذه أمراض وراثية لا تكون ناتجة عن نقص في الحديد، ومن أهم عوارضها (اصفرار- شحوب، وتسبب تشوّهات عظمية إن لم تكشف وتعالج باكراً).

* مرض التلاسيميا:
يجب إجراء فحوصات ما قبل الزواج لتفادي ولادة أطفال مرضى، لأن سمة التلاسيميا شائعة، وهي لا تعتبر حالة مرضية ولا تحتاج إلى المتابعة أو العلاج. أما مرضى التلاسيميا (وليس حاملي السمة)، فعلاجهم معقّد ودائم، ويقوم أساساً على عمليات نقل الدم المتكررة لتأمين نمو طبيعي للطفل. والعلاج الجذري هو القيام بعملية زرع نقي العظام من أحد الأشقاء غير المرضى.

* فقر الدم عند الرجال:
أما فقر الدم عند الرجال، فهو نادر الحدوث، واكتشافه يستدعي إجراء فحوص مخبرية وشعاعية لتحديد السبب. ومن أهم أسبابه في هذه المرحلة من العمر: فقر دم عَرَضي مرافق للالتهابات - أمراض مزمنة (السكري - داء المفاصل - قصور في عمل الكلية...) – الأورام - نزيف في الجهاز الهضمي (قرحة - بواسير...).

وفي الخلاصة: نستطيع القول إن فقر الدم هو مرض شائع في كل الفئات العمرية، ولكنه يكثر بشكل خاص عند النساء والأطفال. هنالك إمكانية كبيرة لتفادي حصول نقص الحديد والفيتامينات، وخاصة عند الأطفال باتباع التغذية السليمة والمتنوعة. إن تشخيص أسباب فقر الدم - وبشكل صحيح - تحدّد العلاج المناسب، خاصة أن فقر الدم قد يكون مؤشراً لأمراض أخرى قد تكون خطيرة. يتمّ تعليق الدم فقط في الحالات التي تستدعي ذلك، مع متابعة البحث عن أسباب فقر الدم الشديد. إنّ فحوص ما قبل الزواج هي ذات أهمية قصوى كوقاية لتفادي ولادة أطفال بأمراض الدم الخطيرة والصعبة الشفاء، ولقد فرضت وزارة الصحة قانون إجراء هذه الفحوص كبادرة للحد من مرض التلاسيميا. فَدِرْهَم وقاية خير من قنطار علاج.


(*) جمعية الأطباء المسلمين/ أخصائي دم وأورام
(1) نَقْي العظام: مخ العظام وسمي كذلك لنقائه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع