نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

وصيّة الشهيد عباس حسين حمود "أحمد"(*)


بسم الله الرَّحمٰن الرَّحيم، وبه نستعين، إنّه خير ناصرٍ ومعين...

الحمد لله ربّ العالمين، مالك يوم الدين، مغيث المستغيثين، ومنجي الهالكين... الحمد لله الذي خلقني، وسوّاني، وأطعمني، وكلاني، وأحبَّني، وهداني، ووفَّقني للجهاد في سبيله، والفوز برضاه...

السَّلام على العصمة النبوية، والشجاعة الحيدرية، والطهارة الفاطمية، والحضرة الحسنية، والشهادة الحسينية، والبسالة الزينبية، والعبادة السجَّادية، والعلوم الباقرية، والمعارف الجعفرية، والنزاهة الموسويّة، والغربة الرضويّة، والمآثر الجواديّة، والمحاسن الزكيّة، والهيبة العسكريّة، والغيبة الإلهيّة.

سيِّدي ومولاي يا صاحب الزمان، يا كعبة آمالي، يا منقذي من الغرق، يا فجر صلاتي، يا نبراس قلبي.. سيِّدي خذ بيدي -أيها السبب المتّصل بين الأرض والسماء- أنا الغافل عنك. بلطفك وبحقّ جدّتك الصدّيقة، استقبلني بين جنودك، وفي أعمال مملكتك، لننجوَ من هذه الدنيا الفانية، ونحن خدَّام حضرتك، والممهّدون لدولتك.

إخوتي وأهلي: يقول الله (عز وجلّ) في محكم كتابه: ﴿... وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾ (الطلاق: 2).. وفي آيةٍ أخرى: ﴿كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي...﴾ (المجادلة: 21). وباعتقادي، إنّ من يجعل البارئ له مخرجاً من ظلمات هذه الدنيا، فقد فاز.. ولكن هذا مشروطٌ بالتقوى التي يقول عنها أمير المؤمنين عليه السلام: إنّها "خَيْرَ الزَّادِ"، التقوى التي كانت البرنامج اليوميّ للإمام الخمينيّ، تعني أن لا [نخشى](1) في الله لومة لائم، تعني الصلاة والحفاظ عليها بظاهرها وباطنها، تعني التواضع والجهاد في سبيل الله وتزكية النفس؛ لأنَّ أعدى عدوٍّ للإنسان هو نفسه الأمّارة بالسوء، و"من عرف نفسه فقد عرف ربّه".

وفي الآية الثانية: ﴿كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي... ﴾، فإنَّ في ذلك إشارة هامة وواضحة إلى أنَّ القرار الإلهيّ متخّذ، ولكنّ هامش الوقت هو ليُمحّص المؤمنين من المنافقين. فالله (عزّ وجلّ) ليس بحاجة إلينا لينصر دينه، فهو الملك القادر الجبّار، ولكنَّه برحمته ولطفه يعطينا الفرصة في هذه الدنيا، فما علينا إلّا أن نسلك الطريق بصدقٍ وطاعةٍ وولايةٍ، وهو الكفيل بنصرنا؛ لأنّه لا يُخلف الميعاد. لكنَّ الأساس أن نعلم أنّنا لسنا مسؤولين عن تحقيق النصر، بل علينا أداء التكليف، والباقي على الله.

أمرٌ آخر مهمٌّ جدّاً، أن نعلم أنّ المؤمن أعزّ من الكعبة عند الله، ولا يجب أن نؤذي مؤمناً أو نهينه بحجة أيّ أمرٍ مهما كان مقدّساً؛ لأنّ ذلك يكون وبالاً كبيراً علينا في الدنيا والآخرة.

إنّنا في هذا الزمان نسير نحو لقاء إمامنا المنتظَر المنتظِر لنا، وليس العكس، فكلّ الوقت والطاقة يجب أن [تُهيّأ](2) لهذه اللحظة التاريخية الحاسمة، والتي إن خسرناها... ستكون حسرتنا كبيرة، ونكون من حزب الشيطان -لا سمح الله- هذا الحزب المتمثّل اليوم بأمريكا، والغرب، وإسرائيل، وأتباعهم، والتكفيريّين أيضاً، الذين ملأوا الأرض قتلاً وإرهاباً وهتكاً لمقامات الأنبياء والأولياء عليهم السلام، ولأعراض ودماء المسلمين. وهنا ما علينا إلّا الثبات، ما علينا إلّا جهاد هؤلاء الكفّار... والسير وراء إمامنا القائد الخامنئي دام ظله، والسيِّد حسن نصر الله (حفظه الله)؛ لأنّهما منارة الدرب لنا في هذه الظلمة العابرة.

أدعو كلّ من عرفني إلى أن يسامحني من كلّ قلبه إن قصّرتُ في حقه... وفي الختام، أدعو الله أن يوفِّقني لطاعته، ويعصمني عن معصيته، حتّى ألقاه شهيداً وهو راضٍ عنّي، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله الطيّبين الطاهرين.


(*) استشهد دفاعاً عن المقدسات، بتاريخ: 23/10/2015م.
1.ورد في الأصل: (تلومنا). المحقِّق.
2.ورد في الأصل: (تجبّر). المحقِّق.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع