نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

آخر الكلام: يدُ "حزن"

نهى عبد الله


لم تختلف علاقة الصديقتين منذ الطفولة، حين دخلتا معترك الحياة. "فرح" المفعمة بالحيويّة والدهشة، التي تضيء الأشياء بالذهبي المُبهِج حين تلمسها، على عكس صديقتها "حزن" التي لطالما جذبتها القصص الحزينة وغَلَبتها دمعتها. كان يُمنع عليها لمْس أيّ شيء؛ لأنّها تحيله إلى الأزرق البارد. كان الأصدقاء يحبّون "فرح"، فيما يبتعدون عن "حزن" ويخافون لمسة يدها.

فقدت "فرح" والديها في حادث أليم، وفقدت معهما حيويّتها وبهجتها وقوى لمساتها المضيئة. بات منزلها كئيباً مظلماً، وبقيت في سبات الصمت لأشهر طويلة. تدخّل الأصدقاء لإيقاظها، حاول "غضب" و"قلق" وغيرهما إخراجها من صمتها وعزلتها، ولكن دون فائدة... شعروا جميعاً أنّهم خسروا "فرح" ولن تضيء مجدداً.

حينها تشجعت "حزن" وقررت احتضان صديقتها. "ستقضين عليها نهائياً وتطفئين بهجتها إلى الأبد، لن نسمح لك بمسّها"، هكذا ارتفع صياح الأصدقاء بـ"حزن" التي لم تتوقّف، فيما توقفوا هم حين لاحظوا أن "فرح" تأثرت بالأزرق قليلاً، فتمكّنت من تحرير دموعها الحبيسة داخلها، وبدأت تتمتم بحزن وتشكو لصديقتها، فيما "حزن" تشير إليها بأنّها تشعر بألمها تماماً، واحتضنتها بشدّة حتى خرجت منها أحزانها مع دموعها ودموع "حزن". حينها اتسعت عينا "فرح" وقالت: "أريد أن أقوم بعمل يسعد روحَيّ والدَيّ" وتوهّجت مجدداً، لكن بالأخضر الذي يجمع بين البهجة والنضج.

فالأحزان والمصائب والآلام لا تتدخّل في حياتنا لإضافة التعاسة والعزلة والظلام عليها، بل لتعمل على توازن مشاعرنا وإضافة الوعي والنضج وفهم الواقع إليها.

فنحن نحبّ "فرح"، لكن نتعلم على يد "حزن"، لذلك نحن نستيقظ ونعي الرسالة الإلهية أكثر، عندما تشعر قلوبنا بالحرارة على الحسين عليه السلام، التي لن تبرد أبداً.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع