عجيب أمر هذا الشهر المبارك، فما أن يهلّ هلال ربيع الأول حتى تتبدل الأرض غير الأرض، فتكتسي ضياء ونوراً يشع من كل مكان وإلى كل مكان. حاملاً بشائر الهدى والمعرفة وهدايا العدل والتوحيد.
وكأن الأرض في ميلاد جديد!
وأين العجب؟! ألم تكن ولادة رسول الرحمة والهدى في مثل هذا الشهر. وُلد فولدت معه الرسالة وانبعث ضياؤها مبدداً عروش الجهل والكفر والطغيان.
لقد كان أول أنوار الرسالة الوليدة ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾. ثم توالت الأنوار: ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾. ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾، ﴿ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾... نور بعد نور، واللَّه يهدي لنوره من يشاء ومن لم يجعل اللَّه له نوراً فما له من نور.
عزيزي القارئ
هلمَّ معنا لكي نمزق حجب الظلام والجهل، ونقتبس من أنوار العلم والفهم، نقرأ. ونتعلم، ونكتب وندعو إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة، واللَّه معنا ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ "العنكبوت/ 69".
هذا قبس من مشكاة هذه الولادة الميمونة، فبورك الوليد والمولد.
وإلى اللقاء