نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

صحة وحياة: رأسي يؤلمني

مروى حسين الدرّ*

ينتابنا ألم شديد.. نشعر بثقل في الرأس.. وكأنّ عصابة حزمت حوله، هي عوارض تفاجئنا جميعاً في العمل، في المدرسة، وفي المنزل.. ذلك لأنّ الصداع في زمن الضغوطات الدراسية والمهنيّة وحتى الاجتماعية يبقى العنوان العريض المكتوب على جبين الأغلبية منّا، وأحد أكثر المشاكل الصحيّة ضجيجاً وشيوعاً. فهل تشكّل كثرة الإصابة بالصداع خطراً؟ ما هي المسببّات الأساسية له؟ وهل تناول المسكّنات بشكل دائم يؤثر على صحّة الإنسان؟

*أنواع الصداع
الصداع نوعان: عرضي ونصفي.
1- الصداع العرضي: يصنّف الصداع عرضيّاً توتريّاً عندما تجتاح الآلام جوانب الرأس كافة، وتضغط بقوة على الجبين.
2- الصداع النصفي: أما إذا غطّى الألم أحد جانبي الرأس فقط، عندها يصنّف نصفيّاً Migraine ويأتي نتيجة انقباض وارتخاء في جدران الأوردة الدماغية مسبباً آلاماً مبرحة تعرف بمرض الشقيقة، ما يعني باليونانيّة "نصف الجمجمة".

*أسبابه
المسبّبات الأكثر شيوعاً للصداع عديدة منها:
1-عوامل نفسيّة: التعب، التوتر، الاكتئاب، قلّة النوم، الضغوط.
2-خلل في مستويات الهرمونات الدماغيّة (Substancep ): المسؤول عن نقل رسائل الألم بين المهدّئ الداخلي في الجسم والخلايا العصبيّة في الدماغ، والأونكيفالين (Enkephaline) يلعب الدور الأساس في تخفيض مستوى الوجع.
3-ضعف النظر واضطرابات العين كضغط العين المرتفع (الغلوكوما)...
4-المثيرات الحسيّة: الأضواء الساطعة، الروائح القويّة، الضوضاء.
5-التهابات الأسنان واللّثة، والتهابات الأذن الوسطى.

*تشخيص الصداع
بما أن عوارض الصداع ومدّته تعرّف عنه، فتشخيصه في أغلب الأحيان يقتصر على فحص بدني عام، ولكن حينما ينتاب الطبيب الشكّ في احتمال الإصابة بمرض الشقيقة، فقد ينصح بتخطيط كهربائي للدماغ (Tomography) أو بإجراء صور دماغية (Electroencephalogram)، أو بتصويره بالرنين المغناطيسي (MRI) وذلك للتأكد من هويّة الصداع.

*احــــذر إدمــــــان المسكّنات
غالباً ما يعالج الصداع بتناول الأدوية المسكّنة للألم، كالأسبرين والباراسيتامول وبعض الأقراص التي تحتوي على الكوديين وحمض الميفيناميك. ولكن هذه المسكّنات لا تعتبر حلاً جذرياً أو بديلاً عن تقصّي السبب الأساس، وقد تتحوّل من حلّ إلى مشكلة، ذلك لأن الإفراط في استعمال الأدوية أكثر من مرتين أو ثلاث أسبوعيّاً يعرّض المريض لمضاعفات ويتسبّب أحياناً ب"الصداع المرتدّ" الخطير كما يعرّف الأطباء (Rebound Headache)، الذي يسبّب تلف الكبد واضطرابات في وظائف الكلى. يظهر الصداع المرتدّ عندما تفقد الأدوية فعاليّتها في تخفيف حدّة الألم، بسبب سيطرة الجسم عليها بعد أخذ جرعات متزايدة منها، وهنا يجد المصاب نفسه في دوّامة قاسية تدفعه لعلاج صداعه المتكرّر عبر الوخز بالإبر للهروب من أوجاعه.

*أين تكمن الخطورة؟
مهما اشتدّ الألم، يظلّ الصداع ضمن الدائرة الطبيعيّة خارج إطار الخطر، إلّا إذا تجاوزت مدّته المعايير الزمنيّة والعوارض المتعارف عليها. أما إذا ترافق الألم مع أعراض عصبيّة كتخدّر الرأس والرقبة، وتشوّش الرؤية، ومع ارتفاع دائم في درجة الحرارة ونوبات إغماء، عندها يجب أن يُراقب المريض وأن يستشار الطبيب على الفور.

*حالة شائعة
يحدث أحياناً أن يصاب المرء بصداع مستمرّ، ويشتدّ الألم عند انحناء الشخص أو يتركّز في منطقة الأنف أو بين العينين. فإذا ترافق هذا الصداع مع إفرازات أنفيّة زائدة، من المرشّح أن يكون المريض مصاباً باحتقان في الجيوب الأنفيّة. عندها يكون السبب
عضويّاً، وتتم معالجته بالأدوية المضادة للاحتقان (Avamys)، إذ لا تعالِج المسكنّات المشكلة في هذه الحالة.


(*) ماجستير في علوم الحياة.
أضيف في: | عدد المشاهدات: