* تعريف الإسهال:
الإسهال عبارة عن ارتفاع عدد مرّات التبرّز إلى أكثر من ثلاث مرّات يومياً، حيث يكون البراز سائلاً، وغالباً ما يكون ذا رائحة كريهة.

* مسببات الإسهال:
وسبب الإسهال جراثيم تصيب الأمعاء، أو سوء التغذية أو الديدان والطفيليات الأخرى التي تصيب الأمعاء بالإسهال المزمن الذي يختلف من يوم إلى يوم، ويستمر عدّة أسابيع أو أشهر.
والإسهال حالة شائعة عند الأطفال، وخاصة الرضّع منهم، الذين يستعملون زجاجات الإرضاع؛ فاستعمال زجاجات الإرضاع يزيد احتمال الإصابة بالإسهال ثلاثين مرة أكثر؛ وذلك عائد إلى عدم تنظيف الزجاجات جيداً، وعدم تعقيم حلمة الزجاجة، أو بسبب تلوّث المياه. والإسهال كثير الانتشار عند الرضع بعد عمر السنة وسباب عديدة، أهمها:
استعمال الأواني، والمآكل والمشارب، غير حليب الأم، والتي يصيبها التلوث، أو تكون عادة محضّرة بطريقة غير نظيفة أو موضوعة في أوعية متسخة، وخاصة أن الطعام المحضّر قبل وقت طويل من إعطائه للطفل تتولد فيه الجراثيم المسببة لعدوى الإسهال؛ كما أن الجراثيم قد تنتقل إلى الأطعمة غير الذباب والحشرات الأخرى.

* أنواع الإسهال:
الإسهال المائي: يكون الإسهال مائياً عند ازدياد إفراز الأمعاء الدقيقة للسوائل، أو عند نقصان قدرة الأمعاء على إعادة الامتصاص، أو عند اجتماع الأمرين معاً. ومن الممكن أن يصاحب فقدان السوائل تفاعل التهابي، تقيؤ، حمى، مغص معوي.
تعود خطورة هذا النوع من الإسهال إلى الجفاف الناتج عن فقدان الماء والأملاح من الجسم.
الإسهال الالتهابي: ويكون الإسهال التهابياً عندما تغزو الجراثيم الأمعاء الدقيقة، فتسبب إسهالاً حاداً التهابياً يتميّز بوجود خلايا قيحية في البراز، أو قيح مصحوب بمغص معوي وحمّى وإحساس ملح للتبرّز.
خطر الإسهال الهام أنه يتسبب أحياناً بالموت، مرد ذلك كله إلى فقدان الجسم لكميات كبيرة من الماء والأملاح، أي ما يُعرف "بالتجفاف".
وفي بعض الحالات الأخرى، يحدث سوء في التغذية بسبب فقدان الجسم للغذاء، مع عدم شعوره بالجوع. في حالات التغذية السيئة يتوجّب على الأمهات تعويض أطفالهن الغذاء المفتقد عبر إطعامهم ما يسدّ حاجة الجسم الغذائية.

* الوقائية من الإسهال:
للوقاية من الإسهال عند الأطفال، لا بد من اللجوء إلى التدابير الصحية التي تأتي في مقدمتها التغذية السليمة. تتأمّن التغذية السليمة للطفل بالإرضاع من الثدي؛ إذ يعتبر حليب الأم أفضل غذاء للرضيع لأنه يحتوي على جميع العناصر المغذّية بكمياتها الضرورية وحرارتها المناسبة. كما أن حليب الأم يكسب الطفل مناعة تجعله أقل عرضة للإصابة بالأمراض في أشهره الأولى، وقد بينت الدراسات الطبية أن الإرضاع الصناعي، عند الأطفال يعرّضهم بنسبة أكبر للإسهال الحاد من الأطفال الذين يتعاطون الرضاعة الطبيعية.
ومن الأمور الهامة جداً في وقاية الطفل من الإسهال إتقان عملية "الفطام"، إذ تعتبر مرحلة الفطام خطرة بالنسبة للطفل؛ لأن الفطام غير الصحيح قد يؤدي إلى ارتفاع إمكانية إصابة الطفل بالإسهال الذي يؤدي أحياناً إلى الوفاة. إن الفطام الصحيح يتوقّف على الاختيار المناسب لعمر الطفل، أنواع الأطعمة، طرق تحضيرها، كمية إعطائها...

على الأم أن تبدأ بإدخال بعض الأطعمة "المهروسة" مرتين باليوم، في المرحلة العمرية ما بين 4 ـ 6 أشهر، ضمن نظام الرضاعة، ومع نهاية السنة الأولى، يمكن للأم أن تستمر بإرضاع الطفل مع إعطائه جميع أنواع الأطعمة المطبوخة جيداً من 4 إلى 6 مرات يومياً.
يتوجب على أطعمة الفطام أن تشتمل، بشكل تدريجي، على البيض، اللحم، الحليب المجفف، الأسماك، الخضار، الفواكه والحبوب على أنواعها.
والأهم من ذلك كله، الحفاظ على نظافة مياه الشرب المستعملة في الأطعمة كلها، لأن الماء يعتبر من أهم وسائل انتقال الجراثيم المسببة للإسهال؛ لذلك، يجب التأكد من مصادر المياه ونظافتها.
إلى ذلك، هنالك تدابير صحيّة هامة للوقاية من الإسهال من أجل إيقاف دخول الجراثيم إلى الجسم، وهي تتعلّق باستعمال المراحيض الصحية والتخلّص الجيّد من براز الطفل، كذلك غسل الأيدي بالماء والصابون، خصوصاً عندما تريد الأم تحضير طعام طفلها. ومن الإرشادات الضرورية المحافظة على نظافة الطعام والتخلص من النفايات والذباب.

ولا ننسى أخيراً، أهمية التلقيح ضد الحصبة لأن هذا اللقاح يقي من الإسهال الذي يرافق الحصبة الذي يكون غالباً حاداً، وعلى شكل زحار.