مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مقام السيدة زينب عليها السلام بين سوريا ومصر

محمد خشفي 


تختلف الروايات والأقاويل وما يتناقله الباحثون والرواة حول مرقد السيدة زينب عليها السلام بنت أمير المؤمنين عليه السلام فمنهم من قال إنها عليها السلام قد دفنت في مصر، ومنهم من قال إنها عليها السلام دفنت في سوريا... ومنهم بالمدينة.

ما يهمنا في الموضوع هو نقل ما هو موجود في المقامين الشريفين (مصر ـ سوريا)، ونقل بعض الروايات والأحاديث حول ذلك.. ولا بد من لفت الانتباه إلى أنه وإن لم يثبت أن هذا المقام أو ذاك أو أي مقام من أهل البيت عليها السلام صحيح أو مؤكد دفنه في هذا المكان أو ذاك فلا ينفي هذا أبداً استحباب زيارته، ولو كان تشبيهاً أو مجرد مرور أو موضع وطأة قدم ـ كما في إيران ـ أو صخرة وضع رأس عليها ـ كما في حلب ـ إلاّ أن ذلك كله لا يمنع كما ذكرنا من زيارتهم والتوسل بهم والتبرّك بهم فإنها بقاع يحب الله أن يدعى بها...
"إن لربك بقاعاً يحب أن يدعى بها".

* المدفن الشريف عليها السلام
نبدأ من مصر:
يقع الضريح الطاهر في الميدان المعروف "ميدان السيدة زينب عليها السلام". مصر وهو واقع في الحي المعروف "بحي السيدة الزهراء عليها السلام".
قرب المقام الشريف ضريح لعالمين جليلين هما:
1 ـ محمد بن المجد بن قريش الحسيني "المعروف بالعتريس".
2- وجيه الدين أبو المراحم عبد الرحمن الحسيني اليمني "المعروف بالعيدروس" وقد أوصى كل منهما أن يدفنا في الروضة الزينبية الطاهرة ولا قبر ظاهر لغيرها.

* داخل المقام الشريف:
داخل مشهد السيدة زينب عليها السلام حجرة كبيرة في صدرها ثلاثة محاريب أطولها الذي في الوسط وعلى ذلك كله نقوش في غاية الإتقان ويعلو باب الحجرة المنبعث منا رائحة طيب آية  ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾.
وكتب أيضاً: هذا ما أمر به عبد الله ووليه أبو تميم أمير المؤمنين الإمام العزيز بالله... أمر بعمارة هذا المشهد على مقام السيدة الطاهرة بنت الطاهرة بنت الزهراء البتول زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله تعالى عليها وعلى آبائها الطاهرين وأبنائها المكرّمين وكتب أيضاً:
 

قف توسّل بباب بنت علي

بخضوع وسل إله السماء

تحظى بالعز والقبول وأرخ

باب أخت الحسين باب العلاء

وفي أبوابها عدة أشعار ترمز

إلى من أعاد ترميم المقام ومنها


ـ شعر (عن الشيخ محمد العتريس) 1219هـ.
ـ شعر (عن يوسف بابا الوزير) 1216هـ.
ـ شعر (عن سعيد باشا) 1276هـ.
ـ شعر (عن الخديوي محمد توفيق باشا) 1294هـ.
ـ شعر (عن توفيق العزيز) 1320هـ.
وهذا غيض من فيض...

* ضريح الحضرة الشريفة:
جامع السيدة زينب عليها السلام يقع في الميدان وكان يعرف قبل ذلك باسم قنطرة السباع نسبة إلى نقش السباع الموجودة على القنطرة التي كانت مقامة على الخليج... وفي عملية التوسيع اكتشفت واجهة مسجد السيدة زينب عليها السلام الذي كان الوالي العثماني علي باشا قد جدده سنة 951هـ 1547م وأعاد تجديده الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1170هـ 1768م وأطلق في حينه اسم حي عقيلة بني هاشم وأقامت الأوقاف عام 1940م المسجد الموجود، حالياً المسجد يتكوّن من:
ـ سبعة أروقة موازية للقلب يتوسطها صحن مربع مغطّى بقبة.
ـ مقابل القبلة ضريح السيدة زينب عليها السلام.
ـ يتقدم المسجد رحبتان من الواجهة الشمالية بينهما مدخلان رئيسيان يفصل بينهما مستطيل.
ـ في الطرف الشمالي الغربي يوجد ضريح السيد عتريس كما أشرنا سابقاً.
ثم أضاف مساحة 17× 32م إلى المسجد الأصلي، وإضافة مماثلة في عام 2969م للمسجد الأصلي بحيث صارت الإضافة الأولى تفصل بين المسجد الأصلي والتوسعة الحديثة ما استدعى إقامة محراب يتوسط المسجد الجديد مع الإبقاء على المحراب القديم..

* مقام السيدة زينب عليها السلام دمشق
حيث تدخل إلى مدينة دمشق العاصمة السورية وبعد المرور بطرق واسعة ومناطق عدة تطالعك مآذن عالية وقبة مذهبَّة ومقام جليل ومنطقة باسمها الشريف عليها السلام وأهل هذه المنطقة يعرفونها (بقبر الست).

* داخل المقام
يتوسّط المرقد الحرم الذي بني على نظم هندسي بديع جداً، ويحيط بالحرم صحن واسع الأرجاء وفي الصحن غرف معدة للزوّار ينزل بها الزائرون ويعلو مدخل الحرم الزينبي أسماء الأئمة الاثني عشر، وحول باب الحضرة الشريفة زخرف بديع والأبواب من الذهب المطعّم وجاء على أحدها:
"أنشئ هذا الباب للحوراء زينب الكبرى عليها السلام من قبل العبد الذليل محمد تقي بن المرحوم الشيخ عبد الحسين آل أسد الله الكاظمي الذي يرجو من ربه العظيم أن يرحمه في الساعة الرهيبة التي تشخص فيها الأبصار سنة 1387هـ.

وعلى باب آخر كتب:
"صنع في أصفهان في عهد سادن الروضة السيد محسن مرتضى بن السيد رضا مرتضى وبمساعي السيد رضا السيد قاسم الحسيني وإشراف الشيخ محمد حسين المؤيّد سنة 1387هـ وبنظارة الحاج ميرزا أبو القاسم كوبا والخطاط حبيب الله فضائلي".
ومنذ عام 1994م أقيم داخل الحضرة الشريفة فاصل ذهبي مزخرف ما بين النساء والرجال حيث يزدحم الناس والزوّار القاصدين للحضرة الشريفة من كل حدب وصوب ما استدعى تنظيم الأمر بفصل المدخلين عن بعضهما البعض وجعل حاجز بينهما..
ختاماً... وعلى بعض الروايات أنها دفنت بالمدينة بالبقيع وكما أننا لا نملك التأكيد على المدفن الشريف لحضرتها المباركة وليس بحثنا هو لسرد الروايات وللتأكيد على أيها أحقـ مصر- سوريا- المدينة إلاّ أنه لا يسقط ذلك على استحبابية زيارتها ولو كان المقام تشبيهاً ولن ننسى تلك الكرامات العالية والمعجزات الخارقة والتي شاهدها الكثيرون داخل حضرة المقام خاصة في أيام الازدحام والزيارات...
وصدق القائل: (وهو يقصد مقامها في الشام لكن يمكن التعبير به لغيره).

يا زائراً قبر العقيلة قف وقل مني السلام على عقيلة هاشم هذا ضريحك في دمشق الشام قد عكفت عليه قلوب أهل العالم هذا هو الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه برغم كل مخاصم سل عن يزيد أين أصبح قبره وعليه هل من نائح أو لاطم.
ولدت عليها السلام في 5 جمادى الأولى عام 6هـ وسارت مع الإمام الحسين عليها السلام إلى مكة ثم إلى كربلاء وتوفيت في 14 رجب (15 رجب) عام 62هـ (عام 65هـ).

زوجها: عبد الله بن جعفر الطيّار عليها السلام من الصحابة الأخيار ولد في الحبشة أيام الهجرة الأولى للمسلمين وهو أول مولود بها في الإسلام، أمه السيدة أسماء بنت عميس واستشهد في عام 80هـ.
من أولادها: محمد الأكبر استشهد في معركة صفين وعون استشهد في كربلاء.
أبوها: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
أمها: السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.
أخوتها: الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) وأبو الفضل العباس عليها السلام.
ولادتها: في المدينة المنورة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات: