البرامج التلفزيونية اليوم تسعى بكلّ ما أوتيت من قوة لترويج ثقافة الاستهلاك والإباحية والإغراء في سعيها المحموم لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين الضحايا الذين ينساقون ببساطة وجهل وعدم دراية لإغرائها المحمّل بالسموم والأوبئة الأخلاقية التي تدخل بيوتنا دون استئذان وتطرح موبقاتها في منازلها بحجّة التسلية والترفيه.
وإذا كانت قد أثيرت في البلد قبل عدّة أشهر حملة تندّد باللاأخلاقية التي تسم محطات التلفزيون في لبنان فإنّها (أي الحملة) قد خفت صوتها وآلت إلى الصمت وعادت المياه الآسنة إلى مجاريها وعاد أمن الناس الاجتماعي لعبةً بأيدي أصحاب هذه المحطات المعروفة.
الأسئلة التي تطرح نفسها على أبواب الصيف: إلى متى تبقى حرمة منازلنا منتهكة من قِبل أصحاب هذه المحطات؟
وإلى متى تبقى الجهات المعنية تغضّ الطرف عن قضية تمسّ كلّ الواقع اللبناني وكلّ فرد في هذا البلد؟
وإذا كانت الضرورات التجارية قد أملت على أصحاب هذه المحطات نسيان رسالتها الإعلامية فما الذي يمنع الجهات المعنية بأمن الناس الاجتماعي من أن تمارس دورها في توجيه ورقابة هذه المحطات ووضع المحاذير والضوابط والكوابح التي تضمن عدم الانحراف والشطط عن رسالة الإعلام الحقيقية؟!