أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أمراء الجنة: الشهيد السعيد زين العابدين سليمان

عصام البستاني

 



عندما أقرأ وصية مربية لشهيد فإنّني اشعر بالحقارة والضعة. الإمام الخميني قدس سره
من الدم الوهّاج نسرج قناديل ليالينا، وفي غمرة المتاعب والآلام من جراحهم نبلسم جراح مآقينا، وعندما يهدهدنا الوهن إليهم نأوي لنقتبس من آثار نعالهم وهج الحرية والعزة الوضّاء...
بين أيديهم نسجد، عندما تخفق رايات نصر نلثم التراب الذي وطأته أقدامهم ونؤذن للصلاة، فالحرية والكرامة والمجد تستحق صلاة الشهادة... قوافلكم يا مواكب النور حين تعبر أمامنا متلألئة بأوسمة الدم الحسيني والتراب العاملي من الجنوب والبقاع الغربي، تمرّ أمامنا أسماءٌ محفورة بحروف من نور سطّاع لطالما عشقناها ولطالما أحببنا أصحابها ومن تلك الأسماء الشهيد المجاهد زين العابدين سليمان الذي انطلق مرفرفاً بأجنحة ملائكية محلقاً بها نحو الأعالي، أبى النسر إلاّ أن يرتفع أكثر فأكثر، إلى القمم، حدّق ملياً يمّم وجهه شطر المسجد الأقصى، إلى الأفق الجنوبي البعيد، حيث القدس الأسيرة... تطلع إلى فلسطين حيث أرجاس البشر يعيثون فساداً بأولى القبلتين... تربص بالأعداء في صافي واللويزة، رابط في البقاع الغربي يتحين الفرص ليشفي غليله من أعداء الله، وانقضّ عليهم عدّة مرات وفي أحد أيام رمضان المبارك هوى النسر من الأعالي ناثراً لحمه أنشودة ثورة ولحناً للحرية.

الشهيد زين العابدين سليمان في بلدة بدنايل البقاعية ولد من أسرة مؤمنة طيبة طاهرة، فقد والده وهو في العاشرة من عمره فوجد دفء حنان ذلك الأب بوجود الإمام الخميني قدس سره... نبض قلب الشهيد بحب الحسين عليه السلام مع أول نسمة حياة... وعشق علياً عليه السلام مع أول قطرة حليب رضعها من ثدي أمّه المؤمنة التي كانت له كلّ شيء.
كان الشهيد يداوم على سماع المحاضرات الدينية وقد دأب على الصلاة في المسجد وكان عيده الأسبوعي يوم الجمعة حيث لا يصلّي إلاّ في مسجد بئر العبد.

ينقل أصحابه عنه أنّه كان زيناً صنو اسمه فهو فعلاً زين الأفعال والأقوال قليل الكلام، لا تجد في كلامه أثراً للدنيا ولا يخوض فيها وإذا سمع أحداً يذكرها أو ما فيها يبتسم بسخرية ويترك المجلس ويخرج.
تقول والدة الشهيد: لقد وطّن نفسه على الشهادة حيث أنّه كان دائماً يذكرها لي وكلّما أتى شهيد إلى المنطقة يغبطه ويقول لي: "لقد فاز" فأشعر بنيته، وكان يزورنا صديقه الشهيد حسن الحلاّق ويبدآن بالحديث عن الشهادة والجنّة والرضوان فأقول لهما وهل تريدان أن تموتا؟ فيضحكان ويقولان: "أصحاب الدنيا هم الأموات" وقد جيء برفيقه حسن شهيداً فاستبشر خيراً وهيّأ نفسه للشهادة...
عمل الشهيد بشكل دائم في البقاع الغربي ويوم موعد عودته إلى القرية أتى رفاقه لكنّه لم يَعُد وتسأل الوالدة فيجيبها الرفاق أنّه أراد إحياء يوم القدس في جبال المواجهة مع الصهاينة فانتابها شعور غريب وبعد قليل أتى الشباب ليخبروني بشهادة ابني...
وعاد زين إلى بلدته وبيته شهيداً... سقط لأجل قضية ودين غالٍ... فطوبى له في شهر الصيام ... شهادة مباركة في يوم الإمام يوم القدس يوم الجمعة العظيم... ولقد ترك الشهيد وصية نأخذ منها قبساً من كلمات عساها تنير لنا ظلمات قلوبنا وخصوصاً أنّه كتبها قبل شهادته بوقت قصير.

* من وصية الشهيد زين العابدين سليمان
بسم الله الرحمن الرحيم
 ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ صدق الله العظيم
أيّها الأخوة الأعزاء في المقاومة الإسلامية وفي التعبئة أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم فإن الدنيا زائلة فتمسكوا بالإسلام تحت راية الإمام الخميني قدس سره بقيادة السيد الخامنئي ولا تفرّقوا فتفشلوا وتذهبوا شتاتاً لا ريح لكم ولا حول ولا قوة. أعانكم الله على أنفسكم العدو الأكبر و "إسرائيل" العدو الأصغر.

أمّي الحبيبة: سامحيني وارضي عني، لا تلبسي السواد فإنّه يحرقني في قبري ولا تبكي عليّ فإنّه يزعجني وإن كان لا بدّ من البكاء فعلى الحسين عليه السلام أفضل وعلى مصائب الزهراء عليه السلام فقد تكون أحق مني...
أمّي، أخوتي، أخواتي: أوصيكم بالتقوى والالتزام بالإسلام المحمدي الحقيقي الذي يأمركم بالالتزام بولاية الفقيه وعلى نسائكم أن يلتزمن بالحجاب فإنّه يعصمكم ويعصمهن من النار وغضب الجبّار... والسلام عليكم...
أخوكم الشهيد زين العابدين سليمان



 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع