أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مؤسّسة الجرحى.. مشروع التآخي مع الجرحى


منذ انطلاقتها في لبنان في العام 1410 ه، عملت مؤسّسة الجرحى على تقديم العناية والرعاية الدائمة للجرحى والمعوقين وتخفيف آلامهم ومعاناتهم، فكانت على سبيل المثال اللجنة الاجتماعية التي تقدم المساعدات الشهرية لتأمين المستلزمات الضرورية للحياة، واللجنة الصحية التي تتكفل السهر على راحة الجريح وتأمين العلاج له من خلال السبل الممكنة كافة، واللجنة التربوية التي تتعهد تأمين مستلزمات متابعة التحصيل العلمي حتّى التخصّصات العالية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى عديدة تقوم بها المؤسّسة.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على واحد من أهم مشاريع المؤسّسة، ألا وهو مشروع التآخي مع الجرحى، فماذا عن هذا المشروع؟


* تمهيد:
من نزف الجراح وعلى أوتار الدماء أنشدوا للحرية لحناً... قابلوا الأخطار بكلّ طلاقة وعزم راسخ.. شربوا حياض المنون، بل الحياة نزفاً فوق فوق..، عادوا إلى قرانا والمدن يحملون دمهم مواسم خير وعطاء... تجرعوا البلاء حلواً كما الشهيد في سبيل إعلاء كلمة الله، انتصاراً للدين ولتبقى المقاومة..، هم الجرحى...، وهذا رسول الله(ص) يقول: من جرح في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك ولونه لون الزعفران، عليه طابع الشهداء، له أجر ألف شهيد، وإن مات على فراشه.

* مؤسّسة الجرحى:
ولئن كانت صور الجهاد المشرقة تبعث في النفس الطمأنينة وتعطي للأمة دفعاً من العزة والمنعة، فإنّ ذلك لا يكتمل إلاّ بالتعاون والتكافل والمؤاخاة، يشد الإنسان أزر أخيه، يشاركه الأجر والصبر، يجاهد معه بالدم والمال، فذلك قمّة البر والتقوى، واستجابة لهذا النداء الإلهي العظيم، وبفعل العدوان الصهيوني الحاقد على لبنان وما جوبه به من مقاومة شريفة وعمليات جهادية مستمرة، خلّف ذلك أعداداً كبيرة من الجرحى والمعوّقين، ومن أجل تقديم العناية والرعاية لهم، كانت مؤسّسة الجرحى التي احتضنت حتى اليوم (2750) جريحاً بينهم أكثر من (500) حالة إعاقة دائمة، عاشت معهم أياماً طوالاً، كبرت بهم وبالمقاومة، قاسمتهم البسمة والصبر والألم.. رددت صدى معاناتهم وتناقلت أنات أوجاعهم، وعانقت هبّات عشقهم وقطرات دمائهم والتضحيات...

ومؤسّسة الجرحى، إذ تعاهد الله وأهلنا الطيبين أن تبقى في خط العمل والجهاد حتّى تضمّد كلّ الجرح، وإيماناً منها وثقةً بأهلنا الأفاضل الكرام الذين تشدّهم الرحال وتطمئن لهم النفوس، نضع بين أيديكم "مشروع التآخي لمساعدة الجرحى والمعوّقين" ويحدوها الرجاء الكبير أن تعي الأمة حاضرها وتدرك مسؤوليتها، وأن يقف إلى جانب كلّ سعاة الخير والمسارعين إلى الخيرات ليكونوا العون والسند لجرحانا الأعزاء، مع تأكيد أهمية هذه المبادرة، استجابة لنداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي آخى بين المهاجرين والأنصار، وهو يعي ما لهذه الفكرة من مردود إيجابي على مجتمعنا الإسلامي، وفكرة مشروع التآخي التي نضعها بين أيديكم لا تتعدى هذا الأمر، فالعدو واحد الكفر و "إسرائيل" والجهاد واحد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمقاومة...

* أهمية مشروع التآخي:
إنّ أهمية المشروع لم تكن وليدة ظرف عارض أو مجرد تجربة عابرة، وإنّما ترسخت بفعل نزف لجرحٍ في جسد مقاوم، أو جسد مواطن جرحته الأيدي الصهيونية، والوقوف (مع المؤسّسة) إلى جنبه يخفّف عنه كثيراً، ويشعره بفرحه كبيرة، لوجود صديق أخ داعم له ليس على المستوى الإقتصادي على أهميته فقط، بل أن لك يوفر له دعماً معنوياً كبيراً وحضور قوة وفعل محبة إلى جانب الدعم المادي، وهنا تكمن أهمية التآخي مع الجريح كخطوة على طريق تحقيق معادلة أخلاقية راقية وهي: "الصحة والأمان للجريح وعائلته بمشاركة الجميع".

* أهداف المشروع:

1- دعم مسيرة المقاومة ضد الإحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية، وذلك عبر بلسمة جراح المقاومين ودعمهم بكلّ ما يلزم من وسائل الخدمة الصحية والاجتماعية.
2- رفع مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية عند جميع الجرحى وخصوصاً المعوقين والسعي للوصول بهم للاكتفاء ذاتياً.
3- رفع المستوى التربوي والعلمي للجرحى وعوائلهم لتأهيلهم في المستقبل على مجابهة متطلبات الحياة بسلاح العلم والمعرفة.
4- التركيز على الجانب الثقافي عند الجريح، ليسير مع المجتمع بمفاهيم الحياة الهادفة، على ضوء الظروف الطارئة عليه بفعل الإعاقة، ليخرج من إطار الضغط الذي يعيشه بسبب المشاكل الجسدية التي تعيقه عن أخذ دوره في الحياة الطبيعية.
5- الوصول إلى مجتمعٍ واعٍ لواقع إعاقة الحرب وانعكاساتها، وكيفية التعاطي مع هذه المجموعة المجاهدة التي قدمت أعز ما تملك في سبيل تحرير الأرض وخدمة الوطن والأمة ... لا يسمو فوق ما قدموه إلاّ تضحيات الشهداء رضي الله عنه، ويجب التأمل أنّنا قد قصرنا بحق هؤلاء الجرحى والمعوقين، وأضحى واجباً علينا تقديم يد العون إليهم.
6- العمل على تأمين السكن اللائق والمناسب للجرحى وعوائلهم.
7- مؤازرة المؤسّسة ومساعدتها على تحمل الأعباء المادية الباهظة التي تفرضها رعاية الجريح وخدمته.

* كيفية المساهمة في مشروع التآخي:
إنّ على كلّ من يريد أن يمدّ يد العون للأخوة الجرحى أن يختار وعبر المؤسّسة الجريح الذي يريد مساعدته أو أن يترك للمؤسّسة أمر الاختيار، ويكون ذلك عبر بطاقة خاصّة وضعتها المؤسسة لهذه الغاية، عليها جميع المعلومات عن الجريح مع استمارة خاصة تبين أبرز ما يحتاجه، توضع بين يدي المتآخي معه حيث يستطيع المساهم أن يشارك على الشكل التالي:
أ‌- مساهمة مالية توضع باسم الجريح على حساب خاص له في المؤسّسة تكون رافداً للتقديمات التي تؤمنها له المؤسّسة شهرياً.
ب‌- المساهمة المالية لدعم مشروع التآخي بدون أيّ تخصيص لجريح معين، يترك للمؤسّسة حرية صرفها على الجرحى، ولا مانع أن تكون هذه المساعدة ولو لمرّة واحدة.
ج- المساهمة بالمواد العينية.
د- المساهمة بالحقوق الشرعية وفي مطلق السهمين المباركين، حيث إنّ المؤسّسة لديها الإجازة بقبول الحقوق الشرعية لصرفها على مساعدة الجرحى والمعوقين.

*نحن في مؤسّسة الجرحى نتمنى على الجميع أن يقفوا عند مسؤولياتهم تجاه هؤلاء الجرحى المضحين، ويبادروا إلى دعمهم، لأنّ لبنان... الجنوب والبقاع الغربي... والمقاومة والشهداء والجرحى.. دفعوا ضريبة الدم وقدموا ما عليهم من أجل غدٍ مشرق... من أجلنا نحن...!

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع