أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

آداب اجتماعية

ف.ح



مما لا شكّ فيه أنّ الآداب مظهر مهم من مظاهر الإنسانية الفاضلة التي ينبغي على الإنسان أن يجسدها في حياته الاجتماعية العامة فيزدان بحُسنها ورونقها لما فيها من معاني الخير والجمال والتهذيب.
لذلك، أخي القارئ من المهم أن نتطرّق إلى تلك الآداب واللباقات التي هي ثمرة من الثمار الطيبة ونبتة عطرة من النباتات التي غرسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمتنا عليهم السلام لنجعلها دستوراً اجتماعياُ يشعر الجميع معه بالقيمة الحقيقية والواقعية للحياة، ولذلك سيكون مسك البداية ضمن هذه الزاوية الاجتماعية، الحديث عن اللباقة في الكلام..
.

فاللباقة بكل ما لهذه الكلمة من معنى خلقٌ وأدبٌ رفيع، وهي من المستحبات الاجتماعية التي حضّنا على فعلها ديننا الحنيف وأمرنا بالالتزام بها في كلّ شؤون حياتنا، لأنّ الحياة أخي القارئ أخذ وعطاء متبادل بين الناس ولا بُدّ من أن يكون هذا التعاطي مسيّجاً بضوابط لا ينبغي تجاوزها أو ضربها بعرض الحائط.. فإذا ما تحدثنا مع الآخرين فاللباقة مطلوبة في حوارنا معهم بحيث نصغي إليهم ونحترم آراءهم حتّى ولو كانت مخالفة لرأينا الخاص، ولذلك جميل منا أن نفتح صدرنا لآراء الناس ليفتحوا صدورهم لآرائنا وأن نضع في بالنا دائماً أنّ للناس حريتهم ولا نستطيع أن نفرض عليهم آراءنا بالقوة بل من المستحسن إذا ما رأينا مناقشة رأي يخالف رأينا أن نناقشه برحابة صدر وأناة وهدوء تام بعيداً عن التعصّب والنرفزة والتأفّف والضجر..

فالحوار البنّاء هو الحوار الهادئ الذي يسوده جوٌ من العقلانية والوعي والاحترام ويكون فيه المنطق سيد الموقف كما هي الحال في حور العلماء الأفاضل مع الناس عامة حيث الحجّة القوية ورحابة الصدر والنفس الطويل ممّا يدلّ على الروح الرياضية والصبر الذي يتحلّى به هؤلاء العلماء الأجلاّء وقدرتهم على استيعاب الناس بكلّ فئاتهم ومهما كانت مستوياتهم، لكن للأسف الشديد نرى الكثير من الناس لا يقيمون وزناً للكلام معتبرين أنّ اللباقة فيه ما هي إلاّ احتيال على الآخرين لكسب ودّهم والاستفادة منهم غير مُلتفتين إلى أنّ الكلمة الطيبة هي التي تثمر محبة وخيراً وتقديراً وأنّها مفردة إنسانية لا تجرح ولا تهين ولا تسخر. بل هي كما قال الله تعالى:﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء...


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع