أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أقمار الوطن... وطلاب المدرسة

الشيخ أحمد إسماعيل/ مدرسة الإمام المهدي


إليكم يا أقمار الوطن المقاوم.. أيها المقدّسون المطهّرون.. الباحثون عن مكان لكم بين أنصار الحسين وروّاد كربلاء...
أمام محراب واديكم المقدّس وحيال علياء أرواحكم المحلِّقة، هل يمكن لليراع بين يدي مَن لم يتذوق حلاوة عشقكم للمحبوب الأوحد أن يرقى في أسلوب التعبير إلى مكنونات صدوركم ومختزنات قلوبكم؟ وأنّى لجماد القلم وسواد حبره السائل أن يحكي عن لحظة عبادية واحدة من لحظاتكم فكيف به يكابر ويزعم أنه يريد إنصافكم وهل يملك الجماد قابلية الحديث عن أمواج إحساسات العظمة التي تعتمر قلوبكم، بينما نحن لا نملك إزاءها إلا الاعتراف بالعجز يرافقه خشوع وخضوع وطأطأة رأس ينحني إجلالاً لعمق مضامينكم..

آهٍ أيها الشهداء فما أصعب الحديث معكم.. وكنت قبل شهادتكم أعطيكم الدروس غير آبه وعارف بكم، وكنت أكثر من الثرثرة على شاطئ سكونكم الذي يهزأ بصخب حديثي ربما، وكنتُ أُطنب في الشرح والتحليل ظناً مني أني أجعلكم تتقدّمون إلى الأمام وقد فاتني أني أتقدم بكم وتتأخرون بي لو سلكتم مسلك معلمكم. وقصّتي معكم تذكرني بقصة المعلم الذي كان يدرّس طلابه دروساً في اليقين. ولما قال لهم: لو قال أحدنا «بسم الله الرحمن الرحيم» لاستطاع بها أن يسلك البحر أو النهر دون أن يغرق، ولما كان للكلمة وقعها عند طالب من طلابه،

عمل بها في طريق عودته إلى منزله وقطع النهر وسار على الماء دون أدنى تردد، وهكذا بقي الطالب يقطع النهر ذهاباً وإياباً، وتشاء الظروف أن يدعو الطالب معلمه إلى بيته لإكرامه ولما وصلا النهر ومشى الطالب بينما بقي المعلم ينتظر القارب وحينما استغرب الطالب تأخير معلمه سأله لِمَ لا تقطع النهر؟ أولستَ قد علّمتنا البسملة فأجابه المعلم على الفور: أن بسملتك مع يقينك هي غير بسملتي مع قلة يقيني، وبهذه القصة أُعزّي نفسي وأخبرها وباقي المتعلمين والمعلمين، أن العلم وحده لا يمكن له أن يصنع رجالاً لله ومجاهدين في سبيل الله، فهل كان أصحاب الحسين في كربلاء من المنظِّرين في العلم والثقافة رغم أنهم كانوا العرفاء بحق؟

وهل كان علم من تخلّف عن قافلة الشهادة علماً إلهياً موفقاً ومحظوظاً؟ وأنتم من بحث عن العلم والإيمان معاً فصنعا فيكم جماجم أُعيرت لخالقها، وأنتم مَن جعل الكلمات تتضاءل وتذبل مهما كان حجمها، حين عجزت الكلمة أن ترقى إلى موطئ أقدامكم أو ضغطه أصابعكم على الزناد فكيف بها تتجاهل سرّكم ومعدنكم فتزعم أنها تريد الدخول إلى واديكم المقدّس دون أن تخلع نعال الأنانية والدنيوية والدونية، أوليس الله قد اختاركم بعد أن اطّلع على ضمائركم فاصطفاكم واشتراكم بينما أبقانا للتبرّك بذكركم وتلمس خطاكم والاقتباس من أنواركم وقراءة وتدبّر وصاياكم.. ففي أمان الله أيها المجهولون في الأرض والمعروفون في السّماء.. أذكرونا في مقعد صدق عند مليك مقتدر وسنذكركم دائماً ونحمل قصصكم ونبلّ حكاياتكم للأجيال على أمل أن تنالنا يوم القيامة شفاعتكم..

مهداة إلى روح الشهداء:
الشهيد محمد حميد
الشهيد سهيل دياب
الشهيد مصطفى مزنر
الشهيد عبدو آغازاده
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع