مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

شعر: شَهْرُ الانتِصار

الشيخ عباس فتوني

 

 

مُحِقَ الظَّلامُ وقَرَّتِ الأَبْصارُ

وتَبَرَّجَتْ في أُفْقِنا الأَنْوارُ

"نَيْسانُ" أَسْلَمَ مُسْدِلاً أَسْتارَهُ‏

والبِشْرُ أَظْهَرَ رَسْمَهُ "أَيَّارُ"

والنَّصْرُ وَعْدٌ مِنْ نَصِيرٍ قاهِرٍ

نِعْمَ النَّصِيرُ الواحِدُ القَهَّارُ

قَدْ هَلَّ فَجْرُ الانْتِصارِ مُهَلِّلاً

وعَلَى الغُصُونِ تَهَادَتِ الأَطْيارُ

واليومَ أَقدامُ الأَنامِ تَزاحمَتْ‏

بلْ ضاقَ بِالحَشْدِ الغفيرِ مَطارُ

وَتَقَمَّصَ الكَونُ الفسيحُ بيارِقاً

والأَرزُ في أَكمامِها أَزْرارُ

وتَحَلَّتِ الساحاتُ أَجْمَلَ حُلَّةٍ

وجَرَتْ عَلَى جَنَباتِها الأَنهارُ

طافَتْ حَوالَيْها العُيُونُ كَأَنَّها

بَحْرٌ تَمَاوَجَ والهَوَى بَحَّارُ

وافْتَرَّ وَجْهُ الصُّبْحِ يَجْتَاحُ المَدَى‏

وتَفَتَّحَتْ في رَوْضِها الأَزْهارُ

وتَعَانقَ الأَحْبابُ أَيَّ تَعَانقٍ‏

والعَيْنُ أَفْصَحَ دَمْعُها المِدرارُ

حَمْداً لِرَبِّ العَرْشِ قَدْ وَلَّى الدُّجَى‏

وأَطَلَّ مِنْ وَهْجِ الأُباةِ نَهارُ

"لُبْنانُ" سَطَّرَ لِلْخُلُودِ ملاحماً

يُحْيِي المروءَةَ ذِكْرُهُ المَوَّارُ

"لُبْنانُ" أَصبحَ لِلْكَرامةِ مَعْلَماً

أَضْحَتْ ضَرائِحُه الطَّهُورُ تُزارُ

"لُبْنانُ" باقٍ في العَلاءِ مُحلِّقاً

ما انْفَكَّ فيهِ قادةٌ ثُوَّارُ

سَيَظَلُّ "لُبْنانُ" الأَبِيُّ مَحَجَّةً

تَهْفُو إِلى أَمْجادِهِ الأَقْطارُ

أَعْطَى بَواسلُه العُرُوبةَ مَنْعَةً

أَلْحانُها سُرَّتْ بِها الأَمْصارُ

وتَعَزَّزَتْ غَنَّاءَ وَحْدَةُ أُمَّةٍ

فيها "المَسِيح" و"أَحْمَدُ المختارُ"

رَقَصَتْ نُجُومُ المَجْدِ في عَلْيائِها

والعِيدُ أُكْمِلَ بَدْرُهُ النَّوَّارُ

وَمَباسِمُ التَّأْرِيخِ جَلْجَلَ صَوْتُها

أَسْرَى "الخِيامِ" أَشاوِسٌ أَحْرارُ

مَرْحَى بفُرْسانِ الإِباءِ تَحَلَّقُوا

عِنْدَ المَساءِ كَأَنَّهُمْ أَقْمارُ

نَصَرُوا مَلِيكَ العَرْشِ أَيَّةَ نُصْرَةٍ

ما خابَ قَوْمٌ لِلْهُدَى أَنْصارُ

رَفَعَتْ مَناراتِ الفَخارِ أَكُفُّهمْ‏

تَستَشْعِرُ التَّحرِيرَ وَهْوَ شِعارُ

كَتَبتْ أَزاهِيرُ السِّنِينَ أَناتَهُمْ‏

وتَناقَلَتْ أَصْداءَها الأَخْبارُ

والطَّرْفُ يَقْرَأُ في صَحائِفِ صَبْرِهِمْ‏

حاشا يَحُطُّ على الكِبارِ صَغَارُ

يا أَيُّها الأَحْرارُ مِنْ أَحداقِنا

تُهْدَى إِلَيْكُمْ باقةٌ مِعْطارُ

ليسَ السُّجُونُ الحالِكاتُ دِيارَكُمْ‏

لَكِنَّما لَكُمُ القُلُوبُ دِيارُ

إنَّا عَشِقْنا الطُّهْرَ يَغْمُرُ سِرَّكُمْ‏

والعِشْقُ في طَيَّاتِه أَسْرارُ

باتَ التَّلاقي قُوتَنا رُغْمَ النَّوى‏

ما حَالَ بَيْنَ العاشِقِينَ جِدارُ

«شارُونُ» إِعْلَمْ لَنْ يَتمَّ تَبادُلٌ‏

حَتَّى يُضَمَّ "سَميْرُنا القِنْطارُ"

أُسَراءَنا إِنَّ القُلُوبَ بِأَسْرِها

أُسِرَتْ بِحُبِّكُمُ فَسادَ إِسَارُ

حَارَتْ يَراعةُ شاعِرٍ في وَصْفِكُمْ‏

والشِّعرُ في وَصْفِ الشُّمُوسِ يَحارُ

هَلاَّ يُوَفِّى الأَوْفِياءُ حُقوقَكُمْ‏

حَقٌّ بِرَسْمِ الحاكمِينَ يُثارُ

إنْ كانَ في وطَني قَضاءٌ عادِلٌ‏

يَقْضي بِحُكْمٍ ما عَلَيْهِ غُبارُ

لا بُدَّ أَنْ يُمْسِي المُحَرَّرُ ساجِناً

عُمَلاءَ صِهْيُونٍ ويُؤْخَذَ ثَارُ

كَيْما يَذوقوا في السُّجُونِ مَرارَةً

فهُمُ الوُحوشُ نُفوسُهمْ أَمْرارُ

فالعَيْنُ بالعَيْنِ اقْتَضَتْ أَنْ يَسْكُنوا

جَوْفَ الظَّلامِ تَلُفُّهُمْ أَكْدارُ

أَمَّا التَّهاونُ في العِقابِ فإِنَّهُ‏

وِزْرٌ مُبِينٌ دُونَهُ الأَوْزارُ

مَنْ يَذْبَحِ الأَطْفالَ عَمْداً والنِّسا

وحُسامُهُ في أَهْلِهِ جَرَّارُ

مَنْ كانَ لِلْوَطَنِ الحبيبِ مُناوئاً

هَيْهَاتَ تُبْرِئُ جُرْمَهُ الأَعْذارُ

لَمْ أَنْسَ أَلْوانَ العَذابِ وهَوْلَها

كَيْفَ اسْتباحَ رُبُوعَنا الأَشْرارُ

أَينَ الحقوقُ وأَينَ أَحكامُ السَّما

لَمْ يَبْقَ في شَرْعِ اليَهُودِ ذِمارُ

إِنْ مَسَّ راداراً لَهِيبُ رَصاصِهِمْ‏

يُحْرَقْ على هاماتِهِمْ رادارُ

ما دامَ في وطَنِي يُحدِّقُ غاصبٌ‏

ويَضُمُّ شِبْراً جَحفَلٌ جَبَّارُ

تَبْقَى مُقَاوَمتِي كَطَوْدٍ شامِخٍ‏

أَنَّى يُثَبِّطُ عَزْمَها الإِعصارُ

قَبَضاتُها عِندَ الوَطِيسِ صوارمٌ‏

ودِماؤُها، اللَّهُ أكبَرُ، نارُ

هَذي قُرانا حَدَّثتْ أَخْبارَها

وَعَرَى فُلُولَ الاحْتِلالِ الْعارُ

إذْ ما أَبانَ جهادُها هتَفَ الوَرى‏

عادَ "الحسينُ" و"حَيْدَرُ الكَرَّارُ"

يا دهْرُ دَوِّنْ في جَبِينِكَ آيَةً

ما فَتَّ في عَضُدِ الجَنُوبِ حِصَارُ

دامَتْ مَداميكُ المُقاومِ تَرتَقي‏

وغَدتْ أَساطيرُ العِدى تَنْهارُ

تَحذُو "فِلَسْطِينُ" الآَبِيَّةُ حَذْوَهُ‏

وزَوالُ رِجْسِ الغاصِبِينَ قَرارُ

والقُدسُ تَحرُسُها سواعدُ فِتْيَةٍ

نَفَضَتْ غُبارَ الصَّمتِ وَهْوَ شَنارُ

لِلَّه دَرُّ الانتْفِاضَةِ جَدَّدَتْ‏

عُرْسَ الشَّهادةِ والدِّماءُ نِثارُ

صَمَتَتْ ثُغورُ العُربِ لكنَّ الرُّبَى‏

نَطَقَتْ تُرجِّعُ صَوتَها الأَحجارُ

يا أَيُّها الشُّهَداءُ يا رَمْزَ الفِدا

أَنْتُمْ نَواةُ الخَيْرِ وَالأَخيارُ

كُرْمى لأَعيُنِكُمْ وبَحْرِ عَطائِكمْ‏

يَشْدُو البَيانُ وتُعزَفُ الأَوتارُ

لَوْلاكُمُ ما اسْتَنْشَقَتْ أَتلالُنا

عِطْرَ السَّلامِ وَولَّتِ الأَخطارُ

لَوْلاكُمُ ما أَثمَرَتْ دَوْحُ العُلَى‏

كَلاَّ ولَمْ يَنْبُتْ بِأَرضِي الغارُ

طُوبَى لَكُمْ يَومَ القيامةِ جَنَّةٌ

حَيْثُ النَّبِيُّ وآلُهُ الأَطْهارُ

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع