أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مشاركات القراء: الإسلام دين العلم‏

محمد الأتات‏

 



لطالما أثار موضوع الدين والعلم جدلاً بين المؤمنين الذين يؤكدون أن الدين يرفع من مقام العلم ويشجع على طلب العلم ويعتبره وسيلة لترسيخ الإيمان والعلمانيين الذين يقولون أن الدين والعلم طريقان لا يلتقيان أبداً لأن الدين يُعتبر من الجهل والعلم يرافق المعرفة.

* خلفيات النظرة العلمانية
وترجع بدايات نظرة العلمانيين هذه إلى الثورة الفرنسية التي كان من أسبابها معارضة رجال الكنيسة لكل نظرية علمية يقول بها المفكرون حيث كانوا يعتبرون ذلك كفراً وتعدياً على ملكوت اللَّه ووصل بهم الأمر إلى إحراق العالم "غاليليو" لأنه قال أن الأرض كروية. وكانت نتائج هذه السياسة المعادية للعلم ثورة المفكرين على الكنيسة ورجالها وكفرهم بالدين وتعاليمه وذهبوا إلى معاداة كل الأديان وعندما جاء الاستعمار الغربي إلى العالم الإسلامي أوحى إلى شبابنا بأن السبب في تخلفنا يعود إلى تمسكنا بالدين لتحقيق أهدافه وهي أبعادنا عن الإسلام الذي يدعو إلى الحرية والعدالة والذي يعرقل الطريق أمامه للسيطرة على ثرواتنا وإفراغ ثقافتنا واخماد روح الإيمان في نفوس المؤمنين لأن استمراره يهدد وجوده.

* الإسلام والعلم‏
الإسلام هو التعاليم التي أوحى اللَّه عزَّ وجلَّ لنبيه محمد صلى الله عليه وآله والتي أمرنا بالالتزام بها لنحقق السلام في الدنيا ونحصل على النعيم في الآخرة. والعلم هو القوانين والنظريات التي اكتشفها العلماء بعد التجارب الكثيرة وكان من نتائجها الاختراعات والاكتشافات التي نراها اليوم. من هنا نسأل: هل التعاليم الإسلامية توحي بفكرة الصراع بين العلم والدين؟ لقد تضمن القرآن في أولى آياته دعوة إلى القراءة والتعلم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم(سورة العلق). ثم توالت الآيات التي تتحدث عن ميادين العلم ودوره في الحياة فتدعو إلى التفكير والنظر، يقول اللَّه تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (العنكبوت) وأيضاً: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون (النحل). الإسلام حين يدعو إلى طلب العلم، لا يدعو إلى ذلك من أجل ثقافة فردية يزهو بها الإنسان ويتعالى على الخلق والخالق. بل ليعمل بما يعلم ليطوّر نفسه ومجتمعه ويكون عيناً ساهرة لمراقبة كل انحراف وفساد فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويجاهد في سبيل اللَّه. أي أن لا يحتكر العلم لنفسه بل يُعَلِّم ما تعلمه فالعلم ليس ملكاً لحامله إنه ملك الناس. واللَّه تعالى يتوعد الذين يكتمون ما أنزل اللَّه ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون. بعد هذا البحث القليل ألا يحق لنا أن نقول: أن الإسلام دين العلم.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع