أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

تحقيق: مهتديات ومحجبات مسلمات: الحجاب قمة الحرية

إعداد: زينب ضاهر



يثير موضوع الحجاب جدلاً كبيراً في العالم الغربي عامة وفي فرنسا خاصة، والتي أصدرت أخيراً قراراً يمنع لبس الحجاب في المدارس والثانويات العامة وأماكن أخرى ويندرج هذا القرار ضمن إطار سياسة التمييز العنصري والتعامل السلبي مع الإسلام وعدم إتاحة الفرصة لفهم الحجاب ودوره في المجتمع، لكن هذا الضغط لا يمنع من تمسك المرأة بحجابها وإن اضطرها الأمر لمغادرة البلدة الذي يُحارب فيه الحجاب، وقد التقينا ببعض الأجنبيات المسلمات والأخوات العاملات لنسلط الضوء من خلالهن على أهمية الحجاب وأثره على حياتهن وهل يشكل عائقاً أمام تقدم المرأة في اللقاءات التالية:

* الحجاب نعمة كبرى‏
الدكتورة سوزان حبيب 38 عاماً يوغسلافية تعيش في لبنان مع عائلتها، تتحدث عن أهمية الحجاب الذي ارتدته منذ 15 عاماً: "الحجاب هو أكبر نعمة أنعمها اللّه تعالى عليّ وأشكره عليها رغم الصعوبات التي مررت بها في حياتي بعدما تركت أهلي في يوغسلافيا وتزوجت بمسلم، وتعودت على نمط جديد في الحياة، صحيح أني تركت الحياة المادية ورائي ولكني مرتاحة". الدكتورة سوزان تحجبت في أواخر الثمانينات، رغم ندرة المحجبات ذلك الوقت في يوغسلافيا وقد رفض أهلها الفكرة ولكنها أصرت عليها لأن المهم عندها هو "رضا اللّه تعالى، وأنا مطمئنة رغم أن البعض يعتبر الحجاب موضة قديمة ولكن الكثيرين احترموا رغبتي في التحجب وباركوا حجابي واعتبروها خطوة نحو الأحسن". وعن رأيها حول قرار منع الحجاب تقول: "محاربة الحجاب هي محاربة للإسلام وكره له، أنا أستغرب أين الحرية التي يدعونها في فرنسا وهم يضعون القيود على الحريات الشخصية للمسلمين، فكيف يتخذون هكذا قرار بمنع الحجاب؟ الحرية هي للعري وإشاعة الفساد وهذا قمة الجاهلية لديهم، بينما لا تكون المرأة حُرة عندما تتحجب وتصون نفسها وتحتشم، كيف نقيم المرأة في هذه الحالات؟" وتؤكد الدكتورة سوزان: "الحجاب يعطي حرية الحركة والعمل للمرأة وحجابي لا يعيق عملي كطبيبة، أنا أمارس مهنتي بكل حرية وأتعامل مع كافة شرائح المجتمع، والمحجبة تستطيع العمل في أية وظيفة بكل احترام، والإسلام منح المرأة هذا الحق في الحجاب ليصونها من الفساد ويحافظ عليها كإنسانة ويصون كرامتها".

* لماذا التدخل في أشكال اللباس‏
الفرنسية ماريان جوزيه (مريم) عمرها 36 سنة، تتحدث عن قصة ارتداءها الحجاب منذ 14 عاماً: "قبل التحجب كنت أعيش في مجتمع تتحكم فيه قيم التحلل الأخلاقي والعبثية التي تدفع الشباب خاصة إلى حياة اللهو والطيش فيقضون أوقاتهم في المراقص الليلية وفي تعاطي الكحول والمخدرات وإقامة العلاقات الجنسية غير المشروعة كل ذلك تحت عنوان الحرية الشخصية التي يتمتع بها الفرنسيون، إلى أن تعرفت على بعض الطلبة المسلمين الذين كان لهم الأثر في التزامي الديني حتى علمت أن الحرية الشخصية ليست في التحلل من القيم والأخلاق والابتعاد عن الدين بل العكس فإن الإسلام بشكل عام والحجاب منحاني حرية أحسست فيها بقيمتي كإنسانة محترمة وليست سلعة في متناول الجميع". وفي تعليق لها حول منع الحجاب تقول: الحجاب لا يناسب الكثيرين، لهذا يُصار إلى منعه ومحاربته خاصة أن المرأة في كثير من الدول هي أداة إعلانية لترويج البضائع والسلع الاستهلاكية للتجارة، لذلك لن يلائمهم ارتداؤها الحجاب لأنها ستحد من جشعهم واستغلالهم لها. وأعتقد أن سن قانون يستهدف فئة اجتماعية دون غيرها من فئات المجتمع الفرنسي تتبنى رؤية عنصرية خلافاً لروح القوانين والدساتير المعاصرة التي تدعو إلى المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات". وتتساءل مريم: "إن سن قانون يمنع ارتداء الحجاب يعني عملياً أن يفرض على الفتيات شكلٌ معينٌ في اللباس وهو أمر يتعارض جوهرياً مع مبدأ الحرية الشخصية أولاً والحرية الدينية ثانياً وبالتالي يفرض مبادئ‏ عقيدة جديدة هي لا دينية".

* الحجاب ضرورة لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة
الأميركية جوليا واين 29 سنة وهي محجبة منذ عشر سنوات، تفتخر كثيراً كونها محجبة: "هذا ما يميزني تقول جوليا خاصة عندما أذهب إلى أميركا أشعر أني مميزة عن بقية النساء، لأن الحجاب يجعلني أحتفظ بخصوصياتي الأنثوية فلا تعود مباحة لأعين الطامعين، لهذا يعتبر الإسلام المرأة جوهرة يحافظ عليها ويجعل لها كياناً محترماً ولها كرامتها، وهذا ما أعتبره الحرية الشخصية للمرأة، فأنا استطعت أن أكمل دراستي في التجارة دون أن يعيقني حجابي، لأن نظرة الشباب والطلاب إليّ كانت تختلف عن نظرتهم لامرأة سافرة الرأس، لأن حجابي ولباسي المحتشم كان يفرض عليهم معاملتي باحترام وأدب". وعن أي أثر للحجاب على عملها تقول جوليا: "عملت عدة سنوات في مكتب تجاري وكنت أعمل بحرية، فلماذا يعيقني حجابي عنه، بالعكس الحجاب أشعرني بقيمتي كإنسان له كرامته وهذا ما لمسته من تعامل الآخرين معي ويحاول البعض الحديث عن الحجاب كمظهر من مظاهر إقصاء المرأة وحبسها في البيت وإبعادها عن المشاركة في الحركة السياسية والثقافية في المجتمع ويقدمون الحجاب كمظهر من مظاهر تمييز الإسلام كدين ضد المرأة، أعتقد أن هذا الطرح هو الذي يسبب الظلم ولا يعطي النساء حقوقهن في حين قدم الإسلام الحجاب للمرأة كوسيلة تحميها وتمكنها من الانخراط في الحياة العامة". وعن سبب محاربة الحجاب برأيها: "أعتقد أن محاربة الحجاب تتأتى من الخوف على المدى الاستراتيجي، من التكاثر السكاني للمسلمين في فرنسا أمام تزايد شيخوخة السكان في أوروبا عامة وفرنسا خاصة. وتعتبرها فرنسا خطوة تحذيرية من الانتشار المعولم للإسلام على الصعيدين العقائدي والثقافي والهوية وخاصة أن الإسلام هو الدين الثاني في فرنسا، برأيي أن الحجاب الإسلامي هو خيار شخصي، وهو من صلب الحريات العامة والشخصية أولاً والحريات الدينية أيضاً".

عائشة عبد الرحمن (24 عاماً) مهندسة مدنية كانت ترغب بالذهاب إلى فرنسا لإكمال دراستها، قالت: "إن الحجاب هو مكمل لشخصية الفتاة وهو من الكمال وبه تحمي نفسها ومجتمعها من الفساد، فلماذا لا نتدارك الخطأ قبل الوقوع فيه فالحماية هي نوع من الوقاية، لماذا نخطئ‏ ومن ثم نضطر لتحمل مسؤولية الفساد، لا يمكن لشخص أن يخطى‏ء دون التأثر بالمحيط والحماية في هذه الحالة فضيلة لعدم الوقوع في الرذيلة، هم يمنعون حقوقاً عن المرأة هي تريدها والحجاب يعطيها حرية ولا يقيدها بل يقيد الطامعين بها والعابثين أيضاً في هذه الحالة حريتكم هي المقيدة". وعن تجربتها الشخصية مع الحجاب تقول: "لا أرى أن الحجاب يشكل عائقاً لأن الحجاب لا يحجب شيئاً من الفتاة سوى فتنتها فهو لا يحجب عقلها ولا حريتها بل يزيدها احتراماً". غادة أمهز 28 عاماً موظفة في بنك وحول موقفها من منع الحجاب تقول أنه: "محاربة للمرأة المسلمة التي تحتضن الأسرة في الإسلام والتي تربي ...". وعن دور المرأة المحجبة في المجتمع برأي غادة أنه في مختلف أنحاء العالم والإسلامي خاصة المرأة المحجبة "تمارس دورها على كل المستويات السياسية والاجتماعية وفي نفس الوقت تحافظ على أسرتها المسلمة، حتى التحصيل العلمي، الحجاب لا يقف عائقاً أمامه لأن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما لا يوجد نص إسلامي يفصل بين حجاب المرأة وعملها وعلمها، وطبعاً هذا يُسمى العدل الإلهي، كما يحاول الغزو الثقافي والسياسي القضاء على القيم في المجتمع لإشاعة الفساد وهذا لا يتناسب مع وجود محجبات، وطبعاً الإعلام المرئي وغيره يشجعون على الغزو من خلال استهلاك المرأة بجسدها العاري وفتنتها...، عكس المرأة المحجبة التي تظهر كإنسان له كرامته وقيمته. وبالنسبة لي تقول غادة أنا حققت ذاتي بقوة في المجتمع من خلال حجابي أولاً الذي لم يقف عائقاً أبداً أمام تحصيلي العلمي، وعملي لم يحرمني الحجاب من حقوقي الشخصية، من هنا أؤكد يجب على الإعلام بث برامج هادفة توعي جيل الشباب من مخاطر الانزلاق في الفساد وترك قيمهم وعقيدتهم".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع