أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مع الإمام الخامنئي: عام الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي(*)


سمى الإمام الخامنئي دام ظله العام الجديد "عام الوحدة الوطنية والانسجام الإسلامي" مشدداً على إحياء الهوية الإسلامية، وحقيقة الصحوة الإسلامية، وجهوزية العالم الإسلامي، للمضي قدماً نحو العزة والاستقلال، وتحقيق التقدم العلمي، مصرحاً بالقول: إن الضرورة الأهم بالنسبة للعالم الإسلامي، والعلاج الحقيقي لمشاكل المسلمين يكمن في تعزيز الوحدة والانسجام الإسلامي. وعلى هذا الأساس ينبغي لعلماء الدين والمفكرين المسلمين العمل على صياغة ميثاق الوحدة الإسلامية باعتبارها مطلباً تاريخياً.

* تنامي قوة المسلمين‏
واعتبر سماحته أن سعادة البشرية رهن ببركة ورحمة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، مشيراً إلى حاجة البشرية إلى تعاليم النبي الأكرم، باعتبارها طريق النجاة والتمهيد لتحقيق العدالة والقيم الإنسانية السامية في المجتمع؛ مؤكداً على أن الأمة الإسلامية وبعد عدة سنوات من الغفلة بدأت الآن تنظر إلى الشريعة السمحاء والإسلام الحنيف نظرة جديدة، ولذلك صار بإمكان العالم الإسلامي وفي ظل مثل هذه الفكرة والرؤية الجديدة أن يكون رائداً للبشرية نحو الكمال والتقدم، عبر التمسك بالمعارف الدينية وسيرة وأحاديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. ولفتَ الإمام الخامنئي دام ظله إلى الواقع الراهن في العالم، معتبراً تنامي الصحوة الإسلامية والعودة إلى الإسلام، وإحياء التمسك بالقرآن الكريم، وتشكيل الأمة الواحدة بأنها من جملة هذه الحقائق والواقع الراهن؛ مشيراً إلى أن هذه القضايا كانت تشكل أهدافاً بعيدة المنال، وتطرح بين بعض الخواص والمصلحين في العالم الإسلامي منذ سنوات متمادية، لكنها أصبحت اليوم حقيقة وشعاراً حياً بين شرائح المسلمين، خاصة بين الشريحة الشابة والمثقفة. ومما لا شك فيه أن لانتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيام الشعب الإيراني ببث روح الأمل بين الأمة الإسلامية، دوراً بارزاً للغاية في هذا المجال.

* العداء للمسلمين جميعاً
وأضاف سماحته: إلى جانب الصحوة الإسلامية وإحياء الشعائر الإسلامية النبيلة، فإننا نرى أن العداء الذي تكنه جبهة الاستكبار ضد الإسلام أصبح اليوم أكثر نظماً وشمولاً وجدية، لأن الصحوة الإسلامية تعد خطراً كبيراً على القوى الاستكبارية والنظام السلطوي في العالم. واعتبر أن طرح قضايا نظير الحروب الصليبية، والإساءة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وتقديم صورة مشوهة وقاسية عن المسلمين، هو خطوة منظمة تأتي في إطار الوقوف بوجه جبهة الهوية الإسلامية، مؤكداً أن إحدى الحقائق الموجودة في عالمنا المعاصر هي أن الجبهة الاستكبارية التي تتظاهر بالقدرة، فشلت خلال هذه المواجهة أمام النهضة الإسلامية العظيمة، خلافاً للحاسبات المادية والدعايات الإعلامية. وأوضح سماحته أن فشل أصحاب المخططات الاستكبارية وعلى رأسهم أمريكا في الشرق الأوسط، سيما في فلسطين والعراق ولبنان، يعد نماذج بارزة من هذه الحقائق الموجودة، وأن الذين يتحدثون عن التحلي بالواقعية لدى دراسة القضايا، عليهم وضع هذه الحقائق غير القابلة للإنكار، نصب أعينهم. واعتبر الاتحاد والانسجام الإسلامي، عاملاً أساسياً للغاية من أجل استمرار التحرك الإسلامي العميق نحو تحقيق الفوز والانتصار. إن سياسة جبهة الاستكبار تكمن في إثارة الخلافات وبث الفرقة الطائفية والدينية بين المسلمين. إذاً، يجب تعزيز الوحدة والانسجام بين أبناء الأمة الإسلامية، للوقوف بوجه هذه السياسة. ومن هذا المنطلق، تمت تسمية هذا العام "بعام الاتحاد الوطني والانسجام الإسلامي". وأشار إلى أن قضايا، نظير عدم الإدراك الصحيح، والتصورات الخاطئة، وسوء الفهم، وعدم الاطلاع الصحيح على المباني الفكرية لبعضنا البعض، بأنها من العوائق الرئيسية أمام تحقيق الوحدة والاتحاد.

* دور علماء الدين‏
وأكد على دور الدول الإسلامية وعلماء الدين المسلمين في تمهيد الأرضية لنشر الوحدة والانسجام الإسلامي، مؤكداً على ضرورة صياغة ميثاق الوحدة الإسلامية بمساعدة علماء الدين والمفكرين المسلمين، باعتبارها مطلباً تاريخياً، لأنه إذا لم نكن جادين في تحقيق هذه المهمة، فستحاسبنا الأجيال القادمة. وأكد سماحته أن جبهة الاستكبار لا تضع أي فرق بين المسلمين من الشيعة والسنة عند تنفيذ مخططاتها ضد الجبهة الإسلامية. إذ أنه في الوقت الذي تحاول فيه القوى الاستكبارية تشويه سمعة المسلمين، وترى تنامي الصحوة الإسلامية بين الشيعة والسنة خطراً عليها، وتشن هجوماً على ما فيه اسم حركة حماس أو حزب الله، فهل من المنطقي خوض المسلمين في النزاعات الطائفية والمذهبية ونسيان عدوهم المشترك!؟

* الوحدة مصلحة للمسلمين‏
ووصف سماحة الإمام الخامنئي اتحاد العالم الإسلامي بأنه يصب في مصلحة الشعوب المسلمة، وكذلك يخدم مصالح الدول الإسلامية مؤكداً أنه يجب على الدول الإسلامية التقرب بعضها من البعض الآخر. وإذا اعتمدت هذه الدول على شعوبها وطاقاتها وقدراتها المتوفرة، فستكون أقوى بكثير من أن تعتمد الاعتماد على الساسة الأميركيين. وختم ولي أمر المسلمين بالقول: إن إيران الإسلامية قدمت تجاربها في الصمود بوجه القوى السلطوية، والاتكال على العلي القدير، والاعتماد على طاقاتها وقدراتها، حيث إنها شهدت اقتداراً وتقدماً متزايداً خلال الأعوام الثمانية والعشرين المنصرمة رغم كل المؤامرات والضغوط التي مورست عليها.


(*) كلمة ألقاها سماحة الإمام الخامئني دام ظله في يوم الجمعة 17 ربيع الأول 1428ه أثناء استقبال قادة الجمهورية الإسلامية وسفراء الدول، وأعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع