الشيخ محسن قراءتي
ما هي مسؤوليتنا أمام ما يوجه إلينا من شتائم وإهانات؟
استأجر شخص في القاهرة بعيراً ليوصله إلى العباسية، صعد المسافر ظهر البعير بينما أخذ صاحبه بلجامه يقوده إلى العباسية. وبما أن المسافر إنسان غريب لا يعرف أهل تلك الديار وهو محتاج إلى من يرشده، فإن سائق البعير أخذ يوجّه إليه بعض الإساءات والشتائم من دون أن ينبس المسافر ببنت شفة. وعندما سأله أحدهم قائلاً: هل تعلم ما يقول سائق البعير لك؟ أجابه: نعم، فقال له: لماذا لا ترد على كلامه؟ فأجاب: إذا كان هذا الشخص سيوصلني إلى العباسية، وكان الطريق الذي يسير عليه صحيحاً فلا أهمية لكلامه. وقد جاء في سورة المطففين (الآيات: 29 - 32) أن المجرمين يحقرون المؤمنين بأشكال مختلفة:
1 - كانوا يستهزئون بهم بالضحك: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ﴾.
2 - وإذا صادفوا وجودهم يتغامزون: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾.
3 - وإذا عاد هؤلاء إلى أصحابهم أخذوا يتحدثون عن المؤمنين: ﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾.
4 - وعندما يشاهدون المؤمنين يقولون: إنهم منحرفون: ﴿وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴾.
المؤمنون في هكذا أجواء يصرون على استقامتهم. ثم يتابع القرآن الكريم: ﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾.