أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

آداب ومستحبات‏: تأديب النفس بترك الطيبات‏

السيد سامي خضرا

 



ذُكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وعلياً عليه السلام كانا يمتنعان عن بعض الأطعمة، أو عن الإكثار منها، وكانا عليهما السلام يوضِّحان ذلك أنه ليس تحريماً للطعام، إنما لتأديب النفس ولجمها.

ويُروى أن طبقاً من الفالوذج قُدِّم للأمير عليه السلام (الفالوذج طعام طيب يُصنعُ من العسل والسمن والنشاء ولباب الحنطة) فلما قُدِّم له ووُضع بين يديه، ونظر إلى صفائه وحُسنه، كاد أن يتناول منه شيئاً، ولكنه سلَّ يده عليه السلام وقال: "إنَّ الحلال طيب، وما هو بحرام، ولكنني أكره أن أعوِّد نفسي ما لم أعوِّدها، ارفعوه عني، فرفعوه"(1).

وفي رواية أخرى، أنه كان عليه السلام في الرَّحبة، في نفر من أصحابه، إذ أهدي إليه خِوانُ فالوذج، فقال لأصحابه: "مدوا أيديَكم، فمدوا أيديَهم ومدَّ يده، ثم قبضها، وقال: إني ذكرت أن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لم يأكُلْهُ، فكرهتُ أكلَه"(2). فهذا هو سلوكُ النبي والأئمة عليهم السلام في تواضعهم لله عز وجل بترك أكل الطيبات. وقد علَّق شارح وسائل الشيعة على ذلك بقوله: "ترك الطيبات واللذات، ليس من الرهبانية المنكَرة، إذا كان تواضعاً، وإنما المنكرُ تحريمُ ما أحلَّ الله تعالى، وهو الرهبانية"(3).

وفي إشارةٍ دقيقةٍ جداً، ومهمةٍ جداً، إلى خطورة تقليد أعداء الدين، في ألبستهم وأطعمتهم وطريقة أكلهم وترفهم وعاداتهم، وعبثهم وتبذيرهم، يشير أمير المؤمنين عليه السلام إلى أنَّ ذلك يُنتج الذلَّ. وكم ينطبق هذا علينا تماماً، هذه الأيام، حيث نقلِّد الكفار في كل شاردة وواردة، من ألبسةٍ وأطعمة وعاداتٍ وأعياد وغيرها. فأما اللباس، فأمثلته واضحة تماماً... وأما الأطعمة، فجيلنا لم يعدْ يتحدث إلا بالمصطلحات المستوردة، فهو يتحدث عن الهمبرغر والبيتزا والكرواسون، إلى ما هُنالِك مِن تسميات متعددة كثيرة. وأما العادات، فلا تُحصى لكثرة تغلغلها في مجتمعاتنا وشخصياتنا، حيث لم نعد نُميز بين مجتمعاتنا ومجتمعاتهم...

وأما الأعياد فحدّث ولا حرج، في التقليد الأعمى حتى في نشر الفساد من شرب الخمر وألعاب الميسر وما يقع من جرائم. فصلاةُ اللَّه وسلامه على مولانا أمير المؤمنين الذي كان، كما يُحدثُنا الإمامُ الصادق عليه السلام، لا ينخل الدقيق، ويقول: "لا تزال هذه الأمة بخير، ما لم يلبَسوا لباس العجم، ويَطعَموا أطعمة العجم، فإذا فعلوا ذلك ضربهم اللَّه بالذل"(4). وكم نهدرُ اليوم أموالنا ثمناً لألبِسة وعادات وزينة ابتدعوها، وأمورٍ زخرفوها لنا، ولم نَجْنِ مِنْ ورائها إلا المظاهر الفارغة وتمكين الأعداء من رقابنا.


(1) وسائل الشيعة، ج‏16، ص‏613، ح‏4.
(2) المصدر نفسه، ح‏5.
(3) وسائل الشيعة، ج‏16، ص‏612.
(4) وسائل الشيعة، ج‏16، ص‏612، ح‏1.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع