أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

ميميَّة البرعي في مدح الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم

فيصل الأشمر

 



هو عبد الرحيم بن علي البُرَعي اليمني، المتوفى سنة 1401 للميلاد. كان الشاعر يميل إلى التصوف وله ديوان يحتوي على تسبيحات وتحميدات للَّه ومناجيات واستغاثات له، بالإضافة إلى مدائح في الرسول صلى الله عليه وآله والتوسل به وبيان فضائله ومعجزاته، ومن أشهر هذه المدائح ميميته التي يقول في مطلعها:
راحَ الزَمان وَلا علمٌ عَن العلمِ‏
وَلا سَلامٌ عَلى سَلمى بذي سلَمِ‏



إلى أن يصل إلى مدح الرسول (صلى الله عليه وآله) فيقول:
لا أَشربُ المرَّ موثوقاً به طمعاً
وَلا يخوّفني دهرٌ يحول وَلا
وفيِ قعارِ جنابٍ ما نزلتُ بهِ‏
ألوذُ بالمشهدِ المحروسِ منتصراً
حيثُ الجلالة ُ مضروبٌ سرادقها(2)
اللهُ أكبرُ ذا الطودُ المنيفُ ذراً
ذا البدرُ ذا القطرُ ذا البحرُ المحيطُ غنًى‏
ذا الكاملُ الفاضلُ الفياضُ نائلهُ(3)
ذا الأبلجُ(4) المنتقى منْ أمةٍ وسطٍ
أغرُّ كالشمسِ لا يخفى على أحدٍ
لو صُوِّرَ الخلقُ منُ قولٍ ومنْ كلمِ‏
وإنْ يكنْ بشراً منْ قومٍ اشتبهوا
لمْ تلههِ بهجةُ الدنيا وزخرفها
لهُ الكراماتُ والأحوالُ ظاهرةٌ
فالكائناتُ لديهِ غيرُ غائبةٍ
والحجبُ والعرشُ والكرسيُّ بارزةٌ
يدعو الفتى باسمهِ حقاً وينسبهُ‏
مكاشَفٌ بخفياتِ الأمورِ فما
تبدي فراستهُ أنوارَ حكمتهِ‏
مولايَ مولايَ كمْ أدعوكَ مفتقراً
فاسمعْ ولبِّ ندائيِ بالإجابةِ يا
وَلا أَقول عَلى ما فاتَ وَانَدَمي‏
هول يهول وَلا تهديد مصطلمِ(1)
إلا أمنتُ أمانَ الصيدِ في الحرمِ‏
كأننيِ منهُ فيِ ركنٍ وملتزمِ‏
والنورُ مبتسمٌ يجلوُ دجى الظُلَمِ‏
ذا العالمُ العلَمُ ابنُ العالمِ العلَمِ‏
زاكي المناصبِ ساميِ القدرِ والهممِ‏
غوثُ الشعائرِ غيثُ الخيرِ والنعَمِ‏
مخاطبينَ بكنتمْ خيرَ فيِ القدمِ
إلا على أحدٍ عما يراهُ عميِ‏
لكانَ معنىً لمعنى القولِ والكلمِ‏
خلقاً فما صفرٌ كالأشهرِ الحرُمِ‏
ولا التفاخرُ بالأتباعِ والخدمِ‏
في الشرقِ والغربِ بينَ العُربِ والعجمِ‏
والأرضُ بينَ يديهِ خطوةُ القدمِ‏
فيِ عينهِ في بروزِ اللوحِ والقلمِ‏
صدقاً على بعدهِ والبعدُ كالأمَمِ(5)
غيبٌ يخافُ ولا سرٌ بمكتتمِ‏
وما أمينٌ على غيبٍ بمتهمِ‏
وكمْ أشافهكَ الشكوى فماً لفمِ‏
منزَّهَ السمعِ عنْ وقرٍ(6) وعنْ صممِ‏
إنَّ الفقيرَ الحجازيَّ صاحبي عثرتْ‏
وقدْ وصلتُ إلى هذا الجنابِ وليِ‏
مستنجداً بكَ منْ هولِ المعادِ فخذْ
إنْ لمْ تقمْ بيِ نهوضاً كلما اعترضتْ‏
وكيفَ حيلةُ منْ يمسي ويصبحُ في‏
فانظرْ إليَّ بعينِ اللطفِ منكَ لكيْ‏
وكنْ لقائلها عبدَ الرحيمِ إذا
فلمْ يزلْ بكَ فيِ أمن وفيِ دعةٍ
فأنتَ يا موسمَ الزوارِ ملجؤنا
وعمَّ بالخيرِ أهلينا وجيرتنا
منى السلامُ على أنوارِ قبركَ ما
وجادَ مشهدكَ الميمونَ منسجمٌ(10)
بهِ كبائرهُ فضلاً عنِ اللممِ(7)
فيكَ الظنونُ ومنْ وافىَ حماكَ حمي‏
بذمةٍ منكَ لي يا وافيَ الذممِ‏
ليَ الحوادثُ لمْ أنهضْ ولمْ أقمِ‏
بحرٍ محيطٍ منَ الأوزارِ ملتطمِ‏
يلقانيَ الخطبُ نحوي ملقى السلمِ‏
ضاقَ الخناقُ لهُ منْ أمنعِ العِصَمِ‏
وفيِ جناب عزيزِ القدرِ محترمِ‏
عما نحاذرُ في الدارينِ من نقمِ‏
ومنْ يلينا منَ الأصحابِ والرحمِ‏
تجاوبتْ ساجعاتُ(8) الأيكِ(9) بالنغمِ‏
يخصُّ مستودعَ الأحكامِ والحكمِ‏


(1) المصطلم: المستأصل.
(2) السرادق: الخيمة أو الفسطاط.
(3) النائل: العطاء.
(4) الأبلج: المشرق.
(5) الأَمَم: القرب.
(6) الوقر: الثقل في الأُذُن.
(7) اللَمَم: صغار الذنوب.
(8) الساجعات: الطيور الهادرات.
(9) الأيك: الشجر الكثير الملتفّ.
(10) الدمع المنسجم: السائل.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع