أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أوّل الكلام‏: ثقافة العدوان... ورجال اللَّه‏

الشيخ يوسف سرور

 



اندلعت الحرب في الثاني عشر من تموز ولم تنتهِ في الرابع عشر من آب. لم تنتهِ الحرب.. توقف دوي المدافع، سكت أزيز الرصاص، ارتاحت الطائرات في مدارجها بعد أن أرخت أحمالها فوق البيوت الوادعة، موزعة أشلاءها على مساحة الوطن، ناشرة ذرات أبنائها فوق ترابه، ناثرة قطرات دمائهم في أفق الوجود.
 

لم تنتهِ الحرب... فها هي لغةٌ تبثّها ألسنة القادة الأغبياء كل يوم... كل ساعة عبر أثيرنا... توزعها أقلام اللاهثين على أسطر الصحف والمجلات، وعبر المناشير والبيانات. لم تنتهِ الحرب.. فها هي أطنان من الكلمات المتّسقة تلوكها أفواه "النخب" والسياسيين والمرتعبين، اللاهثين والمتحمسين لفرض إرادة غير إرادة أبناء الأرض. لم تنتهِ الحرب.. إنها ثقافة يحاول أصحابها أن يزرعوها حقداً وخوفاً ورعباً ويجهد روادها عبثاً، من أجل غرسها في العقول والقلوب، في النفوس والمشاعر. لم تنتهِ الحرب.. إنها ثقافة.. إنها مشروع مربك يسعى أصحابه يائسين من أجل تنميقه وتوضيبه، يتكلفون في تزيينه وتجميله بحثاً عن صورة يقبلها أو ينخدع بها بسطاء العقول والسذّج. لم تبدأ الحرب في الثاني عشر من تموز، ولم تنتهِ في الرابع عشر من آب.. ما جرى كان معركة كبرى في حرب استلاب الأمة، وفرض ثقافة الخنوع والرعب، ثقافة الأسطورة المزيفة لكيان ادُّعي أن جيشه لا يقهر.. معركة أُريد لها تكريس مفهوم الاستكانة والاستسلام لإرادة هذا الكيان وأسياده.

خسرت إسرائيل وأمريكا الحرب، وخسر معهم كل المراهنين والمشاركين والداعمين والداعين لهم.. ولم يكن ينقصها سوى تلك الفتاوى البائسة الخارجة من زوايا التخلف ورُعناء ابتليت بهم الأمة، ولا تختلف عنها كثيراً تلك الكلمات الخارجة من فم يدعي أن الإسلام انتشر بالسيف والتصق اسمه بالحروب والعنف. وما هذا الكلام سوى حلقات في سلسلة الحرب الوجودية لأميركا وإسرائيل على نبينا وديننا وشعبنا ووطننا الجريح. لكن على المقلب الآخر، فإن هذه حربٌ لم تقصم ظهرنا، إنما قوّته، وجعلت القلوب أشد اتّقاداً بمشاعر الحماس والغضب، والنفوس أكثر اشتعالاً واندفاعاً، والصدور أقوى عزيمةً وقوة. لم تنتهِ الحرب... بل فتحت بخواتيم معركتها آفاق العقول والألباب، ونفضت غباراً عشعش في نفوس العرب عقوداً متمادية، أيقنوا معها أن أسطورة الجيش الذي لا يقهر لم تكن أكثر من كذبة اصطنعها الأعداء وصدقناها، حتى غدت ثقافة تقتات عليها مخيلاتنا والأفكار. إنها معادلة جديدة صنعها الأبطال الحسينيون الذين عمرت قلوبهم يقيناً بوعد اللَّه الصادق، لأنهم... رجال اللَّه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع