إعداد: لارا الطقش

تكثر المفاهيم الخاطئة في تعريف الشيخوخة نظراً لكثرة المشاكل الصحية والتغييرات الجسدية التي تطرأ على الأشخاص المسنين والتي تختلف من شخص إلى آخر. لكن يجب أن لا ننظر إليها كمرض وإنما هي مرحلة من مراحل الحياة وعملية طبيعية تشمل التغيير التدريجي الذي يمرّ به الإنسان في الشكل ووظائف الأعضاء.... بعض الأشخاص يعتبرون أن الشيخوخة تبدأ بمجرد ظهور بعض العلامات الجسدية، كالشعر الأبيض، التجاعيد، أو عند الوصول إلى سن التقاعد. لكن يعد الشخص مسنّاً بعد تخطيه عمر 65 سنة.

ويتوقع الخبراء أنه في عام 2030 سيشكل المسنون 20 % من الشريحة السكانية، وسيزداد متوسط العمر إلى 77.6 سنة. تترافق مرحلة الشيخوخة مع بعض التغييرات في البنية الجسدية إذ يفقد المسن أسنانه، ويحصل ازدياد في نسبة الدهون، وتراجع في الكتلة العضلية حتى 30 % كل عشر سنوات بعد عمر 70 سنة ما يؤدي إلى انخفاض مستوى الحركة، وازدياد خطر الوقوع. وقلة الحركة تؤدي بدورها إلى البدانة وارتفاع خطر الإصابة ببعض الأمراض كالسكري، ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب...

* مشاكل الشيخوخة
يمكن أن يترافق عمر الشيخوخة مع العديد من المشاكل والأمراض، ومنها:
1ـ مشاكل في الجهاز العصبي
أ- ضعف الحواس: تتفاوت درجات ضعف الحواس عند الأشخاص المسنين وذلك وفق الظروف الاجتماعيّة والحالة الصحيّة التي يعيشها المسنّ. وللوراثة دور في هذا المجال. والخلل الذي يصيب حاسّة الذوق، الشمّ، اللمس، ممكن أن يؤدي إلى قلة الشهية، والإقبال على الغذاء دون تمييز كثرة الحلاوة أو كثرة الملوحة، ما يؤدي إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم أو السكر، واختيار أطعمة لا تناسب حالة المسن الصحية.
ب- Alzheimer’s Disease: هو عبارة عن مرض تظهر عوارضه على شكل ضعف في الذاكرة، صعوبة في الكلام، تقلُّب في المزاج وفي الشخصية وعدم القدرة على التركيز.
ج- Parkinson’s Disease: هو أيضاً عبارة عن تلف تدريجي يصيب الجهاز العصبي وتظهر عوارضه في تقلص الكتلة العضلية ما يؤدي إلى قلّة الحركة، وعدم المقدرة على إبقاء الجسم مستقيماً وثابتاً عند الوقوف.

- الحلول المناسبة
أ- تناول الأطعمة الغنية بالزنك لأنه يحسن حاسة الذوق وهو موجود في الحبوب (الفاصوليا، عدس، قمح كامل...).
ب- تناول الأطعمة الغنية بالـLycopene كالبندورة فقد بينت الدراسات أنّها تخفّف من التلف الذي يصيب الدماغ.
ج- الاستعاضة عن الملح والسكر في طعام المسنّ بمنكّهات أخرى تتناسب مع حالته الصحية مثل التوابل كالكاري أو العقدة الصفراء أو الزعفران فهي تحتوي على مضادات أكسدة تقوّي مناعة الجسم وتخفّف من المركّبات المتأكسدة الّتي يمكن أن تزيد من تلف الدماغ.

2ـ مشاكل في الجهاز الهضمي
أ- تبدأ مشاكل الجهاز الهضمي من الفم؛ إذ إن كمية اللّعاب عند كبار السن تكون أقل، بالإضافة إلى ضعف الأسنان ومشاكل اللثة واحتياج بعضهم إلى تركيب أسنان، ما يؤدي إلى صعوبة تناول الأطعمة الجافة أو القاسية المغذّية.
ب- نقص النشاط الحركي الطبيعي للأطعمة داخل جسم المسن، ونقص نشاط الأنزيمات في القناة الهضمية، ما يؤدي إلى صعوبة هضم نوعيات معيّنة من الأغذية، وإلى نقص في الحركة الطبيعية للطعام في الأمعاء وبالتالي إلى إبقاء الطعام مدة أطول داخلها مما يسبب الإمساك.

- الحلول المناسبة
أ- تناول كميات كافية من الماء أي ما يعادل 8 أكواب يومياً لتفادي مشكلة جفاف الفم ومشكلة الإمساك.
ب- في حال وجد المسنّ صعوبة في مضغ الطعام لا تهمل معه التنويع في الطعام. ويمكن تناول عصير الفاكهة الطبيعي عوضاً عن الفاكهة، والخضار المسلوقة أو المبروشة عوضاً عن الخضار النيئة، والكورنفليكس أو الكعك بالحليب عوضاً عن القمح، واللحوم المطبوخة جيداً.. ويمكن أن تكون مهروسة...
ج- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين B12,B9,B6 لتعويض النقص الناتج عن مشاكل الجهاز الهضمي، وهي موجودة في: البيض، اللحوم الحمراء، الحليب ومشتقاته، الحبوب.
د- تناول الأطعمة الغنية بالألياف لتفادي الإمساك: الفواكه المجففة، الخبز الأسمر...

3ـ مشاكل القلب والشرايين
تشير الدراسات إلى أنها السبب الأول للوفاة. وهي ناتجة بالدرجة الأولى عن عادات غذائية سيئة بالإضافة إلى عوامل أخرى كالتدخين، الإجهاد، الوراثة... وهي تبدأ من حين ارتفاع نسبة الكولسترول والتريغليسيريد في الدم، وقد تنتهي بذبحة قلبية...

- الحلول المناسبة
أ- اختيار الأطعمة القليلة الدسم كالحليب واللبن الخالي من الدسم، الجبنة البيضاء القليلة الملح عوضاً عن الجبنة الصفراء، اللحوم الهبرة، صدر الدجاج، والسمك المنزوع الجلد...
ب- اعتماد طريقة الشيّ أو الطهو على البخار أثناء تحضير الطعام وتجنب القلي والمأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من الزيت كالمقالي على أنواعها، أو الحلويات العربية والحلويات الأخرى المصنوعة خارج المنزل.
ج- تناول المكسرات النيئة عوضاً عن المحمَّصة بالزيت.
د- تناول الأطعمة الغنية بالـ Omega 3 والـ Omega 6 (سمك التونة والسردين، زيت الكانولا، بزر الكتان، الجوز، الأفوكا..) لأنها تساهم في تخفيض نسبة الكولسترول كما أنها تحسن من عمل الدماغ وتحسن المزاج.
هـ- تجنب المأكولات المالحة كالمخللات (زيتون، كبيس، باذنجان...)، والمعلبات التي تحتوي على Monosodiumglutamate.
و- تجنب المشروبات الغنية بالكافيين كالقهوة، المشروبات الغازية...
زـ تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين B9, B12 لأنها تطرد مادة Homocysteine المسببة لتجلطات الدم.

4ـ ترقق العظام
مع التقدم في العمر تزداد مخاطر الإصابة بترقق العظام خصوصاً عند النساء حيث ينخفض معدل إنتاج الإستروجين في فترة انقطاع الطمث ما يؤدي إلى هشاشة العظام .

- الحلول المناسبة
أ- يحتاج المسنّ إلى ما يقارب 1500 ملغ من الكالسيوم أي ما يعادل 4 أكواب من الحليب تقريباً وبالتالي ينصح بتناول 3 أكواب من الحليب أو اللبن يومياً إلى جانب الأطعمة الغنية بالكالسيوم (الحليب ومشتقاته، أرضي شوكي، شمندر، بروكولي، ملفوف، جزر، سلق، خس افرنجي، بامية، بازيلا، صويا، سبانخ، لفت، تمر، توت أسود، دبس، ليمون، لوز، خردل، شوربة فطر، بيض، سردين، حبوب: فاصوليا، فول، حمص، برغل، كورن فلاكس، أرز طويل أسمر).
ب- يحتاج الجسم إلى الفيتامين D لامتصاص الكالسيوم، حيث يمكن الحصول عليه عبر تناول الأطعمة الغنية به (الأسماك الدهنية، صفار البيض، الحليب، زيت كبد السمك..)
ج- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين (الشاي، القهوة، المشروبات الغازية..) لأنها تزيد أيضاً من طرح الكالسيوم.
د- تعتبر ممارسة الرياضة من الأسس المعتمدة للمحافظة على صحة ونمو العظام كما تساعد في المحافظة على معدل الوزن الطبيعي للجسم ما يساهم في حماية العظام من الكسور وغيرها.