اعداد: ديما جمعة

*
كثيراً ما يُغدق الأهل على أبنائهم الانتقادات! فلا يرون فيهم ما يستحق الثناء. وقد يصل بهم الأمر إلى الذمّ والأذيّة. وكلّنا نعرف أنَّ للكلمة وقعاً حاداً كالسيف يمكن أن يكسِر خاطر الشاب ويقوده إمّا إلى مهوار جلد الذات وإمّا إلى التمرّد والتمسك بالخطأ. إليكم هذا الحوار الذي نسمعه في بعض المنازل:
- الأم: أنتَ كالعادة لا تفعل أيّ أمر صائب.
- الشاب: ولكن تعلمين أنني لم أكن أقصد الخطأ!
- الأم: وهل لم تقصد بالأمس أن تضرب أختك، ولم تقصد شتم رفيقك ولم تقصد التقصير في درسك؟
- الشاب: لقد اعتذرت وانتهى الموضوع.
- الأم: وما نفع الاعتذار وأنت لا تنفكّ تسيء إلى من هم حولك؟ عليك أن تعترف أنّك تسيء دائماً ولا تُقدم على خير أبداً!
- الشاب: حسناً يا أمي أنا مثال الشر والقبح ولا أفعل أيّ عملٍ يرضيكِ. هل هذا ما تريديني أن أقوله؟
- الأم: أرأيت! وكيف تعتقد أنني راضية عنك وأنت لا تريد إصلاح نفسك؟

* رسالة إلى الأهل
1ـ تأكَّدوا أنَّ كلّ ما تقولونه يترك أثره في نفوس أبنائكم، وأنّ نظرتهم إلى أنفسهم نابعة من رأيكم فيهم، لذا من الضَّروري أن تكونوا مرآة صادقة ورحيمة لسلوكهم، فكما تبيّنون لهم مساوئ أفعالهم امتدحوا حسناتهم.
2ـ لعلكم لا تلتفتون إلى أنه بكثرة تحاملكم على أبنائكم تبعدونهم عنكم، وتزيدون من تمسُّكهم بأخطائهم لأنهم، ببساطة، سيجدون أنّ كل ما يفعلونه لا يرضيكم؛ وبذلك لن يسعوا في المستقبل إلى تغيير نظرتكم النمطيَّة تجاههم.
3ـ حاولوا أن تبحثوا عن الصِّفات الجيِّدة التي تميِّز أبناءكم، وستجدون العشرات منها. ركِّزوا على إيجابياتهم وساعدوهم على تنمية مهاراتهم، وحين يقومون بأمر صالح شجّعوهم عبر الثناء عليهم.
4ـ يستأنس أبناؤكم بالمديح، خاصة ذاك الذي يصدر عنكم، ويدفعهم ذلك إلى تقديم الأفضل والرهان على رأيكم فيهم.

* نصيحة للشباب
1ـ آراء الآخرين بكم ليست حُكماً عليكم. وحدكم من تملكون الحق والقدرة الحقيقيّة على تقييم ذاتكم. وتأكّدوا أن آراء أهلكم، مهما كانت قاسية، هي مجرد انطباعات لا ينبغي أن تحطّمكم.
2ـ بعض الأهل يكثرون الذمّ بهدف تشجيعكم، ولا يقصدون إيذاءكم، لذلك لا تلتفتوا إلى كلامهم القاسي، وحاولوا أن تأخذوا منه فقط ما يقنعكم عقلاً ومنطقاً، وأن تبرّروا لهم قسوتهم غير المقصودة.
3ـ من الجيّد أن تتعاملوا مع النقد بإيجابية، وأن تعوّدوا أنفسكم على انتقاء آراء من حولكم وتقييمها، ولا تعتبروا أنّ كل ما يقوله ذووكم هو خطأ بالمطلق فهم أحياناً يصيبون في بعض آرائهم كما يخطئون في بعضهم الآخر.