نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مشاركات القرّاء: بين الحاسوب والكتاب

عطا إبراهيم حمزة



عاصفة هوجــــاء من الأرقام والحروف حطّمت قلاعاً محصّنة وقباباً. لم تنتظر سؤالاً، أو ســـلاماً، أو ترحابـــاً. اقتحمــــت الدار.. إنّه العصر الرقميّ بامتياز!

•الحاسوب في مواجهة الكتاب
لقد شدّت الشاشة الزرقاء انتباهنا إلى حدٍّ كبير، لدرجة نسينا معها تراثنا الأصيل، وموروثنا الغالي من الكتب والمخطوطات النفيسة، وخلت المكتبات من روّادها، وتحوّلت إلى متحف عتيق يحتوي على هياكل مليئة بالغبار، وأشباحٍ تستأنس بعتمة الليل. لقد شنَّ عالم العنكبوت هجوماً كاسحاً على صفحات الأوراق البيضاء، وتغلغلت خيوطه الضوئيّة بين طيّاتها، محوّلة حروفها الذهبيّة إلى رموز رقميّة.

•نكسة الكتب
وقد تعرّض الكتاب لنكسة ليست كمثيلاتها، بل أشدّ وقعاً وأثراً، فقد أُحرقت سابقاً مكتبات ضخمة، وتحوّلت كتبها إلى رماد تذروه الرياح، لكنّنا استطعنا في ما بعد أن نستعيد تراثنا بمكتبات لا تُعدّ ولا تُحصى. أمّا في عصرنا هذا، فقد أصبحت الكتب تُرمى، ووقوداً للمدافئ، وذلك كلّه بفضل إرادتنا، وليس بفعل عدوّ غاشم.

•وضاعت أوقاتنا الثمينة
بما أنّ العالم الرقميّ يخوض معركة وجود، فقد تفوّق الحاسوب على الكتاب، وقطع أشواطاً كبيرة في عصر التكنولوجيا والمعلومات، حيث أصبح المرجع الأوّل والأخير -ليس بالمطلق- في ميادين عديدة، ومنها الأدب.

هذا الأمر ليس بمشكلة جوهريّة بالنسبة إلى الغرب، الذي استطاع أن يستفيد من هذا التحوّل لصالح الأدب وغيره من الفنون. أمّا نحن العرب، فقد أهملنا الكتاب من ناحية، وبالكاد استطعنا اللحاق برَكب التكنولوجيا من ناحية أخرى، وبهذا أُهدرت أوقاتنا الثمينة. نعم، لقد ضاعت أوقاتنا في دردشات وتراشق بالكلمات، وحفلت مواقعنا بترسانة من الأسلحة ذخيرتها الفتنة والتعصّب الطائفيّ والمذهبيّ، تنصبّ من كلّ حدب وصوب دون أيّ حسيب ورقيب.

•يا خزانة الأفكار المليئة
فيا أيّها الكتاب، يا خزانة الأفكار المليئة، اشتقت إلى أوراقك الصفراء العتيقة، أقلّب الصفحات، أنتقل بين السطور المستقيمة، أتأمّل الكلمات والعبارات المتينة، أبحر في معاني العشق والمحبّة، أنهل من معين المعرفة، أتطلّع شوقاً إلى الحكايات الغابرة والقصص الجميلة. يا ملاذاً في الوحدة ومرجعاً في الشدّة، سهرت الليالي الطويلة كي أحظى بصحبة حميمة، وكم كنت محظوظاً حين ظفرت بالوسيلة، وجدتك شامخاً ضمن رفوف المكتبة متألّقاً، معانقاً أوراقك الناصعة، نفضت عنك الغبار والأتربة، وقرأت بعزمٍ وهمّة، أماكن ومساحات وأزمنة، أبطالاً وأحداثاً وعقدة، والنهايات الحزينة والسعيدة.

•في أيدٍ أمينة
أيّها الكتاب، يا منبع العلوم الوفيرة، إلهاماً ووحياً وبصيرة، بيانات وخطابات غزيرة، لقد أمسيت اليوم في عزلة، وحيداً فريداً بغربة، مهملاً ضائعاً في غفلة، ويا لها من وحشة، لكنّ في قلبي لهفة، آمالاً وأمنيّات ورغبة، تشتدّ بي بين الفينة والفينة، سوف تبقى بقربي لحظة بلحظة، أنت كنزي الدفين، أنت خير أمنية، لن تموت وأنت في أيدٍ أمينة.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع