نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

نزهة في حديقة القرآن


* نزهة عرفانية:
 ﴿ وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (إبراهيم/21).
إن للخلائق ثلاث برزات:
1- برزة عند القيامة الصغرى أي عند موت الجسد والخروج من حجاب الجسد إلى عرصة الحساب (حساب القبر).
2- برزة عند القيامة الوسطى، وهي عند الموت الإرادي وهو الخروج عن صفات النفس أي الرجوع إلى الفطرة.
6- برزة عند القيامة الكبرى بالفناء المحض عن حجاب الإنيّة إلى فضاء الوحدة الحقيقية. وهذا ما تشير إليه الآية المباركة.
ثمّ إن ظهور القيامة للكل وبروز الجميع لله تعالى (وحدوث التقاول بين الضعفاء والمستكبرين) فهذا إنما يكون بوجود الإمام المهدي عليه السلام القائم بالحق الفارق بين أهل الجنة والنار عند قضاء الأمر الإلهي. بنجاة السعداء وهلاك الأشقياء.

*   ﴿ إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ(الأنعام/95):
وهو عبارة عن إخراج المؤمن من صلب الكافر، وإخراج الكافر من صلب المؤمن، فالله تبارك وتعالى سمّى الإيمان حياةً ونوراً، والكفر موتاً وظلمة. فقال تعالى:  ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون َ . وقد يكون المعنى يشمل كل خلق كخلق النبات والحيوان من الأرض العديمة الشعور.
أما وجه الإعجاز فهو أنه قد يحصل أن يخلق من الشيء مثله أما أن يخلق ضده فهذا مستحيل إلا على الله تبارك وتعالى فلذا كان الإخراج بتقدير المقدر الحكيم، والمدبّر العليم.

*﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ (البقرة/124):
جواب الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام عندما طلب منه النبوة والإمامة لذريته.
ولكن ألم يكن خليل الله تعالى يعلم أن النبوة أو الإمامة لا يمكن أن تكونا للظالمين؟ ولِمَ أجابه الله تعالى بهذا؟!.
إن إبراهيم عليه السلام كان يعلم ذلك ولكنه لم يكن يعلم ذريته من بعده إيماناً أو ظلماً، فأخبره الله تعالى بأن من ذريته من سيكون نبياً وإماماً، ولكن منهم من سيكون ظالماً، ولا يناله عهد الله (وعهده تعالى هو الإمامة).
 ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ

* ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (البقرة/96):
الزحزحة التبعيد والإنجاء والمراد هنا- والله أعلم- أنه لا يؤثر طول العمر في إزالة العذاب أقل تأثير: فلو قال ما هو بمعمره أو بمنجيه فما كان ليدل على قلة التأثير كدلالة هذا القول في أن يبعده قيد أنملة.
﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  (النحل/60)

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع