أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

قرأت لك: الجمال الباطني





كان البعض قديماً - وربما إلى اليوم - يتصور أن الزواج من امرأة جاهلة لا تعرف شيئاً، ضعيفة نفسياً، غضة الجسم، أمر يجلب السعادة الزوجية، ذلك أنها ستكون طوع اختيار الرجل.
وفي مقابل هذا التصور من قبل بعض الرجال يوجد من بين النساء من تفكر بهذا النحو، فتطمح للزواج من رجل ضعيف الشخصية يفتقد الإرادة ليكون مستسلماً لها ولإرادتها وذوقها، ما يوفّر لها حرية مطلقة في التصرف.

إن الدين لإسلامي الحنيف يرفض تماماً مثل هذا المنطق، ذلك أن الهدف من تشكيل الأسرة لا ينحصر في هذه الأطر الحيوانية من توفير الطعام وإشباع الحاجة الجنسية. ومن يتزوج من أجل هكذا أهداف فقط فلن يحظى من الدنيا إلا بالقليل؛ وحتى أولئك الذين يتزوجون من أجل المال أو الجمال عليهم أن يدركوا أن هذه المسائل مؤقتة، إذ سرعان ما يزول تأثيرها ينتهي مفعولها، وعندها لا يبقى سوى الشعور بالحرمان.
إن ما يمنح الحياة جمالها ويجعلها حلوة هو ذلك الجمال الباطني والمعنوي الذي يتجسّد بالخلق الكريم الذي يرافق الإنسان دائماً ويكسبه أبعاده الشخصية كإنسان له كرامته وأصالته.
إن ما يمنح الحياة شكلها ورونقها هو كمال الإنسان لا جماله الظاهري أو ثراؤه المادّي؛ ذلك أن عقل الإنسان وفطنته وتقواه وعفّته هي التي تبعث الحياة في الشخصية الإنسانية وبالتالي تعكسها في شكل الحياة البشرية وروحها.

إن التأثير الأخلاقي والأدبي الذي يتمتع به أحد الزوجين كجمال باطني يفوق أضعاف الجمال الظاهري الذي يمكن أن يتمتع به الآخر؛ ذلك أن الحب والمودة الزوجية إنما تنشأ بين روحين وبين قلبين يلتقيان في صعيد واحد، ولا يمكن في حال من الأحوال أن يولد حب حقيقي على أساس من المظاهر الماديّة الزائفة.
ولذا، فإن على الإنسان أن يبني شخصيته على أسس متينة من الأخلاق والقيم، فهي وحدها التي تتمتع بالبقاء والدوام، أما المظاهر المادية فهي إلى الزوال والفناء.
إنا قد لا نطيق البعض في رحلة قصيرة إذا كانوا لا يتفقون مع آرائنا وتوجهاتنا وأفكارنا، فكيف إذا كانت الرحلة هي رحلة العمر، وكان رفيق السفر شريك حياة.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع