مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

مشكلتي: والداي يقرّران حياتي.. لا أنــا!


ديما جمعة فوّاز


السلام عليكم. اسمي محمد وعمري 19 عاماً. مشكلتي أنّني وحيد في أسرتي وليس لدي أخ ولا أخت. ولدت بعد سنوات طويلة من زواج والدَيَّ. وفي الوقت الذي أنجبت فيه أمّي سبعة أبناء، كُتبت لي الحياة وحدي بعد أن توفوا جميعهم في عمر الأشهر.. لعلّ مَن حولي يحسدني على الدلال الذي أحظى به، ولكنّه يشعرني بالضعف والوهن!


والداي كبيران في السنّ، وعمرهما يتعدّى الستين عاماً. والدي متقاعد ويمضي وقته بين رفاقه في القهوة والمنزل، أمّا والدتي فقد أصبحت في الفترة الأخيرة مريضة ورهينة السرير. وبذلك فإنّهما يعتمدان عليّ في كلّ تفاصيل أمورهما. ورغم أنّني أبادلهما الحبّ الكبير ولكن أشعر أنّني لا أستطيع أن أُخطّط لمستقبلي بمعزل عنهما، فبعض رفاقي قرّروا السفر للتعلم في الخارج، وكم أحببت مرافقتهم للدراسة ولكنّني لم أجرؤ على طرح الفكرة على والدَيَّ كي لا يصابا بخيبة أمل!

إذا تأخّرت في السهر لا يخلدان إلى النوم، رغم تعبهما ينتظران عودتي.. أغلب مشاجراتهما هي حول مستقبلي وما ينبغي أن يؤمّناه لي... يقرّران كلّ شيء ويطلبان مني تنفيذه.. على سبيل المثال: قرّر أبي أن أدرس الصيدلة في جامعة خاصّة. ولأنّ أحواله الماديّة محدودة فإنّه أخذ قرضاً من البنك لأتمكّن من إكمال الدراسة؛ ما أثار حفيظة والدتي التي كانت تتمنّى أن أتخصّص في إدارة الأعمال. وقد اكتشفتُ منذ أيّام أنّ والدتي تبحث لي عن عروس وتريدني أن أسكن معهما في المنزل، وأنا لا أريد الزواج في هذا العمر المبكر! مشكلتي أن اعتمادهما عليَّ يتزايد مع الأيام، أضف ذلك إلى رغبتهما في قضاء الوقت معي وأن نتناول وجبات الطعام سوياً ونمضي عطلة نهاية الأسبوع في القرية بينما أنا أرغب في الاستقلال عنهما وأن أعيش عمري وأسهر مع الرفاق وأسافر وأشتري منزلي الخاصّ... فماذا أفعل؟

الصديق محمد، شكراً لثقتك، ونتمنّى أن نتمكّن من مساعدتك.

بدايةً، لا شكّ في أنّ الحبّ الذي يكنّه لك والداك لا يمكن تخيّله ولن تتمكّن يوماً من أن تبادلهما بعضه. وهو يحمّلك مسؤوليّات جسيمة على الصعيدَين النفسي والعمليّ. ولذلك سنقدّم لك مجموعة خطوات تساعدك على الشعور بالاستقلاليّة دون أن تؤذي مشاعرهما:

1- حاول أن تقسّم وقتك بين هواياتك وبين والديك، فتخصّص يوماً في الأسبوع للسهر برفقتهما، وآخر لتسهر في المنزل برفقة أصحابك، ويوماً لتسهر في الخارج... وهكذا.

2- خصّص وجبة طعام يوميّة معهما وألزِم نفسك دائماً بها.

3- شاركهما اهتماماتك رغم أنّنا نتفهّم فارق العمر بينكم، ولكن من الجميل أن تخبرهما بما تحبّ وتتمنّى لتعرف والدتك مثلاً أنّك لا تريد الارتباط قريباً.

4- لا تتعامل مع واقعك بأسلوب دراميّ، ولا تنظر إلى والديك على أنّهما عالة عليك؛ فالتوفيق الذي تناله اليوم هو بفضل دعائهما لك. وتذكّر دوماً أنّك وحدك القادر على رسم تلك الابتسامة على شفتيهما وفي المقابل تلك البسمة هي سرّ نجاحك.

5- ليس المطلوب منك أن تهجر أحلامك وأن لا تخطّط لمستقبلك، لكنّنا نؤكّد لك أنّ وجودهما في حياتك إضافة فريدة لك، ويجب أن تبقيهما في حساباتك كي يبارك لك الله في رزقك وعمرك.

6- مارس استقلاليتك برويّة. بإمكانك توضيح عدم رغبتك في الارتباط مع توضيح المبرّرات، ولا تحاول مناقشتهما بشكل مستفز أو متعب لهما؛ لأنهما يرغبان في إسعادك ليس إلّا.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع