أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

ثريّاك لا الشِعرى(*)

الشيخ فادي سعد

ثرياك لا الشعرى ولا فرقد العلى

نضت داجيّ الآفاق مذ عصف البلا

تضاهي بدور الحالكات بأسفعٍ

بهاءً، وهالات البدور تجملا

إلى عاملَ الطود الذي ظل شامخاً

صبت أنفس تبني من المجد معقلا

وقد عزمت أن لا تؤوب ذليلة

وإن كان جيش العرب أب مذللا

إذا ما أصابت غرة المجد حربها

ليظفر فيها فارس غال جحفلا

تروم بها خلد العدالة آخراً

وتنهي بها عصر الظلامة أولا

على أنها الأيام صرن بواكياً

من الذل، والحرُّ الأبيُّ مكبلا

ولكن أسود لا تهز بوقعة

علت بشموخ رائدٍ كلّ من علا

بأثقل من رضوى وسيناء وطأة

أشد وما كانت لتعدل معدلا

تهد قلاع الجحد عقبى حصونها

إذا ما غدا قلب المدافن منزلا

فما كل من رام الخلود بخالد

إذا لم يجرد في المعارك فيصلا

وليس هماماً من يُخيل نائياً

إذا ما امتطى فيها أغرّ محجلا

إلى رحم الهيجاء حيث تجمعوا

وقد عقدوا تحت الأسنة محفلا

هم الفتية الأبرار أهل خطوبها

أبوا أن يروا باب الكرامة مقفلا

فما أنزلت بالساح إلا مدججاً

وما بلغوا الغايات إلا بأعزلا

أبا ياسر أجريت في أرض عامل

لنا كوثراً من فيض روحك سلسلا

أرادوا بأن تُنهى مُذالاً فخُيِّبوا

وظَلتَ بمنظوم السناء مكللا

فبتّ لأمجاد الأماجد مؤثلاً

وعدت لثورات التحرر مشعلا

غدت فيك أحلام السراة وقائعاً

بصرح الذي حجت إليه وما خلا

سموت ولم تخشَ الصعاب مدللاً

حيارى سهام إن تصب منك مقتلا

فلن يسقط النسر الحلق عالياً

أن اسْودَّ رحْبُ الراسيات أو انجلى

ولن تحجب الدارات ديمة غائم

وإن أمطرت فوق الهضاب دماً غلا

ليخضوضر السهل الذي ظل بلقعاً

وينعم بالزرع الذي كان مُسهلا

وقد سقيت دمع الثكالى مروجه

على أنها بالدمع ترجع أثقلا

سطا الليث كراراً عليهم منازلاً

وهب هبوب العصف ثم تهللا

يجندل أركاناً من اللد مقبلاً

ولست ترى فيهم على الوقع مقبلا

فعاد الأُلى جاؤوا لذلةٍ أنفسٍ

وقد جلببت بالذل في خيبر الأُلى

وقد أجّجوا للحرب ناراً فأُحرقوا

وخلت لها الأبطال نحراً وكلكلا

رموا حارقاً منها فأصبح بارداً

ولجّوا بأعلاها فأصبح أسفلا

وما شمخوا إلا برافد يعرب

بأقصر ما نبغي الجناة وأطولا

وما ضربوا إلا وكان ملوكها

لهم سيفها في الغدر حين تحولا

ولو صدقوا فيما ادعوا لوجدتهم

يولون أدباراً إذا رمت أهولا

ستفنى ملوك من جزاء فعالها

إذا أكلت شهداً لتطعم حنظلا

ويسقط تيجان السلاطين بزغها

لترجع للأملاق تقصد مرملا

أبا ياسر ما الموت إلا شريعة

لنا فيه نهجٌ بالفداء تمثلا

وليس امرؤ في الناس ظل مؤملاً

بما زينت دنياه إلا مغفلا

لئن غادر الجسم الطهور فناءها

وطافت له الآلاف ترفع محملا

ستبقى له الآلاء تصبح حرة

وتنتفض الآلام من سدم الملا

بفيحاء سهب الخلد تحت ظلاله

لها الروض أضحى كعبة وتجللا

وظل نجيع الجرح من كربلا له

سيول من لأحشاء أنبتت الكلا

دعاك إليه الخلد والجهد والإبا

وما قلتَ قولاً فيه إلا لتفْعلا

هي الروح لمّا أشرقت وتوسطت

سما عامل تجلي من الليل اليلا

بدا وجهك الوضَّاء مصدر نورها

وكم كوكب فيه أطال التأملا

تمد يداً للَّه تحمل صيقلاً

وبالصيقل البتّار ترتفع العلى

قضى اللَّه أن تبقى ويفنى العدى بها

وحاشا لحكم اللَّه أنم يتبدلا


(*) القصيدة حائزة على جائزة المؤتمر الشعري الذي عقد عام 1992 لاختيار أفضل قصيدة في رثاء سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي رضي الله عنه.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع