الناشر والمؤلف: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية يقع في 64 صفحة من القطع الوسط مشتملاً على مقدمة وخمسة فصول.

هذا المؤلَّف هو باكورة سلسلة من المؤلفات تنسج على نمطه ونسقه، معتمداً أسلوباً في اللغة والتحليل ما هو قريب من فهم المتوسط من الناس لتكون فائدته في متناول أكبر شريحة من القراء، وإذ يدخل في تلمس علاقة ونظرة الإمام الخميني قدس سره إلى العلماء وحركتهم ودورهم بلا تكلف وبشكل مباشر دون مقدمات معقدة فهو يضي‏ء على جانب أساس في فكر وحركة وشخصية الإمام الخميني قدس سره وهو الجانب العلمائي، الذي شكل الإمام قدس سره في شخصيته وحركته علامة فارقة ومضيئة في تاريخ الحوزة والإمام رائد من الرواد وعلم من أعلام الحوزة المعاصرين. ويشكل العلماء في خطاب وفكر وحركة الإمام قدس سره مساحة أساس من جملة مساحات همه وعمله ولذا من خلال مطالعة نصوص الإمام الواردة في المؤلف ترى الإمام في كل حركته يوجه عيناً باتجاه الحدث ويبقي أخرى على الحوزة.

فالمؤلَّف له هذه الأهمية لمكانة الموضوع وحساسيته. وإذ يعرض المؤلف للموضوع وهو مكانة العلماء في فكر الإمام الخميني‏قدس سره فانه يبدأ بفصل يحمل نفس العنوان ثم يعرض فصلاً حول ما قدمه العلماء عبر التاريخ من نتاج علمي وجهادي وما يتعلق بالتبليغ والهداية وطبعاً كل ذلك على ضوء نصوص من خطابات الإمام قدس سره. ثم يدخل الكتاب في فصل ثالث حول استهداف العلماء وأساليب ذلك من خلال محاولات اختراق الحوزة بالمندسين وإغراق الدين وتشويه صورة العلماء. ليدخل بعدها في الإجابة على دائرة الاستفهام من خلال بيان نظرة الإمام قدس سره لموضوع التفرغ للدراسة والاختلاف بين العلماء ومحذراً من الظواهر المستجدة وعارضاً لطريقة الدراسة والبحث في الحوزات. ولا ينسى في النهاية أن يعرض لتكليف الأمة تجاه العلماء والتحذير من التخلي عنهم، ليختم أخيراً بالتأكيد على بقاء العلماء مستنتجاً أن ذلك بعناية وألطاف إلهية.

وأخيراً المؤلف محاولة جريئة لتقديم فكر الإمام الخميني قدس سره على عظمته بأسلوب السهل الممتنع دون إثقاله بالمقدمات والتحاليل المعقدة. قيمته أنه يتناول موضوعاً حساساً في فكر الإمام الخميني قدس سره بخطى المتبني الواثق.