أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مسؤولية المستضعفين في مواجهة المستكبرين

الشيخ محمد تقي رهبر


﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . آل عمران/146-148.

تبيّن الآيات الآنفة حال الأصحاب الخاصين والمضحين للأنبياء، هؤلاء الذين كانوا يجاهدون في سبيل تقوية الرسالة، ويتحملون ضربات الأعداء والمصائب والمشقات، ويتسابقون إلى الشهادة، دون أن تضعف عزائمهم أو يشعروا بالضعف والهوان حتى في أسوأ الحالات، ويطلبون من اللّه أن يثبت أقدامهم ويلهمهم المقاومة أمام الأعداء. حتى إذا كان نبيهم يستشهد ويقتل جميع أصحابه، فأنهم كانوا لا يتفرقون بل يحرسون معاقل المقاومة دون أن يشعروا بأدنى ضعف أمام العدو. لقد كانوا خاضعين لربهم إلى درجة أنهم يطلبون منه جلّ‏َ شأنه أن يغفر لهم ذنوبهم وهم الذين كانت لهم أسمى الدرجات. وبالنتيجة فان اللّه سبحانه وتعالى يمنحهم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة. أما ثواب الدنيا الذي يتحدث عنه القرآن الكريم، فيتمثل بالفتح والنصر والعزة والغنيمة، فيما يتمثل ثواب الآخرة بالجنة. لقد ورد في "مجمع البيان" عن أبي جعفر عليه السلام في تفسير الآية المذكورة أن معركة "أحد" هي من مصاديق تلك الآية، إذ أن العدو كان قد أشاع بأن النبي صلى الله عليه وآله قد قتل، وقتل معه عدة من أصحابه.

لذلك تدعو الآية المسلمين إلى عدم الشعور بالضعف حتى وان قتل النبي وأصحابه. ذلك أن الشعور بالضعف أمام العدو إنما يقوي العدو، ويجعله بالتالي يضعف ما تبقى من القوى، ويلحق هزيمة بالمسلمين. وعندها لا يبقى أثر للرسالة ولا لأتباعها. وخلاصة القول: إن الإنسان المسلم يجب أن لا يشعر بالضعف مقابل عدوه، حتى وإن كان في أسوأ الأحوال والأوضاع. يقول الإمام عليه السلام في وصف أحد أصحابه: "كان لي في فيما مضى أخ في اللّه، كان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه... وكان ضعيفاً مستضعفاً، فإن جاء الجد فهو ليث عادٍ وصِلّ‏ُ وادٍ" الكلمة/281 نهج البلاغة.

يقول مفسرو نهج البلاغة: إن الشخص الذي اعتبره الإمام علي عليه السلام أخاً له في اللّه، "عثمان بن مظعون" أو أبو ذر الغفاري. إننا نعرف هذين الصحابيّين الكبيرين، كما قرأنا وسمعنا الكثير عن أبي ذر وكفاحه ومقاومته وصراحته وجهاده، وبالتالي نفيه على يد حكام عصره. لقد كان مستضعفاً، لكن لم يكن ضعيفاً، ولم يقبل بالاستضعاف، بل كان ينتمي إلى فئة المستضعفين والمحرومين. فمنذ اليوم الأول الذي جاء فيه إلى الرسول صلى الله عليه وآله بعباءة بالية والى اليوم الذي مات فيه من الجوع في صحراء "الربذة" لم يتطفل على المستكبرين، ولم يقبل الرشوة منهم، وكان على الدوام ينتقد التحريف والمظالم وخاصة في ظل الحكومة الأموية في الشام. نعم؛ هذا هو معنى الاستضعاف، وإلاّ فان عقله ودرايته وعلمه وإيمانه وزهده وتقواه، كل هذه الأمور قد شهد عليها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. فمتى ما كان يتطلب الدفاع عن الحق كان يصبح ليثاً هصوراً، ومتى ما كان يتطلب أن يتصدى للباطل، فانه كان سيفاً بتاراً، وبالتالي فانه والى لحظة وفاته لم يستسلم للمتجبرين. ولو اقتفى بقية المستضعفين أثره، لما كان هناك اليوم أي أثر للمستكبرين، ولكان مصطلح "الاستكبار" قد حذف من قاموس المجتمع. وهذا ما يؤكد عليه القرآن.

* الجهاد في سبيل المستضعفين فريضة
والآن لنتأمل بعض الآيات التي تعتبر الجهاد في سبيل المستضعفين فريضة مهمة، وتنتقد التقاعس عن هذا الأمر: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا النساء/75.

هذه الآية تتضمن الملاحظات التالية:
ألو كان المستضعفون مثل الأطفال والنساء والرجال الضعفاء غير قادرين على تشكيل جبهة أمام المستكبرين بغية التصدي لمظالمهم، فعلى بقية المسلمين أن يسارعوا لنجدتهم، ويجاهدوا ضد المعتدين من أجل دفع الظلم والاعتداء. أما التقاعس عن هذه الوظيفة فتترتب عليه عقوبات إلهية. بأن الجهاد في سبيل المستضعفين، معطوف على الجهاد في سبيل اللّه، وهذا الأمر بحد ذاته يحظى بأهمية خاصة. نعم؛ إن الجهاد في سبيل المستضعفين هو استمرار للجهاد في سبيل اللّه، ذلك أن اللّه سبحانه وتعالى لمّا كان غير محتاج لعباده، ولما كان الدين والرسالة والإمامة والأحكام والقرآن الكريم وغيرها من الأمور الأخرى قد جاءت لتحرير البشر وإنقاذهم، لذلك فإن الذين ينتفضون لتحرير الإنسان من مخالب المستكبرين، إنما ينتفضون في الواقع من أجل اللّه تعالى، وإن جهادهم هو في سبيل اللّه. إن الجهاد في سبيل المستضعفين ليس له أية شروط، ولا يعرف للعنصر والقبيلة والحدود الجغرافية معنى، لذلك يجب على المسلمين أينما كانوا أن يثوروا لإنقاذ المستضعفين، ويواصلوا كفاحهم حتى تحرير هؤلاء، حتى وان لزم أن يذهبوا من مدينة إلى أخرى ومن بلد الى اخر. وفي الحقيقة إن هؤلاء هم أولياء اللّه الذين يستجيبون لاستغاثة المستضعفين. والخلاصة: أنه ما دام هناك في العالم مستكبر يستضعف الآخرين، فإن الجهاد يعتبر وظيفة شرعية، ولا يجوز إلقاء السلاح والتخلي عن الجهاد.

* مواجهة الاستضعاف‏
نورد هنا جانباً من الحديث التوجيهي للإمام علي عليه السلام الذي كان عدواً لدوداً للاستكبار، وعونا للمستضعفين، إذ يبيِّن عليه السلام في خطبته القاصعة مسؤولية المستضعفين في قبال المستكبرين، فيقول: ".. ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم! الذين تكبروا عن حسبهم، وترفعوا فوق نسبهم، وألقوا الهجينة على ربّهم، وجاحدوا اللّه على ما صنع بهم، مكابرة لقضائه، ومغالبة لآلائه، فإنهم قواعد أساس العصبية، ودعائم أركان الفتنة، وسيوف اعتزاء الجاهلية. فاتقوا اللّه ولا تكونوا لنعمه عليكم أضداداً، ولا لفضله عندكم حسّاداً. ولا تطيعوا الأدعياء الذين شربتم بصفوكم كدرهم وخلطتم بصحتكم مرضهم، وأدخلتم في حقكم باطلهم، وهو أساس الفسوق، وأحلاس العقوق. اتخذهم إبليس مطايا ضلال، وجنداً بهم يصول على الناس، وتراجمة ينطق على ألسنتهم، استراقا لعقولكم، ودخولاً في عيونكم، ونفساً في أسماعكم فجعلكم مرمى نبله، وموطى‏ء قدمه، ومأخذ يده...". وفي الواقع إنه لا يمكن تجسيد صورة المستكبرين بالشكل الرائع الذي جسّده الإمام عليه السلام في الخطبة المذكورة، حتى أنه بيّن وظيفة المستضعفين في قبال المستكبرين بشكل لا يحتاج إلى شرح.

* نهاية الاستضعاف والمستضعفين‏
إستناداً إلى القوانين المنطقية القائمة في عالم الخلقة، والتي يؤكد عليها القرآن الكريم، فإن نهاية المستكبرين المستضعِفين ليست إلاّ الفشل والفناء والاضمحلال، في حين أن المستضعَفين لهم مستقبل مشرق في تاريخ حياة البشر.
والقرآن الكريم يشبه الباطل بالفقاعات التي تطفو فوق سطح الماء والتي سرعان ما تزول وتختفي مثل السراب، فيما يشبه الحق بالماء الذي هو مادة الحياة، أو بالذهب المذاب الذي مهما غيّر شكله فانه يبقى ذهباً. ولما كان نافعاً فانه يبقى ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ الرعد/17. هذا هو التشبيه الكلي للحق والباطل. أما بالنسبة للمستكبرين والمستضعفين فهناك آيات صريحة نورد اثنتين منها: ﴿فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ الأعراف/136-137. هاتان الآيتان والآيات التي تسبقهما وتليهما تبيّن ماضي الفراعنة وبني إسرائيل الذين يرى فيهم القرآن نموذجاً للاستكبار والاستضعاف على الترتيب، كما اتضح لنا ذلك خلال البحوث السابقة. إذ أن اللّه جلّ‏َ شأنه أغرق فرعون وأعوانه في قعر البحر، ثم ألقى بجسد فرعون على الساحل كوثيقة لجرائم المستكبرين وإدانتهم، ليكون عبرة للأجيال القادمة وبقية المستكبرين، ولكن يبدو أن المستكبرين هم أكثر حمقاً من أن يأخذوا العبر من تلك التجارب والدروس. وبديهي أن فرعون لم يكن المستكبر الوحيد الذي بقي جسده معلقاً على أعواد المشنقة بعد إعدامه، إذ أننا وفي كل يوم نشاهد هذا العقاب الإلهي في تاريخ البشر. ولكن على حد قول الإمام علي عليه السلام: "ما أكثر العبر وأقل الاعتبار" نهج البلاغة الحكمة/297.

أما بالنسبة لنهاية مستضعفي بني إسرائيل، فان اللّه سبحانه وتعالى أنقذ هؤلاء القوم، وحررهم من دسائس فرعون، وفوّض إليهم السلطة على أرض مصر، لكنهم لم يكونوا كفوئين لحراسة هذا الميراث والمحافظة عليه وذلك أن انفتاحهم على عبادة الأوثان والسامري، ومعاداتهم السافرة للحق والحقيقة، وخاصة معاداتهم للإسلام ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله، أمور غير خافية على التاريخ وإن القرآن الكريم يشير إليها دائماً. فعلى سبيل المثال نرى إحدى الآيات القرآنية تخاطب المسلمين الذين أصبحوا ورثة الأرض بقولها: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ يونس/13-14.

لقد لاحظنا كيف أن ورثة الأرض هؤلاء قد ساروا تدريجياً وبمرور الزمان في نفس الطريق الذي سار فيه فرعون، وكنموذج على ذلك هو الوضع الراهن للإسرائيليين الصهاينة والمعتدين. فرغم أن هؤلاء المعتدين الغاصبين والظالمين لا تربطهم أدنى رابطة بموسى كليم اللّه، لكنهم يستغلون اسم موسى عليه السلام، في الوقت الذي تمتلئ‏ فيه كياناتهم بآلاف الفراعنة والهامانيين والبلاعمة الباعوريين. وهناك آيات أخرى تجسّد المصير الذي سيؤول إليه المستكبرون والمستضعفون منها:﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ القصص/4-6. ورغم أن الآيات الآنفة نزلت بخصوص فرعون وهامان، وموسى عليه السلام وال يعقوب، غير أن الآية الثانية تبيّن أصلاً كلياً ومهماً قائماً في تاريخ الاستضعاف والمستضعفين، ألا وهو:

أولاً: إن جملة "ونريد أن نمنّ" هي صيغة للمضارع، وتعني استمرار الفعل. وعلى هذا فإن مفاد هذه الجملة هو: أن إرادة اللّه التاريخية والقائمة تبتني على أن يشمل المستضعفين برحمته وعنايته ويورثهم الأرض.

ثانياً: "إن الذين استضعفوا في الأرض" ليسوا فقط آل يعقوب الذين كانوا مستضعفين في مرحلة ما من التاريخ، حيث أن الاستضعاف لا يقتصر عليهم وحدهم.

ثالثاً: إن جملة "ونجعلهم أئمة" لا تقتصر فقط على آل يعقوب عليهم السلام.

لذلك فبالأخذ بنظر الاعتبار الانحرافات والنقائص التي كانت مشهودة في بني إسرائيل، وما أبدوه من ذلة وهوان ومسكنة، وعلى حد قول القرآن الكريم: ﴿... وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ البقرة/61. نعم، بهذا النهج والموقف العدائي الذي اتخذه اليهود وبنو إسرائيل ضد اللّه والرسل، لم يكونوا كفوئين لقيادة البشر، ولذا يجب أن نستنبط من هذه الآية مفهوماً ومصداقاً آخر بالضبط مثلما ورد في التفاسير والأحاديث. يستنبط من الروايات المتعددة في تفسير هذه الآية أن المستضعفين الذين سيقودون الأمم، هم من أصلح أفراد الأمة الإسلامية ومن أبناء خاتم النبيين صلى الله عليه وآله. ذلك أنه بالأخذ بنظر الاعتبار خاتمية رسالة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وعالمية هذه الرسالة الإلهية الجامعة والمتعالية، وما ورد في بعض الآيات القرآنية من أن الإسلام سيشمل العالم كله، وتأكيد الدلائل العقلية والنقلية على أن الدين الأفضل يجب أن يبقى ويجب أن يرث الصالحون الأرض، فلن يبقى هناك أدنى شك في أنّ تلك العدة من المستضعفين التي تحمل على عاتقها مسؤولية إمامة البشرية، ليست سوى النخبة من هذه الأمة التي تتبع هذا الدين.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع