أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أول الكلام‏: الزواج نصف الدين‏

الشيخ أحمد وهبي


الزواج نصف الدين، ومن تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتقِ اللَّه في النصف الآخر كما جاء في الأحاديث الشريفة عن النبي وأهل بيته صلوات اللَّه عليهم. هذا التوصيف في الأحاديث للزواج يطرح أسئلة منها: كيف يحرز المرء نصف دينه بالزواج، وأي نصف هو؟ يمكن أن يكون النصف المقصود في الأحاديث هو النصف الشخصي حيث أن الدين ينقسم إلى نحوين من العلاقة:

1- العلاقة مع اللَّه أي الجانب الشخصي، الذي يختص بالشخص فيما بينه وبين اللَّه تعالى.
2- العلاقة مع المجتمع، التي تعني التعامل مع أفراد المجتمع الآخرين الذين يشاركونه في المحيط الذي يعيش فيه.

فبالزواج يكون الإنسان قد حقق بعض التحصين الشخصي حيث أنه قد سد جانباً من الجوانب التي يمكن للإنسان أن يميل من ناحيتها نحو المعصية، فجعل شهوته في حرزٍ فحفظ بعض دينه، ولكن يبقى هناك جانب آخر وهو العلاقة مع الآخرين ومع المجتمع الذي يبقى بحاجةٍ إلى أن يتقي اللَّه فيه. وبالزواج يكون قد خطا أول خطوةٍ في الدخول بشكل فعال في الحياة الاجتماعية، وفي ركن مهم من أركانها وهو الحياة الزوجية وبناء الأسرة. يبقى أن الكيفية الجامعة للسير في طريق التقوى في الحياة الاجتماعية التي منها الحياة الزوجية هي الرحمة التي يصف اللَّه سبحانه بها أفراد المجتمع الإسلامي في علاقتهم مع بعضهم البعض، ويعتبرها شرطاً أساسياً في كمال الحياة الزوجية، والدافع لهذه الرحمة هو بناء العلاقة على أساس الحب. يقول تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ويقول سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً. الحب هو دافع كبير للرحمة، الحب يدفع للتضحية والإيثار وتقديم رضى المحب، وقبول الأذى في سبيله، وهذا المعنى يزيد عن معنى المساواة والعدل؛ سواءً في العلاقة الزوجية أو الاجتماعية.

الإنسان قد يعطي من أعطاه، ولكن أن يعطي من حرمه وبدافع الحب فهو أمرٌ أعلى وأعظم من الشكر وأسمى، وهو روح العلاقة التي يريدها اللَّه عزَّ وجلَّ بين البشر وبالأخص المؤمنين به. ولكن كيف يمكن أن يوجد الحب؟ هل نجده من خلال أمرٍ آني زائل، كالجمال والمال والقوة التي قد تزول بعد مرور زمن قليل من عمر الحياة الزوجية؟ هذا الحب لا يبقى ولا يدوم ولا يستمر، لأن أساسه زائل وغير مستمر، أما إذا كان الحب منطلقاً من خلال الروح ومحاسنها التي أساسها الإيمان والأخلاق، فإن هذا الحب لا يزول ويبقى، لأن الإنسان عادةً يزداد إيمانه بمرور الزمن، ومعه يزداد الحب وتزداد الرحمة وتزداد لذَّة وجمال العلاقة الإنسانية الاجتماعية والزوجية ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى .

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع