أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أدب ولغة

عباس فتوني‏

* الروي والوزن الشعري بين الاتحاد والتضاد
في غمرة الحديث عن الشعر بين القديم والحديث، ينبري البعض ليقترح التحرر من قيود الوزن الواحد والروي الواحد في القصيدة الواحدة. وفي الوقوف على هذا الاقتراح، نؤكد ما لا يذكره امرؤ البتة، أن لاتحاد الوزن والقافية في القصيدة وضده تأثيراً ملموساً في النفس، من جهة الاستحسان والاستقباح. ثم إن صاحب هذا الاقتراح نظير من يقترح على من اعتزم أن يبني بيتاً، أن يجعل خشب السطح، بعضه دقيقاً، وبعضه غليظاً، وأن يجعل النوافذ والأبواب، بعضها طويلاً، وبعضها قصيراً، وبعضها ضيقاً، وبعضها واسعاً، بحيث لا يكون واحد منها مشابهاً للآخر، فهل نرى أن هذا البيت يوافق الذوق السليم، والرأي الحكيم؟! نعم أحدث المتأخرون في الشعر أنواعاً أسموها "الموشح"، وكان أهل الأندلس أول من اخترعها، بيد أنها لم تخرج عن الاتحاد في الروي والقافية، لذا زادته رونقاً وجمالاً.

وقد أبدع في هذا المعنى الأديب الفاضل والشاعر البارع، الشيخ سليمان ظاهر العاملي النباطي، وهو من ذرية الشهيد الثاني، وأحد أفذاذ العصر الحديث؛ مندداً بمن يذم طريقة الشعر القديمة ويدعو إلى غيرها، ومنوهاً بفضل اللغة العربية في قصيدة فريدة، قال فيها:

مَنْهَجاً في القريضِ غَيْرَ سَدِيدِ

ضَلَّ قَوْمٌ يَرَونْ نَهْجَ الأَوالِي‏

خالِدٍ بالتَّنْقيصِ والتَّفْنِيدِ

فَرَمَوْا ما أَبقَوْا لَهُمْ مِنْ تُراثٍ‏


وللأديب اللبناني الكبير، والمؤرخ الشهير، الأمير شكيب أرسلان، كلمة فند فيها رأي من يعيب استعمال طريقة العرب القدماء للشعر في هذا العصر، خاطب فيها بعض الشعراء العامليين بقوله: "... ولا يغرنك ما تقرأه من الإزراء بهذا القريض، على أنه طريقة ماضية، وخطة عافية، ونزعة لا تليق بهذا العصر، عصر البخار والكهرباء والطيارات المحلقة في السماء، وغير ذلك مما يسمونه "بالحياة"، فالشعر ليس بكيمياء ولا بميكانيكيات، وهو أبعد الأشياء عن هذه الأشياء والشعر كلما قرب من الطبيعة، ونأى عن الصناعة، كان شعراً، وراق طبعاً؛ والشعر ليس فيه عصري وغير عصري، بل فيه عالٍ وسافلٌ، وصاعدٌ ونازلٌ، وكلَّما جاش به الصدر عن روح اللغة التي ينظم فيها، وأشبه ديباجتها، وانطبع على مناحيها، كان المثل الأعلى الذي تتجه إليه الرغائب، والغرض الأقصى الذي تضرب إليه آباط النجائب. وظاهرٌ أنه لا "دانتي" ولا "شكسبير" ولا "غوتة" ولا "راسين" ولا من قبلهم "فيرجيل" ولا "هومير" كانوا شعراء عصريين، ولا أدركوا هذا العصر، ولا نطقوا بلغته، ولا عرفوا شيئاً من اختراعاته وهم مع ذلكم لا يزالون في العالم الغربي المقتدى بهم، آلهة الشعر المعبودة، وأقيسة الفصاحة البعيدة". وفي نهاية المطاف، إنني أدعو إلى تشجيع كل الأقلام التي تكتب ما هو جيد ونافعٌ، لأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، والكلمة الجيدة تثيره من مدفنه كنزاً. أما إذا ما ذهبت الكلمة جفاءً زبداً، فلا قيمة لها، سواء أكانت شعراً يستند على العمود نفسه الذي استقام عليه ديوان العرب، أم تحررت مرسلة على غير وزن وقافية.

* أخطاء شائعة

لا تَقُلْ‏ قُلْ‏
إيَّاكُم والفِرْقَةَ إِيَّاكُمْ والفُرْقَةَ
الصَّلاةُ هوِيَّةُ المُؤْمِن‏ الصَّلاةُ هُوِيَّةُ المُؤْمِن‏
شَهْرُ حُزَيْران‏ شَهْرُ حَزِيران‏
شَهْرُ رَبيع الثَّاني‏ شَهْرُ رَبيع الآخِر
إِيَّاكَ والحُجامَةَ على الرِّيق‏ إِيَّاكَ والحِجامَةَ على الرِّيق‏


* توضيح‏

لأنَّ "الفُرقة" بضمِّ الفاء، تعني: الافتراق. أمَّا "الفرقة" بكسر الفاء، فإنها تعني: الطائفة من الناس؛ أو عدداً من ألوية الجيش. لأن "الهُوية" بضمِّ الهاء، تعني: الحقيقة المطلقة في الأشياء والأحياء المشتملة على الحقائق والصفات الجوهرية، وهي منسوبةٌ إلى هو. أمَّا "الهوية" بفتح الهاء، فإنَّها تعني: البئر البعيدة القعر، ج هوايا. "حزيران" بفتح الحاء: هو الشهر السادس من السنة الشمسية؛ أيامه ثلاثون. "ربيع الآخر": هو الشهر الرابع من السنة الهجرية. "الحجامة" بكسر الحاء: هي حرفة الحجَّام؛ والحجَّام: هو من يداوي بالمحجمة؛ والمحجمة: هي آلة كالكأس توضع على جسم المريض فتجذب الدم، والجمع محاجم.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع