أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

فنون‏: زخرفة إسلامية في كنيسة صقلية

عبد الحليم حمود


يظن البعض أن فن التصوير هو طارئ‏ على الحضارة العربية الإسلامية في مقابل التركيز على دور الشعر فقط في هذا التاريخ. مع ظهور الإسلام برسالته الخالدة "القرآن الكريم" بدأ الاهتمام شيئاً فشيئاً بالحرف، ثم بتطوير شكله مع خطاطين كبار لكتابة القرآن في أحسن شكل، ثم كانت الزخرفة لتزيين صفحاته ومن بعدها انتقلت هذه الزخرفة إلى جدران المساجد والقصور والحلي والسيوف والدروع..

بداية الرسم في التاريخ العربي الإسلامي كانت بالطبع هجيناً ناتجاً عن تأثيرات هلسنتية وساسانية ورومانية وهي التأثيرات ذاتها التي أثَّرت على الفن المسيحي. في العصر العباسي راح الفن الإسلامي يكتسب هويته الخاصة ويحقق حضوراً عالمياً لدرجة أن كنيسة "باليرمو" في صقلية احتوت على زخرفات عباسية نفذها حرفيون وصُنّاع عباسيّون في زمن كانت الحروب والخلافات العقائدية والسياسية على أشدها بين الشرق والغرب. ومن القرن الحادي عشر اكتُشف انجيل أرمني يحمل زخرفة ومنمنمات متأثرة بالفن العباسي، والأمثلة لا تنتهي فالفن الإسلامي كان ولا يزال ملهماً لكثير من الفنانين الغربيين ك"ديلاكروا" و"كندنسكي" و"ماتيس"...

* يعقوب صنوع‏ مؤسس الكاريكاتور العربي
البداية كانت في 1877-3-21 عندما قام يعقوب بن صنوع بإصدار جريدة ساخرة في القاهرة باسم "أبو نضارة زرقاء" بتحريض من المفكر جمال الدين الأفغاني فهو الذي حثَّه على اصدار الصحيفة، وهي الأولى من نوعها في الشرق لناحية مضمونها الهزلي الكاريكاتوري. وحول التسمية يروي صنوع أنه وبعد اجتماع طويل مع الأفغاني ومحمد عبده لم يوفقوا إلى اختيار اسم للصحيفة، ولكن عند خروجه أحاط به "المكارية" الذين هم أصحاب الحمير وكان كل واحد منهم يريد أن يختار صنوع حماره ليستأجره، فكان ينادي عليه ويقول: "هو ده يا بو نضارة" فأعجبه النداء واعتمده، لقد صبّت "أبو نضارة" سهامها على السلطة البريطانية والخديوي توفيق ونوبار باشا، مما أدى إلى ايقافها وهجرة صنوع منفياً على الأرجح، ومن فرنسا أصدر عدة صحف وهُرِّبت سراً إلى مصر. لم يكن صنوع فناناً كبيراً ولا رسومه في غاية الروعة لكن يُسجل له أنه فتح البوابة لهذا الفن ليطل ويأخذ دوره فيما بعد، ويحقق الشعبية الكبيرة مع أسماء كصلاح شاهين ومصطفى حسين وناجي العلي ومحمود كميل وبيار صادق ومحمد الزواوي...

* "غيرنيكا": انفجار اللون‏
"غيرنيكا" جدارية بيكاسو التي تعد من أهم نتاجات الفن الحديث وهي واحدة من أروع الأعمال في تاريخ الفن قاطبة. لهذه اللوحة قصة مجبولة بالدم، "فغيرنيكا" هي قرية إسبانية قصفها الألمان بالطائرات إبَّان احتدام الحرب الأهلية بين الجمهوريين والفاشيين أنصار "فرانكو" وهم الذين استعانوا بهذه الطائرات التي ضربت أثناء انعقاد السوق والشوارع مليئة بصغار الباعة والعمال والفلاحين وبالآلاف من أبناء القرية الأبرياء. كان ذلك في كانون الثاني من العام 1937 وفي هذا العام دعت الحكومة الشرعية الجمهورية، الفنان الإسباني المقيم في فرنسا "بابلو بيكاسو" لكي يسهم في تحقيق لوحة ضخمة تستخدم لاحقاً في تزيين الجناح الإسباني في المعرض الدولي في باريس ثم نُقلت إلى نيويورك حيث بقيت أربعين عاماً، لتعود بعد ذلك إلى إسبانيا وتُعلَّق إلى الأبد في متحف "برادو". في أسابيع ثلاثة أنجز بيكاسو اللوحة التي كانت في غاية البساطة: أسود، أبيض، رمادي وبعض الأصفر يبلغ عرض "غيرنيكا" 7,7 أمتار وارتفاعها ثلاثة أمتار ونصف، لم يستنسخ بيكاسو الحرب، لم يستجدِ الدم، لم ينتهج الخطابة بل عرف كيف يفرغ شحنة الغضب ورقي الفن على الخامة البيضاء لتولد لوحة شديدة الالتزام والعبقرية في آن.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع