أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

إعرف عدوّك‏: أسطورة الهولوكوست والتعاون النازي اليهودي‏



أديب كريّم‏


* "الهولوكوست" لغوياً
الهولوكوست أو ألـ(Holocaust) كلمة يونانية وتعني الذبيحة التي تُحرق تعبداً لله. وتترجم إلى العبرية بكلمة "شواة"، وإلى العربية بكلمة "المحرقة". وهي في الأصل مصطلح ديني يهودي يشير إلى القربان الذي يضحّى به للرب، فلا يشوى فقط، بل يُحرق حرقاً كاملاً غير منقوص على المذبح... والهولوكوست يُعد من أكثر الطقوس قداسة، وكان يُقدَّم تكفيراً عن جريمة الكبرياء، ومن ناحية أخرى كان الهولوكوست هو القربان الوحيد الذي يمكن للأغيار أن يقدموه. وربما المقصود من استخدام هذا المصطلح ربطاً بما حدث في الحرب العالمية الثانية "هو تشبيه الشعب اليهودي بالقربان المحروق أو المشوي، وأنه حُرق لأنه أكثر الشعوب قداسة، كما أن النازيين باعتبارهم من الأغيار يحق لهم القيام بهذا الطقس". وكأي مصطلح في أية لغة، تعددت استخدامات كلمة الهولوكوست في الثقافة الأوروبية، ووضعت في أكثر من سياق تعبيري ودلالي، وعلى سبيل المثال، فإن الهولوكوست في اللغات الأوروبية تشير إلى أية كارثة عظمى، والصهاينة ينظرون إلى الزواج اليهودي الأوروبي المختلط على أنه الهولوكوست الصامت Silent Holocaust.

* أسطورة الهولوكوست والابتزاز اليهودي:
بعد مرور أكثر من ستة عقود على نهاية الحرب العالمية الثانية، ما زال الكيان اليهودي ومن خلفه المنظمات اليهودية، يمارس سياسة ابتزاز وقحة ضد الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا، من خلال فرض تعويضات مالية ضخمة على ما عُرف بالمحرقة النازية ضد يهود أوروبا. ومنذ البداية ارتكزت تلك السياسة على عدة محاور أساسية منها، على سبيل المثال، تجنيد الماكنة الإعلامية اليهودية الواسعة للإبقاء أولاً على الذاكرة العالمية متوقدة ومتيقظة في استحضارها لتلك الواقعة، وثانياً العمل على ترسيخ وتجذير الشعور بالذنب لدى الأوروبيين والأمريكيين والاستفادة منه في قضية الاستغلال، وقد عملت المنظمات اليهودية ضمن هذا الإطار إلى فرض مناهج دراسة الهولوكوست في عشرات من المدارس والجامعات الأوروبية والأميركية. وثالثاً وهو الأهم الإبقاء على الواقعة في القالب الإعلامي والأخلاقي الذي صُبَّ فيه كمسلَمة تاريخية موثقة لا تقبل محاولات إعادة البحث والتنقيب والمراجعة.

وقبل التطرق إلى "الهولوكوست" وحقيقة ما جرى في تلك المرحلة، يجدر بنا التوقف ولو بشي‏ء من التفصيل عند قصة الابتزاز اليهودي لألمانيا (نموذجاً)، ليتسنى لنا إدراك حقيقة نفسانية مفادها، وجود علاقة وثيقة تبادلية بين إرادة اليهودي في البقاء ونزعته الغريزية إلى قهر واستغلال وابتزاز الآخرين. فبعد الضغوط التي مارستها المنظمات اليهودية على الحكومة الألمانية في خمسينيات القرن الماضي. أرسل "أديناور" مستشار ألمانيا، في أواخر العام 1951، وعبر وزير القسم السياسي في الخارجية الألمانية، رسالة إلى رئيس المؤتمر اليهودي العالمي وقتذاك اليهودي "ناحوم غولدمان" يُبدي فيها استعداده للدخول في مفاوضات حول موضوع التعويضات. إلا أن اليهود أبلغوا المستشار رفضهم العرض مشترطين عليه بداية، وكأسلوب واضح في إذلال الألمان، الإعلان رسمياً عن مسؤولية ألمانيا عن كل الجرائم المزعومة بحق اليهود إبان الحرب. واستجاب أديناور لطلبهم، وتمت على أثر ذلك مقابلة سرية، جمعته والمدعو غولدمان في لندن بتاريخ 6 / 12 / 1951 وطلب منه الدخول في مفاوضات التعهد بدفع بليون دولار كجزء من التعويضات التي ستدفع للكيان اليهودي.

ووافق أديناور على المطلب المذكور دون أية شروط تذكر، ووقعت بعدها اتفاقية التعويضات في لوكسمبورغ، ووقعها عن الجانب الألماني المستشار أديناور وعن الكيان اليهودي وزير الخارجية الأسبق موشيه شاريت وعن اليهود ناحوم غولدمان. وقد علّق الأخير على الاتفاقية بقوله: "عندما بدأت المفاوضات كان "فريتز شايغر" وزير المال الألماني يعتقد أن مجموع التعويضات سيصل إلى 8 بلايين مارك. والآن ونحن في العام 1986 أصبح واضحاً أن المبلغ النهائي الذي صب في الخزينة الإسرائيلية وفي جيوب اليهود من ضحايا النازية بلغ 60 بليون مارك، علاوة على‏450 مليون مارك لإعادة بناء المدارس اليهودية والمعابد والمنظمات الثقافية، وبذلك كانت هذه الاتفاقية عاملاً حاسماً في تنمية إسرائيل". وما زالت الحكومة الألمانية تُسدد حتى هذه اللحظة وبشكل منتظم تلك الفاتورة المذلة. ومن المقرر أن تواصل برنامجها التعويضي حتى العام 2030، وفي تصريح لوزير خارجية ألمانيا السابق "كلاوس أكينل" قال فيه أن ألمانيا دفعت حتى العام 1996 مبلغ 97 بليون مارك، وسيرتفع المبلغ عند عام 2030 ليصل إلى حوالي 124 بليون مارك؟!.

ولنا أن نقول في هذا المجال أن تلك الاتفاقية تُعد سابقة في تاريخ الاتفاقات الدولية لجهة إقرارها مبدأ دفع تعويضات من دولة ذات سيادة إلى أقلية لا يجمعها أي إطار قانوني، هذا أولاً، وثانياً، لجهة العمل على تحمل أجيال ما بعد الحرب وزر ما ارتكبه أسلافهم من جرائم، وثالثاً وأخيراً حصر الجرائم النازية وتعويضاتها باليهود دون الإشارة إلى غيرهم من الضحايا (17 مليون سلافي سقطوا على أيدي النازية). ومن البداهة بمكان، والحال تلك، القول بأن المكاسب المالية الضخمة التي حققها اليهود، والتي فاقت حتى توقعاتهم أنفسهم، ناهيك عن المكاسب المعنوية والسياسية، قد جعلت من ذكرى الهولوكوست من منظور يهودي اسطورة سحرية لا تنتهي فصولها، ومحطة تاريخة ما انفكت تنسج حولها الأكاذيب والأضاليل.

* ضحايا الهولوكوست الحقيقيون:
مهما حاول اليهود الاستمرار في طمس الحقائق، وتشويه التاريخ، وتسويق الأكاذيب المضللة التي لا تخدم سوى نزعتهم اللصوصية، وشهوتهم الاستغلالية على حساب أرواح وأرزاق الملايين من غير اليهود. فإن النظر إلى قضية الهولوكوست بروح موضوعية متحررة، وخصوصاً إلى مسألة التعاون النازي اليهودي السري، تجعلنا نزعم أن سقوط عدد من الضحايا اليهود على أيدي النازيين لم يكن سوى محصلة التعاون الآنف الذكر من جهة، وتضخم وتفشي ظاهرة الفساد اليهودي في أكثر المجالات حيوية داخل ألمانيا من جهة ثانية، أضف إلى ذلك من جهة ثالثة رفض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وللسبب نفسه استقبال المهاجرين اليهود الهاربين من قدرهم المحتوم. وأما عن الضحايا الحقيقيين لتلك الواقعة بكل انعاكاساتها ونتائجها فهم أولئك الذين تسلحوا بالجرأة العلمية والنظرة الأكاديمية التحليلية الواعية، وكشفوا عن حقيقة ما جرى في تلك الحقبة المفصلية من تاريخ أوروبا.

نقول الضحايا الحقيقيون، لأنهم تعرضوا لوابل من حملات التسفيه والتضييق والمطاردة والملاحقة القضائية. ونذكر على سبيل المثال الفيلسوف والمفكر الفرنسي الشهير روجيه غارودي الذي تعرّض وفي عقر داره فرنسا لحملة شعواء من الضغوط القاسية وحملات التشويه. وذنبه في ذلك أنه كشف سياسة التضليل والكذب اليهودية بقوله: "سقط أيضاً الملايين من غير اليهود ضحايا للنازية، وأن الهولوكوست التي يُبالغ كثيراً في أرقامها (ستة ملايين يهودي) وكذلك حصر الجرائم النازية باليهود واليهود وحدهم فهي ليست سوى أسطورة تحمل دوافع وخلفيات سياسية". وكذلك حال المؤرخ البريطاني "دافيد إيرفينغ" الذي بدأت قصته منذ عام 1992 "عندما تعرّض للتنكيل والمطاردة لموقفه الذي يُشكّك في الحكايات المختلفة عن إبادة اليهود، حتى أنه طُرد في ذلك العام من كندا... وفي العام التالي مُنع من دخول استراليا، ثم أصدرت محكمة ألمانيا عام 1994 حكماً بتغريمه 10 آلاف مارك لأنه شكك في حدوث جرائم ضد الإنسانية، وقُدِّم لاحقاً للمحاكمة في لندن وفقاً لقانون استطاعت إسرائيل والقوى الصهيونية العالمية إصداره في كثير من الدول الأوروبية بمحاكمة ومعاقبة كل من يشكك في اسطورة الهولوكوست".

والكاتب النمساوي "جيرو هونسيك" هو أيضاً حكم عليه بالسجن 18 شهراً لكتابته عدة مقالات في مجلة "أعثف" Haet نفى فيها وجود غرف الغاز السام في معسكرات الاعتقال النازية". ونختم بقضية المؤرخ الفرنسي "هنري روك" الذي رُفضت رسالته لنيل درجة الدكتوراه من جامعة "نانت" ومن ثم من جامعة باريس بسبب تضمينها نفيه لوجود غرف الغاز في المعسكرات النازية لتعذيب اليهود. وقد نشر عدة مقالات وأبحاث في العديد من الصحف الفرنسية أكد فيها على رأيه الموثق. وعلى أثر ذلك تعرض لحملة إعلامية يهودية إتهمته بالنازية ومعاداة السامية. وحين سئل عن وجهة نظره فيما يتعلق بالمحارق وغرف الغاز. قال: "هناك فرق كبير بين غرف الغاز والمحارق، وهناك خلط يقع فيه الكثيرون بين الاثنتين. فمن الثابت أن المحارق كانت موجودة في جميع المعسكرات والمعتقلات النازية، وكانت تُحرق بها جثث الأموات من المسجونين والجنود الألمان وذلك لسبب غاية في الأهمية وهو الجانب الصحي، حيث كانت هناك العديد من الأمراض الوبائية مثل التيفوئيد والملاريا تهاجم بعض المعسكرات، وكانت عملية حرق الجثث هي أفضل الوسائل لمنع إنتشار الأوبئة.

أما بالنسبة لغرف الغاز فلا يشك أحد كذلك في أنها كانت موجودة في معسكرات الاعتقال الألمانية، لكن المشكوك فيه هو استخدامها بهدف القتل، فقد كان الغرض المعروف من وجود غرف الغاز هو التطهير، وكان الجنود الألمان العائدون من الجبهة الروسية، يتوقفون في أماكن تجمع محددة حيث تدخل ملابسهم وكل الأدوات الخاصة بهم غرف الغاز خوفاً من الأمراض والأوبئة، ويؤكد أنصار نظرية غرف الغاز أن هناك ملايين من اليهود قد أعدموا في المعسكرات النازية داخل هذه الغرف، والمعروف أنه كان يلزم ساعتان كاملتان لحرق جثة واحدة، فكيف يستوي إعدام الملايين في غرف الغاز ثم حرق جثثهم في المحارق، فما هو الوقت الذي كانت تستوجبه هذه العمليات؟ إنه وقت يزيد بكثير عن كل ما استغرقته الحرب العالمية الثانية بأكملها"؟!

 يبقى أن نشير أخيراً إلى الفصل الأهم والأكثر غموضاً من فصول الهولوكوست والمتمثل بالتعاون النازي اليهودي السري، والذي سنأتي على خيوطه وتفاصيله في الجزء الثاني من هذه المقالة. عن الإمام علي عليه السلام: "بئس الزادُ إلى المعاد، العدوانُ على العباد".
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع