أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

بأقلامكم: دُرَّةَ المجد


عماد عواضة

إلى الطفل الشهيد محمد الدرَّة الذي "وُلد مجدداً"(*)
ولدي محمد.. مدَّ ذراعيك، تأبّط قلبي، خذني سدّاً لرصاصهم، نَمْ في حضني، أدخل رأسك في صدري.. حاصروك بُني، وأنت تعلن صوتك وحصارك وتفك قيدك وتترجل.. نعم بني.. ترجل.. ها أنت درَّة المجد.. تعلن قيام الشمس من جرحك.. وتُطبق بكفّيك على كل فلسطين، هذا الشارع يعلن عرسك ويكلّل مجدك بالغار المحنَّى بالدم والنار.. ولدي.. تمددتَ فإذا بجسدك خارطة فلسطين من النهر إلى البحر.. هنا الوطن أنت.. خمسون عاماً وفلسطين تبحث عنك يا محمد.. رصاص.. رصاص.. ودمك الخلاص هو الوصية الأساس.. خرجت ولدي تبحث عن الوطن.. وعن قدس عينيك.. رحتَ تتخفى خلف والدك.. وتصرخ اللَّه أكبر.. اللَّه أكبر.. أنا على الأثر.. أنا رامي الحجر.. أنا.. أنا الشهيد.. قومي يا جموع الشعب..

مشت إليك قلوب الأمة.. كنت في كل عين وقلب.. وبدمك وشهادتك.. قامت الأمة.. يا محمد.. كيف استطعت يا ولدي أن تُحاصرهم.. وأن تُرعبهم وأن تحمي بصدرك فلسطين.. وتُعلن ثورة الغضب.. وتُهاجر إلى جموع العالم.. وتُعلن أن فلسطين وطن إلى الأبد. احتشدتْ عند ضفاف عينيك جمهرة الفراشات والعصافير.. وأقامت أعراسها.. لشهادتك.. وراحت تُسرج لك خيل الشهادة إلى ربوع القدس.. وراح يُسرع إليك السيد عباس الموسوي وولده حسين.. رفع التراب عن جسده.. ونادى حسينه.. بني قم إن محمد جمال الدرَّة ينتظرك، وراح السيد يسير في الأرض.. يدخل الأقصى.. يُهلّل له.. يضمك إلى صدره.. يشمّك في نحرك.. تمد ذراعيك.. تتأبط عنقه والعمامة وتنام.. تنام يا ولدي.. ويمضي بك.. وخلفه كل الأطفال الشهيدة.. التي هاجرت من قبورها.. وخرجت إلى عرس العصافير.. في يوم ولادة محمد جمال الدرَّة وعرسك هنا.. هنا قرب دينا وبتول وسامر وزاهر وزينب وقاسم ونور العابد.. وأطفال قانا وسحمر.. واسعاف المنصوري.. هنا.. العرس.. وهناك.. لا فرق بين هنا وهناك.. هنا يا حبيبي.. تأبط حسين الموسوي بجسد العباس الشهيد.. واستشهدا معاً. ورحلوا على جياد كربلاء إلى مواطن العشق.. قل لي يا حبيبي... ويا ولدي.. يا درَّة عين الشمس.. قل لي يا ولدي.. حدثني عن حرارة الرصاصة في القلب أو في العين.. ماذا شعرت.. وأنت تمتطي.. جواد الشهادة إلى السماء.. سأضمّد بجراحك يا ولدي جراحات أطفال العالم هكذا قال شيخ الشهداء راغب..

يا محمد.. سأخبرك أنه في كربلاء.. وفي حر الصحراء تأبط الرضيع عنق والده الإمام الحسين عليه السلام.. عندما ذبحه السهم من الوريد إلى الوريد.. حمله بين ذراعيه ورمى بدمه نحو السماء وقال: "اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى". وأنت إلى السماء يا ولدي شهيدٌ كرمى لعيون فلسطين والقدس.. إلى اللَّه يا ولدي.. إلى بيادر النجوم هناك ملاعب الأطفال وإسرائيل إلى زوال.. نم يا ولدي.. تمدد في تراب الأقصى.. نم في عين الشمس درة للمجد.. يا طفل الحجر.. هذا دمك انتصر.. انتصر.. ونحن على الأثر..

(*) أطلق والدا الشهيد محمد الدرة اسم محمد على الطفل الذي أنجباه أخيراً كرسالة عنفوان وتحدٍ تعلن بأن الشهيد الذي يموت لا يلبث أن يولد مجدداً.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع