أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

بأقلامكم: جبشيت... يا بلدة الألم والأمل‏


سمية نعيم قاسم

ما بالك يا حبيبة! محروقة بالبكاء، مغمورة بالدمع، ما بالك يكلل الأسى جبينك ويشعل الحزن وجهك؟! ما عودتنا جبشيت على الألم، كنا إبان أسر الجنوب نأتي إليها، نلوذ بها، ومع الوصول إلى مشارفها نطمئن، نرتاح. يسقينا "راغب" حباً وسلاماً وعاشوراء ومقاومة، ويقوم الشيخ ونحن نيام يدور حولنا، والدمع في عينيه، يقرأ آية السد وسورة الفتح. كانت جبشيت أيام الاحتلال مع أذان الفجر تخرج ممتشقة سلاحها ودمها، تلاقي الأعداء على المفارق، تتركهم صرعى وتمضي... يا جبشيت، يا أم القرى، يا وردة الجنوب... يا حضن الشهداء والأيتام والثوار، أخبرينا أية لفحة حزن لئيمة غطت عينيك؟! يا أم الحزن، يا أم الأفراح، يا أم الصمت والصوت. عهدناك والبسمة لا تغادرك، نغرف منك عندما يأسرنا التعب، تضفي علينا الراحة عندما نستشعر ذلك النسيم العليل النابع من ظلال شجراتك الطالعة على أضرحة الشهداء.

هجرنا قرانا يا جبشيت وأتينا إليك، فغمرتنا بحب كبير وعطف عظيم، كنا موتى فعلمتنا الحياة، وحدك أنت كان الاقتراب منك عبادة... وعنك وحدك كان الكلام جميلاً... غرقنا فيك، أحببناك. تعرينا من كل الرواسب والأنانيات، وفي الليالي الحالكات سهرنا مع أبنائك، تشاطرنا الحديث هم حدثونا عن آلام الحسين عليه السلام ونحن حدثناهم عن "نصر الخميني"... وحدك كنت الملاذ، فكيف نسكت الآن عن هذا الهم الذي يتلفحك من رأسك إلى قدميك، والذي لا نعرف له سراً. كيف نسكت كيف؟! أخبرينا... أخبرينا... أهي كربلاء أتتك من جديد بدمائها وجراحها؟! ولكن عاشوراء ما فارقتنا كي تعود، ما ابتعدت عنا... أهو قمر العشيرة جاءك بلا كفيه يطلب ماء لسكينة فأدمى جراحك؟ أم أنه عريس الطف قطع شسع نعله على بوابة دارك، فجاءه رجل من قوم يزيد، حز رأسه وابتسم... لعله شيخ الشهداء أهاج ذكراك وذكرك بالأمانة والموقف. ماذا جرى؟! بالأمس كان عبق جهادك يطرق أبواب الرجال، يوقظهم يدعوهم أن هبوا ولبوا فهذا "روح اللَّه" وحده، ألا من ناصر معين؟! فاليوم نجدك صامتة كئيبة، نجدك قرية بلا ورود، وبيدراً بلا عصافير، ماذا جرى؟!

ما بال صلاة الجمعة هذا اليوم؟
جبشيت أين الشيخ؟!
جبشيت أين القلب؟!
أين إمام الجمعة يهز المنبر، فيكبر للشباب ويكبرون...
الآن عرفت السر! الآن عرفت السر الكامن في هذا الصمت العميق.

الشيخ عبد الكريم في فلسطين، وفلسطين تحمل ضياء عينيه. هناك يشاهد أطفال الحجارة عن كثب، هناك يباركهم ويلاعبهم... فعلام حزنك؟ يا جبشيت أنت من فتحت الصراع مع المحتلين على مصراعيه، أنت السباقة بصنع الرجال والمقاومة، وها أنت تتحدينه اليوم بعدما بهت لونه وخف بريقه... فتألقي... تألقي يا أم القرى، من يبتغِ المجد عليه أن يقدم الدماء، يغرق في بحر العذاب والتعب. وأنت، أنت يا شيخنا، يا شيخ الأسرى... نعاهدك، على خط روح اللَّه دوماً لا نحيد، يهديك عاملة سلامه، ويبلغك شيخ الشهداء أن الموقف سلاح والمصافحة اعتراف. فلا بد أن يأتي اليوم الذي تحمل فيه الجهاد إلى بلدتك حتى يجي‏ء النصر وحتى قدوم صاحب العصر والزمان (روحي لتراب مقدمه الفداء).

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع