سكنة عودة
حدِّثيني يا قدسُ عن حالِك، عن أطفالِك... عن نسائِكِ عن رجالِك... عن الكنائسِ
والمساجد... عن الساحاتِ والمخيمات... أخبريني يا قدسُ عن أهلي والجيران... عن أبي،
أمي، إخوتي... لُعبتي والنار... عن ضبابٍ ودخانٍ وعاصفةٍ في مخيمِ جنين والحصار...
تناثرَ جسدُها أشلاءً تحتَ الدمار... صرخت أمّاهُ أينَ أنتِ؟ خذيني إلى الدار... ما
عرفَتْ أن الأمَّ قد سبقَتْها للموتِ والتهمَتْها النار... وظلَّت الطفلةُ تبكي
وتندَهُ أمَّها حتى خنقَتْها العبرة... وفاحَتْ منها رائحةُ المسكِ والغارِ... فظلَّ
صداها يدوّي في الأرجاءِ وينادي الأطفال... صارت كفراشةٍ تحلّقُ فوقَ الأزهار... أو
كطيرٍ حرٍ طليقٍ يَنْشُدُ الأبرار... آهٍ يا قدسُ لبيكِ... أسألُكِ ما الّذي صار؟...
هُبّي فلسطين... ثوري إقلعي العدو... ونادي الأهلَ والثوار... إزرعي مكانَ الشوكِ
الغار... إقطعي القيْدَ أماهُ واجعليهِ العزيمةَ والإصرار... لملمي يا قدسُ
حجارَكِ ودَعي أطفالَكِ يَرشُقونَها في وجِهِ المحتلّينَ كالإنفجار... فكلُّ أطفالِ
فلسطينَ غدوْا ثواراً وأحرار.