نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

صحة وحياة: التهاب الكـبد الوبائيّ

مروة الدُّرّ(*)

يُعَدُّ الكبد أكبر أعضاء الجهاز الهضميّ حجماً، إذ يزِن حوالي الكيلو والنصف. كما يلعب دوراً أساسيّاً لتولّيه وظائف عدّة، أبرزها: تنقية الدم وتخليصه من الموادّ السامّة، إفراز العصارة الصفراء المسؤولة عن تفكيك الدهون، وتسريع عمليّة هضمها.
ومع أنّ للكبد قدرة فريدة على التجدّد الذاتي واستعادة نموّه بشكل طبيعيّ في حال تعرّضه لعطبٍ ما، إلّا أنّه قد يُصاب أحياناً بـأمراض خطيرة نتيجة إصابته بفيروسات معيّنة، ومن أهمّ هذه الأمراض: التهاب الكبد الوبائيّ المعروف بالتهاب الكبد "B".


*ما هو التهاب الكبد "B"؟
هو مرض ناتج عن إصابة الكبد بفيروس (HBV) الذي يؤدّي إلى حدوث التهاب فيه، فيسمّى الالتهاب الحادّ إذا ما استمرّ لفترة تقلّ عن ستة أشهر، أمّا إذا استمرّ لفترة تزيد عن ستة أشهر، فيكون حينها مزمناً. وقد يؤدّي إلى تشمّع أو سرطان في الكبد.

*العوارض
تظهر على المريض المصاب علامات عدّة، أبرزها:
1 - اصفرار وشحوب الوجه.
2 - تغيّر لون البول إلى داكن نسبيّاً.
3 - وجع في البطن.
4 - ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة.
5 - تشنّج المفاصل وألم يشمل أنحاء الجسم.
6 - فقدان الرغبة في الطعام وشعور دائم بالغثيان.

*كيف يُنقل الفيروس؟
أ- عن طريق نقل الدم من شخص مصاب، كذلك عن طريق سوائل الجسم كافّة كاللّعاب.
ب- أثناء الولادة من الأمّ الحاملة للفيروس إلى طفلها وهي أكثر الطرق شيوعاً.
ج- عبر استخدام الإبر المشتركة للحقن، وكذلك الشفرة وفرشاة الأسنان وغيرها من الأدوات التي قد تحمل الفيروس.
د- عند الزواج، لذلك بات من الواجب على كلّ ثنائي إجراء فحص (HBV) قبل الزواج لإجراء التلقيح في حال إصابة أحدهما بالمرض.

*كيف تجري معالجة المرض؟!
عادة لا يكون العلاج ضرورياً إذ إنّ أغلب الحالات يُشفى من تلقاء نفسه لدى البالغين.
أمّا في حالة تحوّل المرض إلى مزمن فيوصي الأطبّاء بإعطاء بعض الأدوية لمدّة ثلاثة أشهر، كالأنترفيرون والـتـيـلبــيـفـوديــن (Telbivudine) والأنتيكافير (Entecavir) وأقراص النيكليوزيد التي تقوم بمنع انتشار الفيروس في الجسم أو بإعطاء حقنة تــــحتـــوي عــلـى (Immunoglobine) المضادّ للمرض.

*الوقاية خير من العلاج
تفادياً للإصابة بعدوى التهاب الكبد يُعطى لقاح مضادّ للمرض في الأشهر الأولى بعد الولادة، ويعاد على جرعتين أو ثلاثة.
كما يجب الانتباه إلى أنّ أهم سبل الوقاية هو عدم مساس جروح الآخرين بشكل مباشر كي لا يجري التقاط العدوى عن طريق الدّم.

*من حادّ... إلى مزمن
ترتفع نسبة تحوّل المرض من مجرّد التهاب حادّ إلى مرض مزمن (تليُّف أو سرطان في الكبد، وفي بعض الحالات فشل وظائفيّ يتطلّب زراعة كبد) في حال انتقلت العدوى من الأمّ إلى طفلها بحيث تكون نسبة الشفاء ضئيلة لا تتجاوز الـ15 %. بالمقابل فإنّ توفّر المناعة الكافية عند الأشخاص ذوي التسع سنوات وما فوق تحول دون تحوُّل المرض إلى مزمن في أغلب الأحيان، وتساعدهم على استعادة عافيتهم والتخلّص من الفيروس في غضون أشهر معدودة.

*تشخيص المرض
من السهل اكتشاف التهاب الكبد "B" عبر ظهور المستضدّ (HBs Ag) الموجود على سطح الفيروس أثناء فحص الدّم بعد ستة أشهر من الإصابة.
كذلك يجري أحياناً إجراء فحص عام للكبد للتأكّد من أنّ أنزيماته تقوم بعملها بشكل تلقائيّ. وإذا تطلّب الأمر قد يُطلَب من المريض أخذ خزعة وزرعها لتقييم حالة الكبد.


(*) ماجستير في علوم الحياة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع