أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

الخصائص والمؤهلات الشخصية عند القائد



لا شك أن وجود القيادة الإسلامية التي ترعى شؤون الأمة والمسلمين هو من الألطاف الإلهية والبركات الربانية غير الخافية على المتأمل البصير، لأن الشاغل لهذا المنصب لا بد من أن تتوافر فيه المواصفات الشرعية التي تجعل منه العين الساهرة على الأمة، والعامل على إزاحة وإزالة كل الحواجز والعوائق الواقفة ما بين المسلمين وربهم "معبودهم ومعشوقهم الحقيقي"، وهو الساعي لإرساء قواعد الحق والعدل في المجتمع الإسلامي لإعطاء كل ذي حقٍ حقه.

 

من هنا يُعتبر هذا المنصب مجمعاً للفضائل، ومنبعاً للخصال الحميدة، ويعتبر من يَشْغَلُهُ القدوة الحسنة للأمة جمعاء، ولهذا فإن القيادة الإسلامية العليا المتمثلة اليوم بِوَلِيِّ أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام الخامنئي دام ظله خير من جسَّد وما يزال كل المعاني والقيم التي يرمز إليها ذلك الموقع القيادي الأول في الإسلام.
ولعل أصدق الكلمات وأصفاها وأكثرها تجرداً أو ابتعاداً عن الانفعال، والمعبرة عن خصائص ومؤهلات الإمام الخامنئي هو ما قاله زعيم الثورة ومؤسس الجمهورية الإمام الخميني قدس سره في مواضع مختلفة عن الشخصية اللائقة والمواصفات القيادية لولي أمر المسلمين.
 

ويمكن استخلاص ما يلي من كلمات الإمام قدس سره:
أولاً: العلم والالتزام:

"لقد منَّ الله علينا أن هَدَىْ الرأي العام لانتخاب رئيس للجمهورية ملتزم ومجاهد في خط الإسلام المستقيم، وعالم في الدين والسياسة".

ثانياً: الاجتهاد والخبرة:

"... وأخاً عالماً بالمسائل الفقهية وملتزماً بها وحامياً للمباني الفقهية المرتبطة بالولاية المطلقة للفقيه، ومن الأفراد النادرين من بين الأصدقاء الملتزمين بالإسلام والمباني الإسلامية، وكالشمس تسطع بالنور".

ثالثاً: الإستقامة والثبات:

"لقد أثبت أعداء الثورة بمحاولة اغتيالك، أنت سلسل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآل الحسين بن علي عليه السلام، لا لجرم سوى أنك خدمت الإسلام والثورة الإسلامية، وأنك جندي مضحٍ...، ومُعلِّم في المحراب وخطيب قدير... ومرشد شفيق... وحمايتك للشعب ومخالفتك للظالمين... لقد حاولوا اغتيال من تصدح دعوته بالصلاح والسداد في آذان مسلمي العالم".
 

رابعاً: الحكمة والتدبير:
"...
حيث الأمل مبني على حسن تدبيره، مع معونة السلطات الثلاث لحماية الشعب العظيم في رفع المشكلات...".
 

خامساً: خدمة ورعاية قضايا المستضعفين:
"...
واستمرار رأي الشعب المسلم الملتزم وتنفيذه مقرون ببقائه كما كان خادماً للإسلام والشعب ومؤيداً للطبقة المستضعفة".


وفي كلمة جامعة للإمام الخميني قدس سره عن الإمام القائد يقول:
"إذا كنتم تظنون أنكم تستطيعون أن تجدوا في كل العالم من بين رؤساء الجمهوريات والسلاطين وأمثالهم، شخصاً مثل السيد الخامنئي الملتزم بالإسلام والخادم الذي جُبِلَ على خدمة هذا الشعب فلن تجدوا. إنني أعرفه منذ سنوات طويلة، منذ بداية النهضة عندما كان ينتقل في المناطق لأجل إيصال البيانات، وبعد ذلك عندما وصلت الثورة إلى أوجها كان حاضراً في كل المواقع والأمكنة حتى النهاية، وهو الآن أيضاً كذلك، إنه نعمة أنعمها الله علينا".
 

وهناك خصائص وصفات أخلاقية وروحية في شخصيته، تتجلى وتظهر في أروع صورها كلما مرّ الزمن وازدادت التحديات. ومن أبرز هذه الخصائص:
أولاً: التقوى والورع:

وقد تجلى ذلك في أفعاله وأقواله ووصاياه الدائمة والمستمرة للمسؤولين في الدولة، وكان بذلك مصداقاً حقيقياً لقول الله عز وجل ﴿اِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، وخطابه بمناسبة ولادة أمير المؤمنين عليه السلام الذي يؤكد فيه على كل مواقع القيادة والإدارة في الدولة مراعاة صفات التقوى والورع والحرص على الأموال العامة وعدم تجاوز الضوابط والمقررات والالتزام بقضايا الجماهير وخدمتهم، وعدم استغلال الممتلكات الحكومية للأعمال الخاصة وضمان ذلك حال حصوله، وحسن الاستفادة من أوقات العمل لتيسير أمور المجتمع والأفراد على سواء.
 

ثانياً: الزهد:

وهذا أيضاً ما برز بشكل واضح، وقد عبَّر السيد القائد عن ذل كفي عدة مواقف عملية أثبتت عمق هذا التوجه في شخصيته، ومن أبرز المحطات في هذا المجال ما حصل عند وفاة آية الله العظمى السيد الكلبايكاني قدس سره حيث رفض سماحته الدعوات التي أطلقها بعض محبيه ومريديه للتصدي لمسألة المرجعية، ووجه الأنظار نحو آية الله العظمى الشيخ الآراكي قدس سره قائلاً "واليوم بفضل الله فإن آية الله العظمى الآراكي الذي يُعد من الألطاف الإلهية في الحوزة العلمية في "قم" هو المرجع الديني للمسلمين".
 

وكذلك الحال بعد وفاة الشيخ الآراكي قدس سره لمس الجميع مقدار زهد القائد دام ظله حيث رفض التصدي للمرجعية على مستوى داخل الجمهورية لوجود المؤهلين لها، واستجاب على مستوى الخارج حرصاً على دين ومصالح أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام والمسلمين عموماً، ويتجلى عزوفه وزهده أيضاً برفضه التعليق على "رسالة عملية"، وإصراره على أن من يريد تقليده فعليه أن ينتظر.
إن عدم الرضوخ هذا هو نوع من الزهد المتأصل في شخصية القائد حفظه الله، ولعل خطابه بعد وفاة الشيخ الآراكي بقليل وحكايته عن كيفية قبوله بمنصب رئاسة الجمهورية ثم القيادة ثم المرجعية يوضح هذه الصفة بما لا مزيد عليه.
 

ولا بأس بأن نذكر مقاطع من ذلك الخطاب حيث جاء فيه "... بعد وفاة الإمام الخميني قدس سره اجتمع مجلس الخبراء وكنت عضواً فيه، بحثوا عمن يختارونه حتى طرحوا اسم هذا العبد، اعترضت اعتراضاً جدياً ولم أكن أجامل "والله يعلم ماذا كان في قلبي في تلك اللحظات"، وقفت وقلت لهم اصبروا واسمحوا لي"... وبدأت أستدل لهم حتى لا ينتخبوني... فرفضوا، ومهما أصدرت لم يقبلوا وردوا استدلالاتي... كنت رافضاً بشكل قاطع... ولو كان هناك آخر أو علمت أن هناك شخصاً يقبل به الآخرون، فبالتأكيد لم أكن لأقبل، وهكذا كان الأمر قبل ذلك "انتُخبت مرتين لرئاسة الجمهورية"... في المرة الأولى قال الأخوة "إنك إن لم تقبل فسيبقى الحمل على الأرض ولا يوجد غيرك فاضطررت". وفي المرة الثانية ذهبت إلى الإمام وقلت له لن أتصدى... فقال لي "إنه متعين عليك".
 

وأما عن مسألة التصدي للمرجعية، فللكلام عنها عند القائد ما يجعلك تنشدُ إليه مأسوراً بصورة ذلك الزاهد العابد ويقول "لا ضرورة لذلك التصدي نعم لو وصل الوضع... إلى مرحلة لا مناص فيها عندي لم تكن هناك مشكلة... ولكن الأمر ليس كذلك الآن، وما من حاجة الآن، والحمد لله يوجد مجتهدون كثر في "قم"، فهناك مجتهدون وأفراد لائقون لذلك، فأي لزوم أن أضع هذا الحمل المرجعية فوق هذا الحمل الثقيل... وليلتفت الذين يصرون عليَّ بإصدار رسالة إلى أنني إنما استنكف عن قبول حمل المرجعية لأنه يوجد علماء بحمد الله ولا حاجة لذلك". ثم يتابع فيقول "اليوم أوافق على طلب الشيعة التصدي خارج إيران لأنه لا حلَّ آخر مثل الموارد الأخرى، لكن لا حاجة إلى ذلك داخل إيران...".
 

ثالثاً: الدفاع عن قضايا المسلمين في العامل:
وفي هذا المجال لم يخرج عن المسار العام الذي سلكه الإمام الخميني قدس سره، واعتبر أن أية قضية تخص شعباً مسلماً هي قضيته ويجب عليه الدفاع عنها بكل ما أُوْتِيَ من قوة، ومن هنا كانت دعواته المتكررة وما زالت لمساعدة الشعوب الإسلامية التي تعاني من ظلم الاستكبار والأنظمة، كالبوسنة والهرسك والصومال وأفغانستان وفلسطين ولبنان وشعوب آسيا الوسطى المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفياتي السابق.
 

ولم يقتصر الدفاع على الكلام فقط، بل تعداه إلى العون الفعلي في العديد من المجالات، ومن كلماته في هذا المجال "إن حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها المسلم يعلنان وعلى الدوام الموقف ووجهة نظرهما بكل صراحة وحزم وعلانية وجدية، وقد قاما بتقديم المساعدات الكثيرة إلى الشعب البوسني المظلوم، والتي ستتضح معالمها أكثر في المستقبل..."، وهذا نموذج من الخط العامل الذي ينتهجه السيد القائد حفظه الله، ويقول أيضاً "وإحدى هذه القضايا هي تلك المتعلقة بالمسلمين المضطهدين في فلسطين".

فمن خلال هذه الخصائص والمؤهلات أثبت السيد القائد جدارته ولياقته الكبيرة لقيادة الشعب المسلم في إيران، ولحمل قضايا الأمة في فكره وقلبه وعقله.
وبهذا ملأ السيد القائد حفظه الله الفراغ الذي كان قد تركه غياب الإمام الخميني قدس سره على مستوى القيادة والمرجعية.
وها هم المسلمون اليوم يعيشون في ظل قيادته الحكيمة التي تتجلى آثارها وتظهر بركاتها وخيراتها المعنوية والروحية كل يوم، وتثبت أن خيار ترشيحه وانتخابه لهذا المنصب كان الخيار الأصوب والأصلح والأنفع للثورة والأمة الإسلاميتين.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع