صحبُ الحسين بُناة المجد إن وعدوا
بروا الوعود وعافوا الدور والحِللِ
فيها الجوادانِ من أبناء حيدرةٍ
منائر العِلم بالخيراتِ والعملِ
وهادي الناس في أيام محنتهم
والعسكريُّ بحبلِ الله متصلِ
وصاحب الأمرِ بالآهات ندركهُ
ثار الإلهِ وثار السادةِ الرُسُلِ
يا للعراق وكم دكّت معالمهُ
زُمرُ النفاقِ وأهل الحقدِ والدجلِ
بادت دويلات واندرست أباطرةٌ
وروضُ حيدر في الميدانِ لم يزلِ
تهفو القلوبُ لهُ بالحبِ مفعمة
من كُلِّ صقعٍ إلى الفردوسِ بالعجلِ
يبقى العراقُ ملاذ الوالهين بهِ
سُفنُ النجاةِ وكهف المؤمنين علي
سرنا إليها بجأشٍ دونما وجلِ
مدينة السرِّ والإيمانِ والأملِ
نطوي المسافات والآمالُ تحملنا
وديدن السرِّ يرعانا من الفشلِ
هنا المعادُ وبعضٌ من منائرهِ
هنا الصراطُ ودمعُ القلبِ والمُقلِ
أبناء فاطمةٍ في السرِّ قد رقدوا
هُمُ الأمانُ من الطاغوتِ والأسلِ
إن أظلم الكون تحت العرشِ قائمهم
أو حصحص الحقُّ هُم إشراقة الأملِ
هُمُ الصيامُ وحجُّ البيتِ حجهمُ
هُمُ الصلاةُ ونُورٌ في الوجوهِ جلي
ففي العراقِ كنوزُ الكون قاطبةً
فيها الحُسينُ وجرحٌ هام في الطللِ
فيها الكفيلُ ورهطٌ من أحبتنا
ومسلمُ الخير فيها القادة الأُولِ