آية الله الشيخ باقر الإيرواني(*)
بسم الله الرحمن الرحيم {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون} (الصف: 8).
يمكن إبراز التشكيك في ولادة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في بعدين:
1 التشكيك في ولادته من الأساس، فهو بنظر المشككين لم يولد ولن يولد أبداً، فلن يأتي اليوم الذي يخرج فيه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
2 التسليم بفكرة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ولكن لم يولد بعد، وإنما سيولد في ما بعد.
في البعد الأول، المسلمون متفقون على بطلان التشكيك بفكرة المهدوية إماميين وغير إماميين. وتدل على ذلك خمس إلى ست آيات لا تحتاج إلى تفلسير، وهي ظاهرة بنفسها وواحدة منها الآية أعلاه. فنور الله هو الإسلام. والله متم نوره على جميع الكرة الأرضية. إلاَّ أن مصداق ذلك لم يتحقق بعد. والله لا يخبر بخلاف الواقع فيتم نور الله على يدي المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ومنها: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} (الأنبياء/10).
والمقصود جميع الأرض، وهذا لم يتحقق بعد وهو لا محالة يتحقق على يديه الشريفتين.
ولكن هذه الآيات لا تدل على أن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف قد ولد، إنما تدل على أن حلم وراثة الأرض وإتمام نور الإسلام سيحصل فيما بعد.
والروايات في سياق الأدلة كثيرة جداً، وسلّم بها إلى جانب الإمامية غيرهم وألفوا في ذلك كتباً، حيث جمعوا الروايات في أكثر من ثلاثين كتاباً على ما اطّلعت ثمن هذه الروايات:
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي، لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً ثم يخرج رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً وعدلاً.
وقد سلَّم العامة وعلماؤهم بمن فيهم ابن تيمية وابن حجر، حتى ابن باز سلَّم بفكرة المهدوية وعدم إمكانية إنكارها في مجلة الجامعة الصادرة في المدينة. وقد أنكرها من شذَّ منهم، مثل: ابن خلدون في مقدمته، وأبو زهرة في كتابه "الإمام الصادق (عليه السلام)" ومحمد رشيد رضا في الجزء العاشر من مناره، في تفسير قوله تعالى: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم}.
وهذا الشذوذ مما لا يقاس عليه في مقابل إجماع المسلمين كافة على فكرة المهدوية.
ـ البعد الثاني: وهو فكرة ولادته عجل الله تعالى فرجه الشريف فلا يلزم أن يكون قد ولد وغاب، وأن يكون هو محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام).
المهم هو إثبات ولادته صلوات الله عليه، قبل ذلك نبيّن أربع قضايا كمقدّمة:
ـ القضية الأولى: أي مسألة تاريخية، هناك طريقان لإثباتها: التواتر، الذي هو إخبار مجموعة كبيرة من الناس على قضية لا يحتمل اجتماعهم وتواطؤهم على الكذب فيها.
والطريق الآخر، أن نفترض أن الخبر غير متواتر، بل أخبر به البعض وانضمّت إلى إخبارهم قرائن يحصل العلم بذلك عن طريق حساب الاحتمال.
ـ القضية الثانية: في الخبر المنتواتر لا يلزم أن يكون المخبرون من الثقافت، فاشتراط الوثاقة في المخبر إنما هي في الخبر غير المتواتر، فلو أخبرنا مئة لا يشترط أن يكونوا عدولاً أو موثقين. فلا يشتبهنّ أحد في ذلك، ونكتة ذلك أن الخبر المتواتر لكثرة المخبرين يفيد العلم، وبعد حصول العلم لا معنى لاشتراط الوثاقة.
وعلى ضوء ذلك، ليس من الحق أن نحاسب أسانيد الروايات الدالة على قضية معينة إذا كانت بشكل بلغت حد التواتر سند كل رواية على حدة..
ـ القضية الثالثة: إذا كان لدينا مجموعة من الأخبار تختلف في الخصوصيات وبعض التفاصيل، وتشترك في مدلول واحد من زاوية من الزوايا، كما لو أخبر مجموعة كبيرة من الأشخاص بموت أحدهم، فواحد قال: "إنه سقط عن سطح المنزل"، وآخر قال: "صدمته سيارة"، وثالث قال: "مات في السكتة القلبية" وهكذا.. في مثل ذلك، هل يثبت أصل الموت بنحو العلم والقطع أم لا؟! يثبت، لأن كلاً من المخبرين جميعاً أخبر بخبرين، والجميع اتفق بالإخبار الأول وهو الموت، بينما اختلفوا في الثاني.
ومن هنا نخرج بنتيجة: المخبرون الكثر إذا اتفقوا في الإخبار عن قضية من زاوية معينة، واختلفوا في زوايا أخرى، فإن تلك القضية تثبت. ونطبّق ذلك على قضية ولادة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف من جهة الولادة ومكانها وسنتها، واسم أم الإمام وغير ذلك.
فالروايات متفقة على أصل ولادة الإمام وإن اختلفت في التفاصيل المتعلقة بها..
ـ القضية الرابعة: ليس من حق شخص أن يجتهد في مقابل النص التام السند والواضح الدلالة.
وعلى ضوء ذلك، ليس من حق أحد أن يقول: أنا أجتهد في مسألة ولادة الإمام المهي، حيث الروايات واضحة وصريحة الدلالة ومتواترة السند، فهو ولد وغاب.
أما وأنه قد توضح ما تقدم، ندخل إلى صلب البحث فنقول:
إن عوامل نشوء اليقين بلادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف تفيد اليقين إما عن طريق التواتر أو عن طريق حساب الاحتمال، والعوامل هي:
ـ العامل الأول: الأحاديث الكثيرة المسلّمة بين الفريقين، والتي تدل على ولادته، ولكن من دون أن ترد في خصوص الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف . وهنا ثلاثة أحاديث:
الأول: حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين. قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، أحدهما أكبر من الآخر ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض". وقد ورد هذا الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم في مواطن متعددة لذلك قد نجد اختلافاً ما في بعض عباراته.
"ولن يفترقا.." هذا الاستمرار لا يمكن توجيهه إلاَّ بافتراض ولادة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وأنه غائب. فلو افترضنا أنه لم يولد بعد، ففي ذلك افتراق الثقلين ولازمه تكذيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، نعوذ بالله من ذلك، فالقرآن والإمامة لن يفترقا.
فالحديث واضح الدلالة على ولادة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وإن لم يكن وارداً ابتداءً بالإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ولكن يثبت ذلك عن طريق الدلالة الالتزامية.
الثاني: الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من السنَّة، والشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة، وغيره من الإمامية، وهو حديث الاثني عشر، عن جابر بن سمرة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة خفية لم أفهمها، قال، قلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش".
والتطبيق المقبول على الاثني عشر هو الذي طبقه الإمامية حتى الإمام العسكري الذي ثبتت ولادته وشهادته، فبالدلالة الالتزامية، بين هذا الحديث حديث الاثني عشر وحديث الثقلين الذي ينفي افتراق القرآن والإمامة تثبت ولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ـ الحديث الثالث: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية"، المروي بكثرة عن طريق العامة وعن طريقنا.
فالحديث يدل أن لكل زمان إماماً، وأن من لم يعرف الإمام مات ميتة جاهلية ففي ذلك دلالة التزامية على ثبوت ولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي هو إمام هذا الزمان، هذا هو العامل الأول.
ـ العامل الثاني: إخبار النبي والأئمة (عليهم السلام) أنه يولد للحسن العسكري ولد يغيب ثم يخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً. يروي الشيخ الصدوق في كتابه "كمال الدين وتمام النعمة" في هذا الباب ما مجموعه ثلاثمئة وتسعون حديثاً، عدا ما تضمّنته الكتب الأخرى. ومن أراد فليراجع.
منها: ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "... إلا وإن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججاً على عباده، وجعل من صلب الحسين (عليه السلام) أئمة يقومون بأمره، التاسع قائم أهل بيتي ومهدي أمتي.." وبعض الأحاديث تذكر أسماءهم (عليهم السلام).
عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله يقول: "إن بلغكم عن أمر صاحبكم غيبة فلا تنكروها" (الكافي ج1، ص340).
ومنها: عن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله يقول: "إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، وهو المنتظر وهو الذي يشكك في ولادته، منهم من يقول مات أبوه بلا خلف...، يا زرارة، إذا أدركت ذلك الزمان، فادعُ بهذا الدعاء: اللهم عرّفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك.. اللهم عرّفني حجتك فإنك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني".
وأول من شكك في ولادته عجل الله تعالى فرجه الشريف هو عمه جعفر الذي لم يكن مطّلعاً على ولادته، ثم تلاه ابن حزم في الملل والنحل ج2، ص181، إذ يقول: "وتقول طائفة منهم إن مولد هذا الإمام الذي لم يُخلق كان سنة ستين ومئتين، سنة وفاة أبيه". وتبعه على ذلك محمد بن إسعاف النشاشيبي في كتابه "الإسلام الصحيح" إذ يقول: "إن الحسن العسكري (عليه السلام) لم يعقّب ذكراً ولا أنثى".
وفي الكافي: "اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن أو فلان بن فلان صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين".
فإن هذه الروايات الدالة على ولادته والمشخّصة له متواترة ولا مناقشة في دلالتها، فهي صريحة غير قابلة للتأويل.
ـ العامل الثالث: رؤية بعض الشيعة له، كما حدثت مجموعة من الروايات، سوى ما ورد في كمال الدين. وذلك رغم التعتيم الإعلامي الكبير، حيث اقتضى الظرف عدم إعلام غير الخاصة من الخلّص، إذ كان العباسيون ينتظرون ولادة ابن الحسن العسكري (عليه السلام) لينالوا منه، وكان ذلك زمن المعتمد. حتى أن الإمام الهادي (عليه السلام) يروي عنه علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن أحم العلوي عن داود بن القاسم إذ يقول: الخلف من بعدي الحسن، فكيف بكم بالخلف من بعد الخلف؟! فقتل: ولِمَ جعلني الله فداك؟، فقال: إنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه، فقتل: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم (الكافي، ج1، ص328).
ورغم كل هذا التعتيم فقد تأكد رؤية الكثير من الشيعة للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف .
"أورد الكليني في الكافي عن محمد بن عبدالله ومحمد بن يحيى جميعاً عن عبدالله بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو صلى الله عليه وآله وسلم رحمه الله عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف، فقلت له: يا أبا عمرو، إني أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكٍ في ما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلاَّ إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوماً، فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة فلم يكُ ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، فأولئك أشرار من خلق الله عز وجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة، ولكني أحببت أن أزداد يقيناً وإن إبراهيم (عليه السلام) سأل ربه عز وجل "أن يريه كيف يحيي الموتى قال: أولم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي". وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته وقلت: مَن أعامل أو عنمّن آخذ؟ وقول مَن أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي، فما أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عن فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون، فأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه(2) ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك عني فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.
قال: فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى ثم قال: سل حاجتك، فقلت له: أنتَ رأيت الخلف من بعد أبي محمد (عليه السلام)؟ فقال: إي والله، ورقبته مثل ذاك وأومأ بيده فقلت له: فبقيت واحدة. فقال لي: هات، قلت: فالاسم؟ قال: محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، فليس لي أن أحلّل ولا أحرّم، ولكن عنه (عليه السلام)، فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضى ولم يخلْف ولداً وقسّم ميراثه وأخذه مَن لا حق له فيه وهوذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئاً، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسِكوا عن ذلك" (الكافي، ج1، ص329 330).
يقول الشهيد السيد محمد باقر الصدر في بحوثه: إن هذه الرواية تثبت حجية خبر الثقة، إذ يكفي أن ينقل الكليني عن محمد بن عبدالله بن جعفر حتى يحصل اليقين بها.
وروى الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة: "جاء أربعون رجلاً واجتمعوا في دار العسكري (عليه السلام) ليسألوه عن الخلف من بعده، فأراهم الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وطلب منهم أن يرووا ذلك".
والرواية التي تذكرها حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) تذكر فيها أنها شهدت ولادة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وقامت بدور القابلة لأمه، حيث لم يكن ممكناً إحضار أية قابلة للظروف الصعبة التي اقتضت هذه السرية. وهذه الرواية وأوردها الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة، ص141.
ـ العامل الرابع: وضوح فكرة ولادة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وغيبته عند الشيعة، فالناووسية ادعت أنه الإمام الصادق، فلما رحل تبين بطلان اعتقادهم، والواقفية ادعوا أنه الإمام الكاظم فلما استشهد تبين أيضاً بطلان اعتقادهم، ومدّعو الوكالة الكاذبون كثر. وهذا وذاك دليل وضوح فكرة الولادة والغيبة وصحتها.
ـ العامل الخامس: السفراء الأربعة والتوقيعات، حيث لم يشكك في هؤلاء السفراء أحد من الشيعة من زمن الكليني والصدوق الأول اللذين عاصراهم. والسفراء الأربعة مدفونون ثفي بغداد، وهم: عثمان بن سعيد العمري السمان ـ، محمد بن عثمان بن سعيد العمري، الحسين بن روح النوبختي، محمد بن الحسن السمري.
والتوقيعات موجودة في جملة من الكتب مثل "كمال الدين وتمام النعمة" للشيخ الصدوق وغيره من الكتب الكثيرة.
ـ العامل السادس: تصرّف السلطة العباسية، فالمعتمد العباسي بمجرد سماعه أنه ولد للإمام العسكري ولد أرسل شرطته فأحضروا نساء الإمام ولم يظهر على أي منهنّ أثر. وهذا من التسديدات الإلهية لحفظ حجته، فقد ذكرت الروايات أن أمه نرجس حملت به ولم يظهر حملها حتى ليلة الوضع، تقول حكيمة إن الإمام لما استدعاها لتحضر ولادة الحجة سألته عن أمه، فقال: نرجس، فقالت: ليس عليها آثار حمل. تقول: حتى إذا انتصف ليل داخلني شك فناداني الإمام من غرفته وطلب مني أن أطمئن، فلما اقترب وقت الفجر الصادق وضعت نرجس حملها فوقع على الأرض ساجداً.
ـ العامل السابع: كلمات المؤرخين وأصحاب السّيَر، فهم يصرّحون بولادة ابن الحسن العسكري (عليه السلام) مثل:
ابن خلّكان في وفيات الأعيان، الجزء الرابع.
الذهبي في تاريخ دول الإسلام.
ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة.
خير الدين الزركلي في الأعلام.
جميع هؤلاء من الأعلام إضافة إلى غيرهم الكثير.
ـ العامل الثامن: تباني الشيعة واتفاقهم من زمن الكليني إلى يومنا هذا، فلم نجد من شكّك في ولادة الإمام وغيبته، وهذا من أصول مذهب الشيعة.
فإذا لم نسلّم بالتواتر وهو مسلّم فإن ضم العوامل المذكورة مجتمعة إلى هذه الروايات إذا أجرينا عليها حساب الاحتمال يرفع درجة الاحتمال بقوة إلى درجة اليقين.
والحمد لله رب العالمين.
(1) أبو عمرو: هو الحسين بن روح التوبختي، السفير الثالث للإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في زمن الغيبة الصغرى.
(2) هما عثمان بن سعيد العمري وابنه محمد السفيران الأول والثاني للإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في زمن الغيبة الصغرى.
(*) مدرس في الحوزة العلمية، قم المقدسة.