مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

خطاب: اختتام المؤتمر الثقافي العاشورائي الأول


نص البيان الختامي
 


انطلاقاً من قناعة الوحدة الثقافية المركزية في حزب اللَّه بأن عاشوراء ومنبرها الحسيني هو الذي صان الأمة وكيانها وحفظ للإسلام أصالته وحيويته عبر ما يزيد على مدى ثلاثة عشر قرناً من الزمان، وضرورة بقائه، والنظر فيما يساعد في تفعيله وتقوية عطائه ورعاية شؤونه ودراسة السبل والوسائل الكفيلة بجعل الخطاب العاشورائي على عظمته يرتقي إلى مستوى تُتلافى معه بعض الإشكاليات، فقد تم عقد المؤتمر الثقافي العاشورائي الأول تحت عنوان: «المجالس الحسينية وآفاق الدور المنشود". في بيروت في الفترة من 15 إلى 18 ربيع الثاني 1420هـ الموافق 29 تموز إلى 1 آب 1999م، حيث حضره حشد من العلماء والخطباء والباحثين ودرسوا المواضيع المطروحة في أوراق عمل المؤتمر وقدموا بهذا الصدد بحوثاً ومداخلات مفيدة يمكنها أن تساهم في تطوير المنبر الحسيني شكلاً ومضموناً.

وفي ختام جلساته أصدر المؤتمر التوصيات التالية:
أولاً: يؤكد المؤتمر على أن خطاب عاشوراء هو خطاب الإسلام المحمدي الأصيل وأن فكر كربلاء هو فكر الإسلام، وأن القيادة المعصومة في كربلاء وقبلها وبعدها هي التي تجسد الإسلام في مختلف جوانبه تماماً كما كانت قيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تمثل الإسلام في مختلف جوانبه العقيدية والتشريعية والسياسية وغيرها، ومن الطبيعي أن ينضوي تحت لواء عاشوراء جميع المسلمين والمستضعفين في العالم، ومن الضروري صياغة الخطاب العاشورائي القادر على إيصال صوت كربلاء إلى جميع أنحاء العالم على اختلاف الانتماءات وتنوع الثقافات.
وانطلاقاً من كل ذلك يوصي المؤتمر بضرورة تشكيل لجنة علاقات عامة قبل المحرم بوقت كاف لإجراء الاتصالات بعلماء المذاهب من المسلمين وغيرهم لدعوتهم للمشاركة في مراسم إحياء المجالس الحسينية العاشورائية.

ثانياً: يؤكد المؤتمر أن السيرة الحسينية كمادة تاريخية تخضع لقواعد الدراسة التاريخية الثابتة والصحيحة وأنها تعتبر من أنقى المواد التاريخية وأسلمها لأنه قد أتيح لها ما لم يتَح لغيرها من وسائل النقل والتداول ومع ذلك فإنه من الضروري إطلاق مركز للدراسات يهتم بكتابة سيرة شاملة وكاملة مدققة ومحققة وموثقة لقطع طريق الالتباس والتشكيك من جهة، والمساهمة هي إيصال تفاصيل هذه السيرة إلى كل الراغبين بدراستها والاستلهام منها من جهة أخرى.

ثالثاً: يؤكد المؤتمر على ضرورة ربط ثورة الإمام الحسين عليه السلام في منطلقاتها وأهدافها بنهضة حفيده الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف، والتركيز من قبل خطباء المنبر الحسيني على بلورة حقيقة وجود الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف وفلسفة الغيبة والانتظار، بأسلوب علمي رصين، وموقعه عليه السلام في حركة التغيير الكبرى بإذن اللَّه، وفي التخطيط الإلهي العام للبشرية، وفلسفة كونها تجسيداً لتلك الأهداف والمنطلقات.

رابعاً: يؤكد المؤتمر على أهمية تعميق الثقة بالمنبر الحسيني الذي شكل مدرسة فاعلة على مر العصور في حفظ وصيانة الفكر الإسلامي الأصيل. وذلك يحملنا مسؤولية تطوير قدرات الخطباء والحرص على تقيدهم والتزامهم بقواعد النقل والعرض من جهة، وامتناع البعض عن إطلاق تشكيكاتهم التي تربك الذهنية العامة وتخدم الأعداء من جهة أخرى، والاقتصار في طرحها على المجامع المختصة.

خامساً: يدعو المؤتمر لدراسة كلمات وأفكار الإمام الخميني قدس سره والإمام القائد الخامنئي دام ظله الوارف حول عاشوراء باعتبارهما رائدي تجربة عظيمة معاصرة، عاشا مفاهيم كربلاء، فكانا الأقدر على قراءتها واستخلاص حقائقها وترجمتها عملياً.

سادساً: ينظر المؤتمر إلى المقاومة الإسلامية في لبنان باعتبارها ثمرة مباركة من ثمرات عاشوراء وأنها نتيجة طبيعية للتمسك بالنهج الذي رسمه الإمام الحسين عليه السلام في نهضته المباركة، ذلك النهج الذي لا يساوم ولا يداهن ولا يهادن.

سابعاً: انطلاقاً من الواقع الكربلائي وما يمثله مجتمع عاشوراء من تنويع وتكامل الأدوار بين مختلف شرائح المجتمع يؤكد المؤتمر على أهمية التركيز في عرض السيرة على دور المرأة وأدوار الأصحاب ودلالات تنوعهم واختلافهم في البيئة والعنصر والجنس والسن والطبقة الاجتماعية.

ثامناً: يرى المؤتمر الحاجة إلى إعداد مصرع حسيني يتناسب اختصاراً ومضموناً وعرضاً مع مقتضيات الواقع، وتعميمه إن أمكن على المجالس العاشورائية كافة.

تاسعاً: يؤكد المؤتمر على أهمية الدور الذي يؤديه الشعر في المجالس الحسينية، ويدعو لوضع خطة لتشجيع الشعراء على إثراء الديوان الشعري الحسيني، ورفع مستوى القصيدة من الناحية الفنية، لتؤدي رسالتها المطلوبة بشكل أكبر والاهتمام بنشر قصائد الشعر الحسيني التي تتوافر فيها الخصائص الفنية والمضمونية المناسبة.

عاشراً: يوصي المؤتمر بضرورة الاهتمام باللطميات على مستوى المضمون والوزن والأداء كونها إحدى الوسائل المؤثرة في تحريك الجمهور وربطه بالمجالس العاشورائية.

الحادي عشر: يوصي المؤتمر بإيلاء المنبر الحسيني اهتماماً خاصاً وذلك بإنشاء معهد خاص لإعداد الخطباء القراء المحاضرين وتأهيلهم بما يتناسب مع الدور الحساس الذي يقومون به، لرفد الساحة بما يلبي حاجاتها، لإحياء هذا المناسبة العظيمة، خاصة بعدما شهدته المجالس الحسينية من انتشار واسع وإقبال كبير عليها.

الثاني عشر: يرى المؤتمر ضرورة تشكيل هيئة دائمة لمتابعة نتائج هذا المؤتمر بغية الوصول بها إلى حيز التطبيق والتنفيذ، والتحضير لمؤتمر ثان بالاستفادة من هذه التجربة ونتائجها.
في الختام يتقدم المؤتمر بالشكر الكبير على الجهود التي بذلها الأخوة المشاركون من علماء وخطباء ومفكرين وباحثين في إغناء هذا المؤتمر بالبحوث والمداخلات المهمة والمفيدة والبناءة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع