حسن نعيم
تمسح العرق عن جبين محمد، تسحب الأشواك من قدميه، تعجن أقراص الشعير لعلي ولكل مسكين ويتيم وأسير، على سجادة صلاتها تنزل كواكب وأقمار.
ترفع يديها إلى السماء، على أناملها كل المظلومين والمسحوقين والفقراء. تدعو لهم، تذكرهم بأسمائهم، تزورهم في ليالي المطر والنوافذ المشرعة على الريح.
نحيلة يا ذات الحزن الملون بألوان شجر الحور وتمشين.
من بساتين تفاح الجنة، تبسطين جناحيك يا حمامة محمد كما السنونو العاشق بين الأصيل وبلورات الماء وترفرفين على نوافذ البسطاء تمضين بين الحزن والفقر وشجن المساء.
لا ضوء في بيت الأحزان ولا سراج..
والقبر الشريف أبالبقيع هو أم في البيت أم في أي مكان، لو أننا اهتدينا إلى القبر الشريف لطلبناه بالقُبل ولرفعنا الضلع المكسور سارية حزن إلى آخر النهايات. ولرددنا مع علي في ذاك المساء: "قلّ يا رسول اللَّه عن صفيّتك صبري ورقَّ عنها تجلّدي، إلاَّ أن في التأسي لي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز....".