مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الإفتتاحية: لماذا يوم المرأة

 


إذا كان لا بد للمرأة من يوم فأي يوم أسمى وأكثر فخراً من يوم مولد فاطمة الزهراء عليها السلام.. المرأة التي هي مفخرة بيت النبوة، وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز". الإمام الخميني قدس سره.

كثيرون يتساءلون عن الأسباب الداعية للإعلان عن يوم عالمي للمرأة، وما هي الفوائد المترتبة على ذلك. وإذا سلَّمنا فلماذا لا يكون يوم للرجل؟ ثم لماذا اختيار العشرين من جمادى الثانية (ذكرى مولد الصديقة الزهراء عليها السلام يوماً عالمياً للمرأة المسلمة؟.
والأسئلة تترا..

قد يعتبر البعض أن تخصيص يوم للمرأة والحديث الدائم عن حقوقها قد بدأ يجحف بالمرأة كإنسانة، وكأنه يريد أن يقول: لقد وصلنا مع نهاية القرن العشرين إلى مستوى متقدم تجاوزنا فيه التفرقة بين الرجل والمرأة، وبالتالي يصبح الحديث عن هذا الموضوع ـ ولو إيجاباً تجاه المرأة ـ نوعاً من التذكير بالتفرقة وإعادة تكريسها. فلعل الأجدى الإغضاء عن هذا الأمر والالتفات إلى أمور أخرى تهم النوع الإنساني عامة.

وفي الواقع لا بدّ أن نعترف أن الكثير من النظرات الدونية تجاه المرأة والتي كانت ما تزال سارية في الغرب إلى ما بعد النهضة العلمية في أوروبا قد عفَّ عليها الزمن وطواها النسيان. فلم تعد المرأة تنتمي إلى غير النوع الإنساني أو إلى فصيلة أخرى من الإنسان الرجل لا شأن لها سوى خدمته (ولا شك بعدم أهليتها لأي مشاركة فعّالة أو مبادرة في الشأن الاجتماعي والسياسي العام!...).

نعم هذه النظرات لم تعد مطروحة اليوم، ولكن هل استرجعت المرأة في ظل الحضارات الحديثة ـ بل نكاد نقول الحضارة الكونية الحديثة ـ قيمتها الإنسانية أو كرامتها كإنسان؟ أم أنه يُنظر لها تحت شعارات بريقها زائف وبيتها أوهن من بيت العنكبوت (حرية ـ ديمقراطية، حداثة، فن...) أن تتحوّل إلى سلعة رخيصة وأداة لتحقيق منافع أصحاب السلطة والنفوذ وأتباع الغرائز والشهوات المنحطّة. والمضحك المبكي في آن أن هذا الداء العضال أصبح منتشراً في أكثر مجتمعاتنا الإسلامية "فلو أن أحداً مات من هذا كمداً ما كان عندي ملوماً بل كان به عندي جديراً".
لقد ظلمت المرأة على مر التاريخ، وكان بد من نهضة كبرى لإعادة الأمور إلى نصابها، وكان أول ما حاربه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بعد الشرك هو ظلم المرأة وأعلن ذلك الشعار الخالد واليوم يمكن القول أن الدور الذي يخطط للمرأة أخطر بكثير مما كان في السابق، فإذا لم يكن لها دور فيما مضى فاليوم يراد لها أن تكون صاحب الدور الهدام والمفسد. ومن هنا فنحن أحوج أكثر من أي وقت مضى لنهضة مماثلة ضد هذه المؤامرة الكبرى، فكانت نهضة الإمام قدس سره.

وكان الاختيار ذكرى مولد الزهراء عليها السلام يوماً للمرأة المسلمة، تلك السيدة الجليلة التي يجمع المسلمون على قداستها وطهارتها وعظمة شأنها وعلو مقامها عند اللَّه ورسوله حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة بضعة مني.. يرضى اللَّه لرضاها ويغضب لغضبها.. وبسبب مقامها العظيم هذا، يقول الإمام الخميني قدس سره:
"إنه يوم عظيم... يوم أطلت على الدنيا امرأة تضاهي كل الرجال... امرأة هي مثال الإنسان.. امرأة جسدت الهوية الإنسانية كاملة؛ هو يوم عظيم إذاً يومكن أيتها السيدات".
وقال أيضاً: "إنه لمفخرة كبرى اختيار يوم مولد الصديقة الزهراء يوماً للمرأة، إنه لمفخرة ومسؤولية".
فهل نكون على قدر المسؤولية؟!.
والسلام


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع