(إلى العقيلة زينب في ذكرى ولادتها)
حسن ط. نعيم
بخطوات واثقة تتقدم وسط الهدوء، المشبع بالرهبة والحذر. لذعات العيون تلاحقها وهمهمات الشفاه.
المكان قصر وأجلافٌ غلاظ، وسلطان ينكث بالقضيب الرأس الأطهر.
وباقي الرؤوس مصلوبة على أبواب المسجد الأموي.
هدوء ثقيل كالرصاص، مشبع برائحة الموت العالقة على الجدران، والخوف وحشٌ ينهش صدور الرجال فترتد النظرات موصوصة كأنها عيون الكلاب في ليالي الشتاء.
ارتعدت الفرائص، اصطكت الأسنان والركب، في حضرة السلطان الغاطس بالذهب.
وقفت كعاصفة في بستان الحراب، تنز منها الجراحات وتشرشر الدماء، وفي عيونها ما يشبه لمع البرق على القمم الرواسي.
نظرت إلى المجلس من عل، هازئة بالمكان والزمان، قائلةً: "لئن جرَّت علي الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك".
ومرةً غلب الحنين زينب فتوجهت بعيونها العبرى، ولواعجها الحرّى إلى مدينة جدّها قائلةً: وامحمداه واجداه...