مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الافتتاحية

 


لا شك أننا جميعاً ـ أتباع القرآن الكريم ـ معنيون جداً بالدفاع عن أمة الإسلام المجيدة والسهر على مختلف الثغور التي تتهدد الأمة بالخطر والشر. فبحكم وجوب الدفاع والإعداد العامين لمن تشرفوا بمقام الوسطية و"خير أمة" لم يعد هناك مجال للتواني أو الوهن في هذا المضمار.

وحيث أن العدو قد بلغ الذروة في غزوة الثقافي للأمة، واتخذ هجومه الكبير هذا إشكالاً جد خطيرة وخاصة في الآونة الأخيرة مستعملاً كل ما بحوزته من أسلحة، كان لا بد من التصدي ولذا كانت "بقية اللَّه".

لقد حددت "بقية اللَّه" الثغر الثقافي ميداناً للمواجهة، إيماناً منها بقول الإمام الخميني قدس سره: "إن ما يصنع الشعوب هو الثقافة الصحيحة" و"إن السبيل لإصلاح أي بلد إنما يبدأ من إصلاح ثقافته، فالإصلاح يجب أن يبدأ من الثقافة"، ولذا كانت "بقية الله" مجلة ثقافية إسلامية جامعة لقارئ يبحث عن الحقيقة والفكر الأصيل.

فهي ثقافية لأن الثقافة انفتاح على الحياة برمتها، محورها الإنسان بما له من وجدان وشعور وهدفها الإنسان أيضاً بما له من آمال وتطلعات، وعندما تنبع ثقافة المرء من واقع أمته وأصالة المجتمع الذي ينتمي إليه فإن مآلها أن تخلق في روحه انبعاثاً وقاداً وحساً واعياً بالمسؤولية.
وهي إسلامية خالصة أصيلة لأن الإسلام هو شريعة الله الرحيم بعباده الذي يريد لهم الخير والسعادة والفلاح، البصير بشؤونهم والخبير بتطلعاتهم بما لا يعلمونه هم أنفسهم. فإذا انتسبت الثقافة إلى الإسلام فقد انتسبت إلى الله عز وجل واكتسبت بذلك قدسية إلهية مضافاً إلى ما توفره من الطريق الصحيح لسعادة الأمة والإنسانية جمعاء.

وهي جامعة لأنها تخاطب الجميع ولا تستثني أحداً من العالم والمفكر مروراً بالجامعي والمثقف ووصولاً إلى العامل والموظف والفلاح وما بينها من درجات ومراتب. فالمجلة تخاطب كل هؤلاء وصدرها مفتوح لأي رسالة من أي واحد من هؤلاء.
لقد اختارت المجلة فكر الإمام الخميني قدس سره خطاً ومنهجاً لأنها آمنت ـ ما ثبت للعالم أجمع ـ أن هذا الخط وهذا المنهج مثال مجسد ونموذج حي للإسلام المحمدي الأصيل الذي هو الثقافة الصحيحة التي تصنع الشعوب وتجعل منها خير أمة أخرجت للناس، وهي بعد كل هذه السنين من التضحيات والعطاءات تزداد إيماناً بهذا الخط وهذا الخيار.
طبعاً إن نشدان الكمال المغروس في أعماق فطرة كل إنسان ـ إن لم نقل كل مخلوق ـ يجعله في حركة دائبة لا تعرف الكلل والملل نحو ما هو أسمى وأرقى.

ومن هنا يمكن القول أننا في مرحلة جديدة نحو التطور والتحسن سوف تظهر تباشيرها في العدد القادم إن شاء الله ونغتنم هنا الفرصة لإعادة تذكير القراء الكرام بأننا على استعداد لتلقي أي مشورة أو نصيحة أو رسالة في هذا الشأن وسوف تلقى منا كل عناية واهتمام، خاصة وأننا استفدنا كثيراً من آراء الأخوة والأخوات الذين شاركوا في الاستمارة التي أجريناها في مطلع هذه السنة.

فإلى مزيد من التعاون وتضافر الجهود والالتزام بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ .
والسلام

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع