مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

حديقة البلاغة


مفردات من نهج البلاغة


* الخطبة الثانية
"وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلهُ بالدّين المشهور، والعَلَم المأثور، والكتاب المسطور، والنور الساطع، والضياءِ اللامع، والأمر الصادع، إزاحةً للشُبهات، واحتجاجاً بالبينات، وتحذيراً بالآيات، وتخويفاً بالمثُلات، والناس في فتنٍ انجذمَ فيها حبلُ الدين، وتزعزعت سواري اليقين، واختلفَ النَّجرُ، وتشتَّتَ الأمرُ، وضاقَ المخرجُ، وعُمِيَ المصدرُ، فالهدى خاملٌ، والعمى شاملٌ. عُصيَ الرحمان ونُصِر الشيطان، وخُذلَ الإيمان فانهارت دعائمه، وتنكَّرت معالمُهُ، ودرسَتْ سبله...
في فتنِ داستهم بأخفافِها، ووطئتهم بأظلافها، وقامتْ على سنابكها فهُم فيها تائهون حائرون، جاهلون مفتونون، فيَ خير دارِ وشرْ جيرانِ؛ نومُهم سهودٌ، وكحلُهم دموعٌ؛ بأرضِ عالمها مُلجمٌ، وجاهلها مُكرمٌ.
1- المأثور: المقدّم على غيره، المكرّم، الحديث.
2- الكتاب المسطور: الحاوي للسطور، الموزّع، القرآن الجامع للحقائق.
3- الصادع: القاضي بين القوم. المشقوق. المفرّق.
4- المثلات: جمع مَثُلة: العقوبة. النظير. الفضيلة.
5 ؛ انجذم: أصابها مرض الجذام (البرص). نبت. انقطع.
6- تزعزعت: انساقت سريعاً. اهتزت واضطربت. هبت.
7- سواري: سحاب الليل. أعمدة الشراع. أساطين.
8- النجر: الطبع والأصل. النحت. العطش الشديد.
9- خامل: الخفي. الساقط. المريض بمفاصله.
10- وطئتهم بأظلافها: غزتهم. نزلت بهم. داستهم بحوافرها.
11- سنابكها: ج. سنبكة: طرفها. طرف مقدَم الخيل.
12- ملجم: ممنوع عن الكلام. بالغ أمره. منصرف عن حاجته.
ملاحظة: اختر معنى واحداً

* باب الإخلاص
"وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"
لما كان غرض الشريعة المقدسة سلوك سبيل الإخلاص وكلمة التوحيد مفتاحها، كان لا بد من أن تقترن بالإقرار بصدق المبلغ بالرسالة فهو المبين لطريق الإخلاص والتي لا ينالها السالك إلاَّ بسلوك مراتبها، ومعرفة الطريق قبل سلوكها أمر بديهي لذا كانت هذه الكلمة أجلَ كلمة بعد كلمة الإخلاص لأنها بمنزلة الباب لها.

* استعارة بليغة
"والناس في فتن انجذم فيها حبل الدين..."
استعمال "حبل الدين" استعارة لقانون الشريعة المطلوب الالتزام والتمسك به فهو عليه السلام ينبههم من غفلتهم في هذه الفتن المشتملة على كثير من المذامَ التي عدَّها لينتبهوا من رقدة الغفلة ويسلكوا سبيل الحق فيعود كل شيء إلى قصابه. فسبب مأساة المسلمين (خاصة حرب صفين) هو انحرافهم عن هذا الدين، وهو ما قصده (عليه السلام) من انجذام حبل الدين أي قطعه.

* جاهلية المسلمين
"فتن داستهم بأخفافها..."
كأني به (عليه السلام) يذكرهم بحالهم أيام الجاهلية وما كانوا عليه من فتن وحروب قبلية وقد أضحوا تائهين مشتتين يتقاذفهم الجهل وتجرهم الفتنة وكأنهم اليوم عادوا لما كانوا عليه من جاهليتهم العمياء فأصبح العالم المصدق للرسول والبعثة ملجم بلجام التقية والخوف، والجاهل بينهم معزز مكرّم وهو من كذب ذلك.

* من بلاغة الأمير
"نومهم سهود وكحلهم دموع"
عموم اللفظ يدل على أنه (عليه السلام) يخاطب كل الناس أصحابه وأصحاب معاوية وكل من عناه الحرب. وقد بالغ في وصفهم فخوف الحرب والهجوم وشدة الاهتمام بأمر القتال والحيرة في تيه الباطل كل ذلك قد ألحق قلة النوم، وعبر عنه بالسهود لاستلزامه عدم النوم فاستعار له لفظه وصيره هو هو. وكذلك شبه دموعهم بالكحل وصيره هو هو.
ووجه المشابهة ملازمة الدموع للعيون ملازمة الكحل لها.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع