حسن الطشم نعيم
تأتينا يا رسول الله حين تأتينا مالكين لأمرنا، ممسكين بزمام أنفسنا، فإذا بنا أسرى حضورك الإلهي المُشبع برائحة السنبل الرخي وسعف النخيل والهديل، مبهورين كأطفال في حضرتك النورانية.
مع أول الريح تأتينا يا سيدي، فتهب عواصف الذكريات، وتكر سبحة فقرات المشهد النبوي على غير انتظام وبغير ميعاد.
دماؤك المتخثرة على أشواك مكة وأحجارها، وجبينك الشريف يتصبب عرقاً يوم انحنيت بسجودك الطويل ليهنأ الحسين (عليه السلام) على مراكب كتفيك...
أي عظيم أنت يا رسول الله، وأي حبيب لله أنت يا بن عبد الله.
وحين تأتينا في الهاجرة المغبّرة، وكل مساء.
نراك في ضواحي البؤس، ترتدي ثياب العمال، وتمسح بيدك المباركة على تعيهم، تشُّ على أيديهم ولا تردّ يمينك حتى تتعب أيديهم.
يا أب من لا أب له، رأيناك في المحطات الشريدة، تلتقي وجوه الغرباء والمهاجرين، تحدثهم عن آخر الزمان.
على أسرّة المستشفيات رأيناك، في أهازيج الأمهات والفلاحين والثوار، رأينا وجهك النبيل يصرخ في وجه المدينة.
فيردد الصدى: يا زمن بدر تأخرنا جداً.
مثل كلمة طيِّبَة
كشجرة طيّبة
أصلُها ثابت وفرعُها في السَّماءِ