من كلام للإمام الخامنئي (دام ظله) حول موضوع الوحدة الإسلامية يقول فيه: "إنني من موقع المسؤولية أرى وأعتقد بأن وحدة المسلمين تعد ضرورة حيوية وليس شعارًا ولا من البطر في شيء .. وعلى المجتمعات الإسلامية أن توحد كلمتها وتسير باتجاه واحد".
وقال أيضًا: "يمكن أن نعتبر شخصية الرسول الأعظم المحور الأساس للوحدة.. وكذا أهل بيت النبي (عليه وعليهم السلام) الذين هم محل اتفاق وإجماع المسلمين كافة".
ما من شك أن وحدة المسلمين وتوثيق عرى الأخوة والتعاون فيما بينهم باتت ضرورة حيوية وحساسة لا غنى للشعوب والحكومات الإسلامية عنها إن أرادت العيش بعزة وكرامة وأن تنعم بالحرية والإستقلال والاقتدار مقابل الأعداء.
ولم يعد مقبولاً بأي شكل من الأشكال التعاطي مع موضوع الوحدة كشعار للإستهلاك الإعلامي والمنبري والسياسي، فهذا بعيد كل البعد عن تحمل المسؤولية الشرعية أمام الله عز وجل والأمة كما أكد الإمام الخامنئي (دام ظله الشريف).
فعندما نجد أن الأعداء يبذلون الجهود الحثيثة والمتواصلة لإثارة النعرات وبث الفرقة والإختلاف بين المسلمين نعلم يقينًا كم هي الوحدة ضرورية وحيوية للأمة.
ولا شك أيضًا أن المحور الأساس وقطب الرحى الذي تدور حوله الأمة وتتوحد أشد وضوحًا من الشمس في رابعة النهار، فالإله واحد، والقرآن واحد، والقبلة واحدة، والمسلمون جميعًا يعتقدون بنبي واحدة هو خاتم الأنبياء وسيد الرسل، وهم يقدسونه ويقدسون أهل بيته الأطهار ويقرون بوجوب محبتهم ومودتهم ولزوم أتباع نهجهم.
إذًا فلماذا الإختلاف؟ ولماذا يتحول الإختلاف إلى عداوة وتشرذم وتناحر إلى حد القتل والتفكير؟ هل هو الإختلاف في بعض مسائل العقيدة، أم تعدد الآراء في بعض فروع الفقه، أم اختلاف وجهات النظر حول بعض الوقائع التاريخية أو ما إلى ذلك؟
ليس الأمر كذلك على أي حال لأن هذه الإختلافات أولاً لا تقطع حكم الأخوة في قوله تعالى (إنما المؤمنون أخوة)، وقد أجمع المسلمون أن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وثانيًا كثيرًا ما نجد أصحاب الرأي الواحد في العقيدة والفقه وسائر المسائل ومع ذلك يستحكم العداء بينهم أيما استحكام، وهذا يدل على أن السبب الرئيسي للخصومة هو شيء آخر، وهو ليس سوى اتباع الهوى والتعصب والنظر إلى المصالح الشخصية الضيقة. يقول الإمام الخميني قدس سره:
"لو اجتمع الأنبياء في مكان واحد (وفي عصر واحد) لما اختلفوا"، لماذا؟ لأنهم لا يتبعون الأهواء والعصبيات، بل ينظرون إلى المصالح العليا للمجتمع".
هذا هو أول الطريق نحو وحدة صحيحة، فهل نكون على قدر المسؤولية؟
والسلام